الأمم المتحدة: الأوضاع في الجنوب تخاطر بإجبار سكان غزة على دخول مصر

- ‎فيأخبار

 

حذر مسؤولو الأمم المتحدة يوم الأحد من أن الضغوط تتزايد قرب حدود غزة مع مصر وهي منطقة حاول عشرات الآلاف من الفلسطينيين الفرار من الحملة العسكرية الإسرائيلية، بحسب ما أفادت صحيفة نيويورك تايمز.

وقالت الصحيفة في تقرير لها: إن “معبر رفح الحدودي مع مصر أصبح أكثر أهمية منذ أن فرضت دولة الاحتلال حصارا كاملا على قطاع غزة ردا على الهجوم المميت الذي قادته حماس في 7 أكتوبر، إنها النقطة الوحيدة التي وصلت فيها المساعدات إلى قطاع غزة، وحيث سمح لعدد قليل نسبيا من الناس بالخروج منذ بدء الحرب”.

وقد توافد سكان غزة إلى المنطقة بحثا عن الأمان والإمدادات، ولا يزال الآلاف يتوافدون، استجابة لأوامر الإخلاء من جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي سمى أجزاء من رفح، المنطقة المجاورة للمعبر، كمكان للجوء، حتى مع توسيع دولة الاحتلال لعملياتها البرية في الجنوب.

 

الوضع مزري

لكن الإغاثة غير متوفرة، وحذر مسؤولو الإغاثة من الاكتظاظ الشديد والوضع المزري في المنطقة الحدودية، ودقوا ناقوس الخطر بشأن انتشار الأمراض. وحذر مسؤولان بالأمم المتحدة يوم الأحد من أن تدهور الأوضاع قد يدفع الفلسطينيين عبر الحدود إلى مصر.

وحذر أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، يوم الأحد في قطر، من أن نظام الرعاية الصحية ينهار، قائلا إنه لا توجد حماية فعالة للمدنيين في غزة.

وأضاف: “أتوقع أن ينهار النظام العام تماما قريبا، ويمكن أن يتكشف وضع أسوأ، بما في ذلك الأمراض الوبائية وزيادة الضغط من أجل النزوح الجماعي إلى مصر”.

وقال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين: إنه “حتى لو لم تكن هناك سياسة متعمدة، فإن العمليات العسكرية الإسرائيلية تضع المزيد والمزيد من الضغط من أجل أن يتكشف هذا النوع من السيناريوهات”.

وقال في مقابلة يوم الأحد: “لقد تم دفع السكان أكثر فأكثر إلى قطع أرض أصغر وأصغر وأصغر في قطاع غزة، ولا يمكن لهذه القطعة من الأرض أن تستوعب مثل هذا العدد الكبير من الناس”.

سكان غزة الذين فروا إلى منطقة رفح معتقدين أن الجزء الجنوبي من قطاع غزة سيكون آمنا وجدوا غارات جوية هناك أيضا.

وقال زياد عبيد، وهو موظف حكومي كبير في السلطة الفلسطينية، الذي قال: إنه “جاء إلى ضواحي رفح مع عائلته بعد نزوحه إلى أبعد وأبعد جنوبا منذ بداية الحرب ليس لدينا مكان آخر ولا مكان آمن”.

وأضاف: “نحن نقاتل ليلا ونهارا فقط للحصول على بعض الخبز والماء وبعض الخضروات”، مضيفا أنه كافح دون جدوى للعثور على بضع بيضات لوالدته المسنة.

 

نكبة جديدة

لم تدع حكومة الاحتلال علنا أعدادا كبيرة من سكان غزة إلى الانتقال إلى مصر، لكن دبلوماسيين قالوا: إن “إسرائيل ضغطت سرا من أجل إيوائهم في مصر طوال فترة الحرب، مما زاد من مخاوف الفلسطينيين من الطرد الدائم”.

وتعارض مصر بشدة هذه الفكرة، ويرجع ذلك جزئيا إلى القلق من أن البلاد التي تواجه بالفعل وضعا اقتصاديا محفوفا بالمخاطر، ويمكن أن تزعزع استقرارها بسبب تدفق اللاجئين.

كما تشعر مصر وحكومات عربية أخرى بالقلق من أن مثل هذه الخطوة يمكن أن تعطي الاحتلال ذريعة لتنفيذ التهجير القسري لسكان غزة الذي يمكن أن يضر بشكل لا يمكن إصلاحه بالنضال من أجل إقامة دولة فلسطينية، وقال عبد الفتاح السيسي في أكتوبر يجب على سكان غزة الصمود والبقاء على أرضهم.

وفي خطوات يبدو أنها تعكس المخاوف من إمكانية اختراق الحدود، أقام الجيش المصري حواجز رملية ونشر دبابات ومركبات عسكرية أخرى على طول الحدود في رفح، وفقا لشخصين يعيشان بالقرب من الجانب المصري من الحدود، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم بسبب حساسية القضية.

وفي عام 2008، عبر عشرات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال مصر بعد أن حطمت حماس أجزاء من السياج الحدودي، مما فرض نهاية مؤقتة للحصار المفروض على غزة الذي أعقب سيطرة حماس مؤخرا على القطاع.

 

رابط التقرير: هنا