اعتبر مراقبون أن الأمور واضحة وضوح الشمس لدى المقاومة، بتصريح جديد مهم لخالد مشعل رئيس حركة حماس في الخارج بعدما أكد أن “حماس لا تقبل بمفهوم “مبدأ الدولتين”، لأن هذا يعني بالنسبة لنا أننا، كإحدى الدولتين، يجب أن نعترف بشرعية الدولة الأخرى – إسرائيل – ونحن نرفض مثل هذه الشروط بشكل قاطع. نحن لا نحتاج إلى إنشاء دولة فلسطين ضمن حدود عام 1967، حيث أن الفلسطينيين لن يحصلوا إلا على خمس أراضيهم.”
https://twitter.com/i/status/1747651743100325960
وكان عبد الفتاح السيسي خلال استقبال انتوني بلينكن وزير الخارجية الامريكي قال إن “مصر ترفض تماما محاولات تهجير الفلسطينيين من أراضيهم وتتمسك بمسار حل الدولتين كأساس لتحقيق الاستقرار في المنطقة ..”.
ويبدو أنه من الطريف أن الأمريكان الذين ينقبون في مخلفات جحر الضب كأنهم تلقفوا الحل الذي تلوكه ألسنة رؤساء وملوك وحتى سفهاء الثورة المضادة العربية من مقراتهم أعادة طرح “الحل” فوفق قناة 13 العبرية، قال بلينكن لمسؤولي “الكيان”: “من المستحيل القضاء على حماس بشكل كامل”، ثمّ حدّثهم عن “حل الدولتين”.
الأكثر دهشة في الرد العملي من الصهاينة كان تصريح وزير الشؤون الاستراتيجية في الرد على بلينكن قائلا: “85% من الفلسطينيين في الضفة يؤيّدون مجزرة السبت الأسود” في إشارة ل7 أكتوبر وعدم تأثر أهل الضفة الذين يرضخون تحت حكم اتفاقية أوسلو منذ 1993.
أمين عام الأمم المتحدة انطونيو غوتريتش أعاد الأربعاء لوك المصطلح، ما يعني بحسب مراقبين أن نغمة إدارة غزة هو ما يخطط له الاحتلال وأزلامه أو خطة اليوم الثاني ما بعد الحرب، وشدد غوتريتش على ضرورة أن “يلقي المجتمع الدولي بثقله خلف حل الدولتين” لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بصورة نهائية. ويحذر من عواقب تفاقم التصعيد في المنطقة!
ولتمديد تداول المصطلح، خرجت وزيرة الخارجية الألمانية، لتقول: “الحل الوحيد هو حل الدولتين ولكن إسرائيل بحاجة إلى ضمانات للعيش بسلام وأمان من دون إطلاق صواريخ عليها”.
العدوى العربية
عربا آخرين بخلاف السيسي منهم جبران باسيل وزير الخارجية اللبناني السابق راعي اتفاق الغاز مع الكيان تحدثوا عن السلام مع الكيان الصهيوني وقال “ونحنا مع حل الدولتين ومنرجع نحكي بالسلام!”.
أما النائب اللبناني سامي الجميّل فاختصر الجميع وقال: “الحل موجود إنه أوسلو والعودة الى حل الدولتين واستئناف السلام، ويمكن للسعودية أن تلعب دورًا مهمًا، لأننا اذا لم ننزع العصا من ايدي ايران، فإنها ستستمر في ممارسة ألعابها من خلال العنف بتدمير لبنان وربما دول أخرى.”.
ألأكثر تعبيرا عن سياسية التمني كان وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الذي كان متحدثا بمنتدى دافوس وقال “السعودية قد تعترف بـ “إسرائيل” إذا تم حل الأزمة الفلسطينية؛ وهو التصريح الذي لاكه الكثير من المسؤولين السعوديين ومنهم تركي الفيصل وزير المخابرات السعودي السابق في المنتدى نفسه وفي مايو 2021 تحدث وزير الخارجية السعودية عن أن “السلام في الشرق الأوسط هو خيارنا الاستراتيجي”.
ويبدو أن المرشح الجمهوري للرئاسة ديسانتيس أراد أن يذكر السعوديين بتصريحهم الأخير وقال ضمن حملته الانتخابية الرئاسية “إنه لن يدعم حل الدولتين بين فلسطين وإسرائيل، ويؤيد الترحيل القسري لسكان قطاع غزة وقال: “يجب على السعودية ومصر أن تأخذ بعض هؤلاء الفلسطينيين”. مضيفا “نحن لا نقبل حل الدولتين، هذا مصطلح مرفوض”..
وقال ناشطون إن حل الدولتين المطروح يأتي كمبرر لمن يحاول الالتفاف على كل تضحيات الشعب وصموده وإنجازات المقاومة لتمرير أفكار تطبيع بالية من فخ ” حل الدولتين”.
المحلل الفلسطيني ياسر الزعاترة وعبر @YZaatreh قال “خلاصة الحوار: هي حرب لفرض الاستسلام، لأننا جميعا مجرمون (بنظرهم)، ولا حلّ أبدا. “.
وأضاف “ولأن القضاء علينا “مستحيل”، كما أخبرهم “أخوهم وحبيبهم”، ولأن قاموس شعبنا وأمّتنا لا يعرف مصطلح الاستسلام، فإن رحيلهم لا بُدّ منه، مهما طال بقاؤهم.. إنه منطق التاريخ والسياسة والعدل، وهو وعْد الله؛ قبل ذلك وبعده.”.
قطع الطريق
وقال خالد مشعل: “الغرب يتحدث أن معركة 7 أكتوبر فتحت أفق لموضوع الرؤية السياسية ومن هنا يعودون إلى بضاعتهم القديمة وهي حل الدولتين”.
وأضاف أن حركة حماس لا تقبل بمصطلح حل الدولتين وهو مرفوض، وتابع مفسرًا: “هذا يعني أن لنا دولة موعودة في الوقت المطلوب أن نعترف بشرعية بالدولة الأخرى التي هي الكيان الصهيوني وهذا مرفوض رفضاً قاطعاً”.
وكان خالد مشعل خلال بودكاست عمار قال إن حركته حماس والشعب الفلسطيني يرفض مصطلح حل الدولتين؛ مشددا على أن الشعب الفلسطيني يطلب التحرر والتخلص من الاحتلال والاستقلال وإنشاء الدولة الفلسطينية.
وأبان رئيس حركة حماس في الخارج أن موقف حماس وموقف الشعب الفلسطيني في غالبيته العظمى خاصة بعد 7 أكتوبر تجدد الحلم والأمل بفلسطين من البحر إلى النهر ومن الشمال إلى الجنوب، وتساءل لماذا الفلسطيني عليه أن يقبل خُمس فلسطين ويصبح هذا هو الحل النهائي!؟، مبيناً أن حدود 67 تمثل 21% عمليا خُمس فلسطين، فلذلك لا يمكن القبول بذلك.
الكيان الطارئ
وشدد مشعل أن مشروعنا الفلسطيني الذي عليه شبه إجماع وطني فلسطيني حتى الذي عنده رأي مضطرا يقوله بسبب مقتضيات السياسة لكن الإجماع الفلسطيني أو شبه الإجماع الفلسطيني هو: “أن حقنا في فلسطين لا تراجع عنه من البحر إلى النهر ومن رأس الناقورة إلى أم الرشراش أو خليج العقبة”.
وأكد مجددا على أن هذا المشروع “حقنا الفلسطيني ووجودنا في هذه الأرض حديثاً وقديماً، والكيان الصهيوني طارئ علينا منذ عام 48.”.
وأردف مشعل أن حماس والقوى الفلسطينية أوضحت في وثيقة سياسية نشرت عام 2017 أنه ولتشكيل أرضية لقاء مشترك وبرنامج وطني مشترك مع القوى الفلسطينية ومع الموقف العربي نقبل بدولة على حدود عام 67 وعاصمتها القدس وباستقلالية كاملة ومع حق العودة دون الاعتراف بشرعية الكيان الصهيوني.
وأوضح أن “هذا الموقف يأتي لتسهيل التوافق الفلسطيني والتوافق العربي في هذه المرحلة؛ لكن دون التخلي عن أي جزء من حقنا أو من أرضنا ودون الاعتراف بالكيان الغاصب”
https://t.me/+tqKDay0k5atmZWQ0