أثار إعلان عن تجديد أحد أهرامات الجيزة مخاوف من أن يتم التضحية بالعجائب القديمة، من خلال مشروع يقول بعض علماء الآثار، إنه لا يلبي المعايير العلمية، والذي يصفه البعض بأنه محاولة لجذب السياح، بحسب ما أفادت صحيفة الواشنطن بوست.
وقالت وزارة السياحة والآثار بحكومة السيسي، الأسبوع الماضي: إن “مهمة أثرية مصرية يابانية مشتركة ستدرس وتوثق وترمم الكتل الجرانيتية التي كانت تشكل الجزء الخارجي لهرم منكورع، الأصغر من ثلاثة أهرامات رئيسية”.
وفي مقاطع الفيديو المنشورة على فيسبوك، قال مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار: إن “الهرم الذي بني حوالي عام 2490 قبل الميلاد هو الوحيد من حوالي 124 هرما في البلاد الذي يحتوي على تجليد خارجي من الجرانيت ويحتوي على خمسة أو ستة طبقات من كتل الجرانيت، لكنه كان يحتوي في الأصل على 16 أو أكثر” حسب قوله.
وقال وزيري: إن “أعمال الترميم ستستغرق ثلاث سنوات على الأقل ووصفها بأنها مشروع القرن”.
لكن العديد من المراقبين لم يشاركوا في هذه الضجة، وأثارت مقاطع الفيديو، التي أظهرت عمالا يحفرون كتلا في قاعدة الهرم، انتقادات حادة على الإنترنت وأثارت مخاوف الخبراء من أن محاولة الترميم كانت أقرب إلى التدنيس.
سأل أحد المعلقين ، كيف يمكنك أن تعتقد أن وظيفتك هي تغيير الهرم بعد 4500 عام؟ وناشد آخر، يرجى احترام الماضي، لا تجعل ديزني لاند من التراث القديم.
على الرغم من أن هرم منكورع هو جزء من موقع التراث العالمي لليونسكو، إلا أن اليونسكو قالت في رسالة بالبريد الإلكتروني، إنها لم تكن على علم بالمشروع، وكتبت إلى السلطات المصرية لتطلب منها المزيد من المعلومات.
ولم يرد وزيري ووزارة السياحة والآثار على طلبات للتعليق.
وفي بيان شاركته مونيكا حنا، عالمة الآثار وعالمة المصريات في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وصفت مجموعة من علماء الآثار المشروع بأنه غير علمي تماما، واتهمت من يقفون وراءه بمطاردة الدعاية بشأن التحقيق الأثري المشروع، وشددوا على أن التوثيق لا يمكن أن يحدث في نفس وقت الحفريات الموضحة في الفيديو.
وقال البيان: إن “المضي قدما في المشروع، هو بمثابة العبث بالآثار المصرية وتقويض آثارها وتاريخها”.
وعددت العديد من المخاوف ، بما في ذلك أنه لا يوجد دليل أثري أو تاريخي، فيما يتعلق بالموقع الأصلي للكتل على الهرم، وتؤكد أنها لم تسقط منه، ولكن تركها عمال الهرم كعمل غير مكتمل.
وقال البيان: إن “محاولة تحسين الكتل الخام المتبقية حول الهرم واستخدامها ككسوة، ستكون تدخلا صارخا في عمل المصريين القدماء”.
وأشارت كاثلين كوني، أستاذة الفن والعمارة المصرية في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، إلى الفرق بين الحفظ، الذي يحافظ على شيء في الحالة التي هو فيها، والترميم، الذي يحسنه، ويغيره، ويجمله، ويجب تجنبه بأي ثمن.
وقالت في بريد إلكتروني: إن “واجهة هرم منكورع لم تكتمل، مما يعلمنا عن ملكيته، والشؤون السياسية في ذلك الوقت بوضع الكتل مرة أخرى، سندمر كل تلك البيانات، قال كوني ومن أجل ماذا؟ لتحسين الماضي؟ تغيير الماضي”.
رابط التقرير: هنا