كشفت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان أن سلطات أمن الانقلاب بسجن برج العرب نقلت المعتقل الشاب حنظلة أحمد الماحي، 31 عاما إلى مستشفى السجن لعلاجه بعدما عانى خلال الفترة الماضية من التقئ دم وذلك بعد محاولة انتحار فاشلة خلال الأيام الماضية.
يأتي ذلك بعد أيام من تغريبه بتاريخ العاشر من شهر مارس الحالي، ونقله من محبسه بسجن جمصة شديد الحراسة إلى سجن برج العرب بمحافظة الإسكندرية، ومن ثم التنكيل به وإيداعه الحبس الانفرادي، وتدهور حالته النفسية بشكل خطير كاد أن يتسبب في انتحاره.
إخلاء سبيل حبيس الأدراج
وقالت الشبكة إن حنظله قد تعرض لأشكال عديدة من الضغوط النفسية والبدنية، والمعاملة غير الإنسانية على مدار 9 سنوات تقريبا، منذ اعتقاله فى الثامن والعشرين من أكتوبر 2014، تنقل خلالها في العديد من السجون وأماكن الاحتجاز المختلفة، متهما على ذمة 7 قضايا، وحصل على 6 قرارات إخلاء سبيل لم يتم تنفيذ أى منها؛ بل كان يعاني في كل مرة من جريمة الإخفاء القسري لفترات متفاوتة، حتى تلقى حكما بالسجن 15 سنة.
تغريب وتنكيل
وأضافت الشبكة المصرية أنه تم ترحيله وآخرين من سجن جمصة شديد الحراسة إلى سجن برج العرب في العاشر من مارس الجاري، وجرى التعدي عليهم ومعاملتهم معاملة قاسية لا إنسانية بأوامر مباشرة من مسؤولي الأمن، وتحت اشراف كل من حمزة المصري والنجم، ضابطي الأمن الوطني بالسجن، مع إيداعهم العزل لمدة أسبوع، ثم تسكينهم في الحبس الانفرادي ومنعهم من الزيارة، مما زاد من صعوبة الأمر وساهم في انتكاسة نفسية دفعت حنظلة إلى محاولة الانتحار.
ليست المحاولة الأولى
وأشارت الشبكة إلى أن هذه لم تكن أول محاولة للتخلص من حياته، فقد أقدم على ذلك في شهر أغسطس 2022 وأثناء فترة محبسه بسجن جمصة شديد الحراسة؛ ولكن تم إنقاذه من قبل زملائه، بعد معاناته الشديدة من الظروف القاسية التى تعرض لها على مدار شهور وسنوات من الحبس والتنكيل منذ اعتقاله فى 2014، والتى وصلت فى إحدى المرات إلى حبسه انفراديا لمدة 8 أشهر داخل غرف التأديب، بأوامر من ضابط الأمن الوطني بسجن جمصة محمد جمال وشهرته (أحمد زُهير).
بطش وتهديد مستمر
ولفتت الشبكة إلى أن حنظلة تعرض لمختلف أنواع التعذيب النفسى والبدني، فكان يتم إيداعه تسكينه فى غرف الإيراد سيئة الوضع أطول مدة ممكنة بعد عودته من جلسات محاكمته مباشرة، دون رجوعه إلى زنزانته الاعتيادية -كما هو متبع-، وبدون أغراضه الشخصية، ويجري تهديده دائما بالتغريب إلى سجن المنيا أو سجن الوادي الجديد، والذى يبعد عن محل إقامته مئات الكيلومترات كعقاب لا مبرر له، بهدف إحداث أكبر قدر ممكن من الضغط الذي يدفع إلى تدميره نفسيا ومعنويا، ومع تراكم تلك الضغوط الهائلة لم يجد أمامه بد من الإقدام على الانتحار.
إخفاء قسري وتدوير
وكانت قوة من الأمن الوطنى بمحافظة دمياط قد اعتقلت حنظلة، الطالب بكلية الشريعة بجامعة الأزهر من منزله بتاريخ 28 أكتوبر 2014، وأخفته قسرا فى أحد مقرات الأمن الوطنى بدمياط، قبل أن يظهر ويتم التحقيق معه وحبسه على ذمة القضية 275 لسنة 2014. وبتاريخ 24 يناير 2014 حصل على قرار بإخلاء سبيل بكفالة مالية، وبعد دفع الكفالة، اختفى بمقر الأمن الوطني بدمياط لمدة ثلاثة أشهر.
وفى ابريل 2018 ظهر مجددا، وتم تدويره للمرة الأولى على ذمة قضية جديدة برقم 531 لسنة 2018، حبس على إثرها قرابة 4 أشهر ونصف، وحتى حصل على قرار بإخلاء سبيله للمرة الثانية، وتعرض للإخفاء القسري للمرة الثالثة، وبعدها جرى تدويره للمرة الثانية على ذمة القضية 2490 لسنة 2018.
وبعد عدة أشهر حصل على إخلاء سبيل للمرة الثالثة بتاريخ 13 فبراير 2019، وكالعادة لم يتم تنفيذ القرار وأخفي قسرا للمرة الرابعة، ثم ظهر مجددا وجرى تدويره للمرة الثالثة على ذمة القضية 568 لسنة 2019.
وفي 28 مارس 2018 حصل على قرار بإخلاء سبيله للمرة الخامسة، ثم أخفي قسرا لمدة شهر تقريبا في أحد مقرات الأمن الوطني بدمياط، ليظهر بتاريخ 13 مايو 2015، ويتم التحقيق معه وتدويره مجددا، حتى حصل على إخلاء سبيل للمرة السادسة، ثم أخفي قسرا، وجرى تدويره للمرة الخامسة، وحبسه على ذمة القضية 463 لسنة 2021، وتلقى عليه بالسجن 15 عاما.
وتقدمت الشبكة المصرية ببلاغ إلى النائب العام المصري المستشار محمد شوقى للتحقيق فيما يتعرض له المعتقل من ضغوط نفسية وبدنية هائلة، وتنكيل مستمر تحت إشراف ضباط الأمن الوطني بسجن برج العرب، وقبله سجن جمصة شديد الحراسة.
وحملت الشبكة داخلية السيسي، والنائب العام، المسؤولية الكاملة عن حياة حنظلة الماحي وأمنه وسلامته، مشددة على ضرورة توفير الحد الأدنى من المعاملة الإنسانية الكريمة له، ولغيره من المعتقلين ونزلاء السجون الذين يعيشون ظروفا مأساوية في ظل بطش الأمن، وتقصير النيابة عن دورها في الرقابة والتفتيش.