وسط حماية للضالعين بالتعذيب والقتل خارج إطار القانون، تتواصل الانتهاكات الكارثية لحقوق الإنسان المصري، بما يهدد الاستقرار المجتمعي ويدفع المجتمع نحو الانفجار الشامل، وهو ما حذرت منه المنظمات الدولية ، المتنوعة بالداخل والخارج، ومنها لجنة العدالة.
حيث وثقت “لجنة العدالة” أو “كوميتي فور جستس” في مصر، في تقريرها السنوي عن مشروع “مراقبة الانتهاكات داخل السجون ومقار الاحتجاز المصرية”، 3537 انتهاكا في عام 2023 وقعت في 49 سجنا ومقر احتجاز.
وقد سُجّلت أنماط متعددة من الانتهاكات، وجاءت النسبة الكبرى منها حرمانا تعسفيا من الحرية مع 3185 انتهاكا مرصودا، تلاها الإخفاء القسري مع 174 انتهاكا مرصودا، ثمّ 106 انتهاكات مرصودة في إطار سوء أوضاع الاحتجاز، وبعدها التعذيب والوفيات في السجون ومقار الاحتجاز مع 36 انتهاكا لكل منهما.
وأشارت اللجنة إلى أن الانتهاكات ما زالت قائمة ومن دون محاسبة مرتكبيها.
وأضافت “لجنة العدالة” أن “منذ أغسطس 2013، عندما وقعت مذبحة فض رابعة وقتلت قوات الأمن والجيش أكثر من 817 شخصا من المعترضين على عزل الرئيس محمد مرسي في أثناء الفضّ العنيف لاعتصامَي ميدانَي رابعة العدوية والنهضة في القاهرة، ورغم مرور عقد كامل على هذه المجزرة، لم يمثل أي مسؤول سياسي أو عسكري أو أمني أمام المحاكمة، بسبب تلك الانتهاكات الجسيمة التي جرت أثناء فضّ الاعتصامات والتي تُعَدّ أكبر واقعة قتل جماعي للمتظاهرين في تاريخ مصر على يد الأجهزة الأمنية، كما كانت تلك بداية عقد كامل من القمع والانتهاكات الجسيمة والإفلات المطلق من العقاب”.
وتابعت اللجنة، إمعانا في إخفاء الحقيقة، عمدت السلطات في مصر في خلال عقد إلى “ملاحقة الصحفيين والناشطين المدافعين عن حقوق الإنسان، ومداهمة المكاتب الصحفية، وحجب النشر في القضايا المتهم بها موظفون رسميون، وحجب ما يزيد عن 34 ألف موقع صحفي في ليلة واحدة في أثناء حملة الاستفتاء على التعديلات الدستورية في 2019.
واستنكرت “لجنة العدالة” سياسة الإفلات من العقاب للمسؤولين عن الجرائم والانتهاكات، ويشمل ذلك أحداث فضّ رابعة، والانتهاكات التي ارتُكبت في السنوات السابقة، كذلك أشارت اللجنة إلى تقاعس السلطات في مصر عن التحقيق في حادثة وفاة الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، ودانت استخدام القوة الزائدة ضد المواطنين واعتقال الصحافيين والناشطين.
ودعت اللجنة إلى الإفراج عن المعتقلين السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين مع تعويض الضحايا وأسرهم، مستنكرة في الوقت نفسه ما وصفته بسياسة الإفلات من العقاب للمسؤولين عن الجرائم والانتهاكات.
وشددت اللجنة على تمسّكها بالحق في معرفة الحقيقة بشأن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وفي احترام كرامة الضحايا، ومواجهة الإفلات من العقاب.
وأفادت “لجنة العدالة”، في بيان أصدرته اليوم الاثنين، بأن مصر تشهد آلاف الجرائم الجسيمة والانتهاكات في حق البشر، من دون أن يحصل ضحاياها وذووهم على حقهم في معرفة الحقيقة بشأنها وحقهم في جبر الضرر.