تداول ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي صورا لغابة خرسانية (أعمدة تمهد لتنفيذ محلات وبوتيكات) محل الغابة الشجرية التي كانت طابعا مميزا لعشرات السنين للحديقة الدولية بمدينة نصر بمحافظة القاهرة، مع قرب عيد الأضحى واستيقاظ المصريين على صوت الكراكات وضيق مساحات التنزه لدرجة كبيرة مع ضآلة الأوضاع الاقتصادية.
حساب “مهاب صديق الرزل” على فيسبوك قال إن ما يحدث في الحديقة الدولية هو نتاج سنوات حكم العسكر وأنه “بين عامي 2017 و2020 فقدت محافظة القاهرة وحدها، أكثر من 900 ألف متر مربع من مساحاتها الخضراء. “.
وأضاف، “أزيل ما يقرب من 2500 شجرة في منطقة مصر الجديدة فقط، وُدمر حوالي 33 ألف متر مربع مساحات خضراء في منطقة الكورنيش.”.
وتساءل متعجبا “ومش عاوز تحس بنار الصيف والرطوبه والخنقه (بعد إزالات الأشجار كمتنفس طبيعي).. يا حبيبى ده انت بقيت عايش تعتبر وسط الاسفلت والخرسانات خلاص .. تبدأ يا دوب تحس بنسمه الهواء الرطبه شويه بعد الساعه 12 تكون السخونه طارت”.
وتوقع حساب أبو سكينة @Abelowadelo، “.. ازاله الحديقه الدوليه عن بكره ابيها في المستقبل القريب. بالنسبه لهم دي مليارات مرميه على الارض. ده لو كان عمل ملاعب كرة قدم وباسكت واجرها داخل الحدائق كانت افيد له ولنا وللمنظر العام.”.
وأوضح محمد @MohamedAaber، أن الصورة تحكي قصة “.. الحديقة الدولية اتشال منها جزء كبير وبقت محلات وحصل نفس الكلام ده فييجي ١٠ اماكن تانيين مثلا .. غير كل ده الطرق اللي لسة معمولة من اقل من سنتين كلها كلها بلا استنثناء بايظة ومكسرة ومبهدلة”.
أما حساب آية الشرقاوي @Aya_Elsharkawy_، فعددت في تغريدة بعض الاماكن الحيوية والتي أزيلت عنها الأشجار “شجر الكافور اللى على كورنيش العجوزه تقصد ولا شجر سور الحديقه الدوليه و شجر شارع جير السويس ولا مصر الجديده ولا شجر تطوير محطه اسوان ولا ولا …. حدد”.
وتساءل ناقما @Captain_Kiroo فقال: “هما ليه مصممين يبوظوا كل الذكريات الحلوة على كل الأجيال بجد ! .. دي كانت خروجة تحفة زمان فى اعدادي و ثانوي #الحديقة_الدولية و معاها #ووندرلاند وناكل فى ماك او بيتزا أو KFC هناك .. وكانت رئة حلوة داخل القاهرة .. هو فيه إيه بجد 🫣🤔”.
https://x.com/Captain_Kiroo/status/1800164259076448623
الصحفي وحيد رأفت أحمد رضوان تساءل أيضا عن 5 افتراضات للصورة: فين الشجر ؟ وديتوا الشجر فين ؟
1- ناس بتقول بيقطعوه ويكيسوه ويصدروه لأوربا عشان بهوات المدفئة
2- ناس بتقول بيقطعوه ويكيسوه ويبعوه لبهوات الشيشة والشوى ع الفحم
3- ناس بتقول بيقطعوه ويزرعوه عند البهوات بتوع العاصمة الجديدة عشان يحولوا الصحرا هناك لجنة خضرا …. ويحولو العاصمة القديمة لصحرا صفرا ..فالناس تشترى شقق هناك .
4- ناس بتقول بيوفر المياه بتاع رى الاشجار عشان يواجه ازمة سد اثيوبيا !!
5- ناس بتقول عاوز يخلى ايامنا الجاية عرق ودموع ..ونسى مصر هتبقى جنة بعد هجرة محمد ومينا وحنا !!
ورد عبدالله @abdalla62899823 على عضو اللجان الالكترونية لؤي @LoayAlkhteeb بإجابة لائقة “إزالة الشجر كيف تكون في مصلحة الناس يامتخلف يا انوي ..با ابوفخاد ملتصقة .. الشجر رئة المدن ..يأخذ ثاني أكسيد الكربون ويمنح الأكسجين النقي ..ولكن عصابة العسكر يكرهون الخضرة ويعشقون الخرسانة ..فيزيلون اي شجر يرونه في أي مكان ..حتى الحديقة الدولية أصبحت وحدات خرسانية دون شجر”.
https://x.com/abdalla62899823/status/1799819026123878599
وقال محمد عبدالفتاح على فيسبوك Mohamed Abd Elfattah: “مشهد يحرق الدم و يحسسك بالحر اكتر ما انت حاسس به.. لو لسه بتسأل ليه الدنيا حر…. تعالى خد لك لفة في مدينة نصر.. الصورة من (الحديقة) الدولية ..
https://web.facebook.com/photo/?fbid=10160100997809352&set=a.55138164351
وأضاف محمد Mohamed Mohamed على “يسبوك”، “.. تبقى مصيبة لو الناس لسه فاهم ان اللى بيحصل وهيحصل لمصر فشل !!.. اللى بيحصل وهيحصل لمصر (لا قدر الله) امور ممنهجة ومقصودة..”.
وأثناء زعم محافظة القاهرة مشروع تطوير الحديقة الدولية في مدينة نصر، تضمن ذلك تجريف مساحات خضراء واسعة منها”.
وضمن هذا المشروع، تلجأ حكومة السيسي، في مشروع الحدائق المتخصصة، لاقتطاع أجزاء من الحدائق وطرحها للقطاع الخاص، لتمويل الحديقة الدولية وغيرها!
وقالت تقارير إن نظام التمويل يجعل من هذه الحدائق موردًا لتمويل الخزانة العامة، رغم أنها -بحسب التعريف الرسمي- لا تهدف للربح، وتحتاج فقط لتغطية نفقاتها من إيراداتها.
وفي تقرير نشرته مدى مصر قبل نحو عام، نقلت عن مسؤول في الحديقة الدولية قوله: “تُجمّع إيرادات الحدائق معًا ويُعاد توزيعها مجددًا، وهو ما يعني أن الحدائق التي تحقق إيرادات عالية تستخدم جانبًا من إيراداتها في الإنفاق على الحدائق صاحبة الإيرادات الأقل”.
وأضافت عنه أيضا (دون أسماء) أن الحدائق في الوقت نفسه تواجه أزمة في التمويل!
حيث زعمت أن “مصروفات الكهرباء والمياه أصبحت تشكل عبئًا كبيرًا، حيث تطالب الحكومة الحدائق بفواتير تعتمد على شريحة كبار المستهلكين. يقلل ذلك من إمكانية أن تغطي إيرادات التذاكر تلك المصروفات”.
تقرير “مدى مصر” أشار إلى أن مساحة حدائق القاهرة الممولة من الدولة تقريبًا 12% فقط. في المقابل، باقي مساحات الحدائق كلها لا تمولها الدولة: الحدائق المتخصصة، وتمثل 26% تقريبًا، بالإضافة إلى 62% تقريبًا يمثلها مشروع تلال الفسطاط الاستثماري.
أما تلال الفسطاط مشروع استثماري، ما زال قيد الإنشاء على مساحة 500 فدان، وتستهدف الدولة أن يموّل نفسه ويحقق أرباحًا عبر إيرادات فنادق وملاهي ومقاهي ومطاعم”، بحسب خالد صدّيق، رئيس صندوق التطوير الحضري، الذي يشرف على المشروع.
في حين قال أستاذ الهندسة العمرانية في الجامعة الأمريكية، مؤمن الحسيني، أن نظام التمويل هذا يعني أن الدولة تنظر لهذه الحدائق كمشروع ينبغي ألا يحصل فقط على تمويل من الدولة، وإنما أن يدر أيضًا أرباحًا لها، وهو ما يتنافى تمامًا مع أي منطق للعدالة العمرانية.