قال الكاتب ممدوح الولي نقيب الصحفيين الأسبق: إنه “رغم قتامة الكثير من ملامح الصورة العربية، إلا أن صمود المقاومة لنحو تسعة أشهر، رغم الحصار المضروب عليها غربيا وعربيا، والمشاعر الجيّاشة التي تحملها نفوس غالبية العرب للقضية الفلسطينية، الأمر الذي يدعو للأمل ويدعو إلى التفاؤل”.
وأضاف أن من ثمار هذا الصمود، هو التأكيد أن حل مشكلة القضية الفلسطينية يبدأ من تطهير البلدان العربية من حكامها المتواطئين والمنفذين للتعليمات الأمريكية والإسرائيلية بدأب.
وفي مقال بعنوان “العيد وشعوب عربية مُنهكة” أشار إلى أن معاناة فلسطين مع الظروف المعيشية الصعبة تمتد إلى بلدان عربية، حيث الحروب الأهلية في السودان واليمن وليبيا وسوريا، وظروف اقتصادية وسياسية صعبة في مصر ولبنان وتونس وغيرها.
وقال: “والنتيجة أننا بصدد شعوب أنهكتها المتاعب المعيشية، الأمر الذي أضعف من قدرتها على الثورة ضد الأنظمة الاستبدادية التي تحكمها”.
وأضاف أن “مناسبات الأعياد كعيد الأضحى تثير المواجع والأسى أكثر مما تبعث على مشاعر الفرحة التي تتطلبها الأعياد، فمن يعجزون عن تدبير المستلزمات الأساسية لأسرهم، من الصعب عليهم مد العون إلى سكان غزة المحاصرين، أو إلى سكان السودان واليمن الجائعين”.
معاناة اليمن
وعن معاناة أهل اليمن لفت إلى الاضطرابات الداخلية منذ الربيع العربي، والتي زادت حدتها بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء في 21 سبتمبر 2014، والذين استولوا على بضعة مدن أخرى، وإطلاق عملية عاصفة الحزم في مارس 2015 من خلال قوات سعودية وإماراتية وأردنية وكويتية وقطرية، واستيلاء القاعدة على مدينتي المكلا وحضرموت، ثم استعادة القوات الحكومية المدعومة خليجيا السيطرة على عدن ومدن أخرى.
ونبه إلى ما نجم عن تلك العمليات العسكرية من تدمير للبنية التحتية، وتعطيل الاقتصاد وغلاء الأسعار والبطالة والفقر، مع النزوح الداخلي لأكثر من مليوني يمني، والنزوح خارج اليمن لحوالي مليون يمني، خاصة إلى الصومال وجيبوتي وسلطنة عمان وإثيوبيا والسعودية والسودان، وانتشار المجاعة وسوء التغذية، رغم وقف إطلاق النار منذ الشهر الأخير من العام الماضي.
وأضاف أن الأمر لا يخلو من مناوشات عسكرية بين طرفي النزاع الرئيسيين، الحكومة والحوثيين، لتجيء عمليات الحوثيين ضد السفن المتجهة إلى إسرائيل لتجلب عليه هجمات مسلحة قاسية من قبل القوات الأمريكية وحلفائها.
سياسات التجويع بسوريا
وأضاف الولي لمشهد اليمن ما يحدث في سوريا التي شهدت اضطرابات ضمن احتجاجات الربيع العربي عام 2011، وما تلاها من تمرد مسلح وتصعيد للقتال بين الفصائل المتحاربة، واستخدام القوات الحكومية للأسلحة الكيماوية خاصة غاز السارين والقنابل العنقودية، والنتيجة نزوح داخلي لحوالي سبعة ملايين شخص، ونزوح خارجي إلى لبنان والأردن وتركيا والعراق ومصر، في ظل التدخل الأمريكي والتركي ثم التدخل العسكري الروسي في سبتمبر 2015.
وقال: “رغم اتفاق وقف إطلاق النار في ديسمبر 2016، فإن السلطات تمارس حرب التجويع ضد السوريين، مما نجم عنه تردي الأوضاع المعيشية لغالبية السوريين”.
ملايين الجوعى بالسودان
وعما يحدث بالسودان، أشار نقيب الصحفيين المصريين السابق إلى نكبة البلاد بالانقلابات العسكرية في العقود الماضية، وأنها عطلت الاستفادة من مقوماته الزراعية ليصبح مستوردا صافيا للغذاء، يشهد حربا أهلية ضارية منذ منتصف أبريل من العام الماضي، بين قوات الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو الشهير بحميدتي، التي انتشرت معاركها في عدة مناطق، ليسفر الأمر عن نزوح داخلي كبير لأكثر من 9 ملايين شخص، ومواجهة نحو عشرين مليونا للجوع، بخلاف نزوح خارجي لأكثر من 1.7 مليون شخص إلى البلدان المجاورة، مثل تشاد وجنوب السودان ومصر وأفريقيا الوسطى.
طرفا ليبيا
وانتبه إلى ليبيا، حيث ما زال طرفا النزاع في ليبيا المدعومين من أطراف خارجية، يترقب كل منهما مواقف الآخر منذ عام 2020، مع توجيه كثير من الموارد لشراء السلاح استعدادا لنشوب الصراع في أي وقت، وما زال للصومال نحو 842 ألف نازح خارجه حتى نهاية العام الماضي، وما زال لبنان بلا رئيس منذ انتهاء فترة الرئيس ميشال عون بنهاية أكتوبر 2022، رغم إجراء 12 جلسة في البرلمان لاختيار رئيس جديد، وسط معدلات تضخم مرتفعة وترقب مخيف لتطورات الحرب مع إسرائيل التي يكرر قادتها تهديداتهم بقصف بيروت وغيرها من المدن اللبنانية.
تونس بين القهر والتجويع
وعن الوضع في تونس، لفت ممدوح الولي إلى جمع الاستبداد السياسي مع الغلاء وصعوبات سداد الديون، وهو أمر مشابه لما تمر به مصر منذ استيلاء الجيش على السلطة حتى الآن.
لا ديمقراطية الكويت
وأشار إلى الوضع بالكويت، حيث تلتحق بالدول غير الديمقراطية بعد إلغاء نتائج الانتخابات البرلمانية، وانفراد الأمير بالسلطتين التنفيذية والتشريعية.
أوضاع المغرب
ولا يختلف حال الحريات في المغرب عن ذلك كثيرا، ويتضاءل الهامش الديمقراطي المتاح بدول الخليج التي تتفنن في ترويع المعارضين مثلما يحدث في السعودية والإمارات والبحرين.
الأوضاع عامة
وأكد الصحفي ممدوح الولي إلى أن المواطن العربي في غالب الدول العربية يواجه معاناة مزدوجة، تجمع ما بين القهر السياسي، وصعوبات مواجهة تكاليف المعيشة مع ارتفاع أسعار الغذاء والمرافق، وارتفاع معدلات البطالة والفقر.
وأضاف مجملا الأوضاع عبر x.com/mamdouh_alwaly؛ بإحساس المواطن العربي بالعجز ، وهو يرى المواقف المتواطئة للأنظمة العربية تجاه سكان غزة والضفة الغربية، وتنسيقها مع الجيش الإسرائيلي للتجهيز للقضاء على المقاومة الفلسطينية، سواء من خلال اللقاءات المباشرة بين المسئولين الإسرائيليين والعرب، أو من خلال المسئولين الأمريكيين والأوروبيين، الذين ينسقون بين المواقف الإسرائيلية والعربية؛ سعيا لإقامة إدارة بديلة لحماس في إدارة قطاع غزة، وتقسيم غزة إلى مناطق صغيرة المساحة، تديرها كوادر تابعة للحكومة الإسرائيلية، تمدها بالسلاح وتمنحها مهمة توزيع المساعدات، وتكلفها بمهمة تنقية المقررات التعليمية من كل ما يمس صورة إسرائيل، وامتداد ذلك إلى الخطاب الديني وخطب المساجد والمضمون الإعلامي المناصر للعلاقات الودية مع إسرائيل، مع مساهمة الأنظمة العربية في القوات الدولية التي تضمن أمن إسرائيل”.