فجّر الإفراج عن الدكتور الفلسطيني من غزة محمد أبو سلمية مدير مجمع الشفاء الطبي الذي أمضى نحو 7 أشهر في سجون الصهاينة خلافا جديدا في الحكومة الصهيونية.
ومثل قرار الإفراج عن “أبو سلمية” محور صراع وتشاحن بين أحزاب الكيان في تل أبيب، حيث تنصل الجميع بمن فيهم نتنياهو منه وطالب الجميع بتحقيق.
إلا أن محللين صهاينة وعبر وسائل إعلام صهيونية؛ حملوا المسؤولية لوزير الأمن الداخلى إيتمار بن جفير، وأخرى لمصلحة السجون التي زعمت أن إطلاقه كان بسبب امتلاء السجون، وثالثة نسبت الإفراج عنه للجيش والشاباك في مشهد فوضوي بامتياز.
عضو مجلس الحرب السابق بني جانتس، اعتبر أن الإفراج عن أبو سلمية، منح رعاية للقتلة يوم 7 أكتوبر، وساهم في إخفاء مختطفينا خطأ عملياتي وأخلاقي.
وأضاف “هذه الحكومة لا تستحق إدارة الحرب وعليها الاستقالة، ومن اتخذ قرار الإفراج عن أبو سلمية يجب أن يقال فورا، لا يمكن لنتنياهو مواصلة إدارة الحرب على هذا النحو، وحان الوقت لتحديد موعد انتخابات”.
ومثلت لحظة الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الطبي الدكتور محمد أبو سلمية مع 50 أسيرا آخرين بعد أن اعتقلهم الاحتلال أثناء الحرب على قطاع غزة، أمرا لافتا ومشجعا على مواصلة التحدي في استمرار الحياة في غزة رغم المعاناة والألم بعد عودة أبو سلمية على رأس عمله مباشرة وارتداؤه ملابس الطبيب.
ومن بين المفرج عنهم من سجون الاحتلال عدد من كبار السن جرى الإفراج عنهم انطلاقا من موقع كيسوفيم العسكري الإسرائيلي بين بلدة القرارة ودير البلح وحتى الآن لم تعرف كافة الأسماء، إلا أن الدكتور السبعيني عصام أبو عجوة والستيني د.محمد أبو سلمية مدير مستشفى الشفاء الطبي ومحرر آخر من عائلة السموني ، والمسن غازي المدني، وما يقارب ل8 أسرى وصلوا مستشفى الأقصى بدير البلح كان مُفرحا لذويهم ومحبيهم.
وكشف مدير مستشفى الشفاء د. محمد أبو سلمية أن وضع السجون مأساوي وصعب جدا، ويجب أن يكون هناك كلمة حاسمة للمقاومة والشعوب العربية من أجل حرية الأسرى.
وقال أبو سلمية بعد الإفراج عنه:
– الأسرى يتعرضون لصنوف التعذيب.
– الاحتلال لم يوجه إليّ أي تهمة رغم محاكمتي 3 مرات.
– تعرضنا لتعذيب شديد والاحتلال يقتحم زنانين الأسرى ويعتدي عليهم بشكل شبه يومي.
– استغرب من حديث أطراف في الحكومة الإسرائيلية عن عدم معرفتهم بخروجي من المعتقل وخرجت بطريقة رسمية.
– الاحتلال تعامل مع الأسرى كأنهم جمادات والأطباء كانوا يضربوننا.
– لمدة شهرين لم يأكل أي من الأسرى سوى رغيف خبز واحد يوميا.
وعلقت الكاتبة الفلسطينية لمى خاطر، وهي معتقلة سابقة خرجت في صفقة مطلع 2024 “حمدا لله على سلامة الدكتور محمد أبو سلمية، مدير مجمع الشفاء الطبي، أُفرج عنه بعد اعتقال قاسٍ لسبعة أشهر، وبارك الله في همته، وأثابه خير الجزاء، يستبشر المرء خيرا بمثل هذه النفسيات إذ تخرج من ظلمات أسرها وافرة العزيمة، متقدة الهمة، قابضة على يقينها الفريد”.
وعن خروجه من أقبية السجّان وقبل زيارة أهله، ارتدي د.محمد أبو سلمية، الزي الطبي وباشر عمله، قال الصحفي يوسف الدموكي: “هذا رجلٌ خرج للتو من مقبرة، من زنزانة لا يرى فيها النوم ولا الراحة ولا الحياة، من مجاعة فوق المجاعة، من مذلة في أيدي أراذل خلق الله وأنجسهم صدرا وأوحشهم قلبا، من سجن على نهج غوانتانامو للشيطان الأكبر، وعلى نهج أبو غريب، لكنه فاقهم بشاعة وقذارة”.
وأضاف، “هذا رجلٌ على رغم ما رأى كله، يعود ليتحدث كأن السجن زاده إصرارا فوق إصراره، وقد بات له ثأر جديد مع الاحتلال عن سبعة أشهر قضاها في أسره ليستحيلوا في داخله ثأر سبعين سنة؛ مع هذه العيون الساهرة الجاحظة، وهذه الجفون التي أغشي عليها من هول ما رأت من فظائع”.
وتابع: “ليعود الدكتور محمد أبو سلمية، رجل الشفاء الأول، الذي لم يأتِ بمثله رجل من الرجال الخارقين، وهو لا يربط وشاحا أحمر حول عنقه، ولا قناعا أسود حول عينيه، وإنما معطف أبيض وسماعة طبية، وإيمان قلب يعود بعد ذلك كله، يوجه رسالته لشعبه ومقاتليه الأبرار: الثبات الثبات”.