أوقفت الأجهزة الأمنية في مدن موريتانية أكثر من 270 شخصا بعد الاحتجاجات التي شهدتها عدة مدن موريتانية، بما في ذلك العاصمة نواكشوط، الاثنين اعتراضًا على نتائج الانتخابات 100 شخص، منهم اعتقلوا في أحياء العاصمة نواكشوط (الرياض والميناء والسبخة وغيرها). وفي مدينة نواذيبو، تم توقيف حوالي 100 شخص آخرين، بالإضافة إلى 70 شخصًا في مدن.
وجاءت الأوامر بالاعتقالات، عقب كلمة وجهها قال الرئيس المنتخب محمد ولد الشيخ الغزواني، أعرب فيها عن خالص شكره للجميع، مواطنين وطواقم الحملة وفاعلين سياسيين ومجتمعيين، وحتى مترشحين منافسين، منوها بتعاطيهم مع فترة الاِنتخابات ومشيدا بالأجواء التي اكتنفت سير عملية الاقتراع وما تبعها من إعلان للنتائج.
وأوضح ولد الشيخ الغزواني أنه سيعمل على استكمال”مسيرة البناء”، وتنفيذ برنامجه الانتخابي حال تزكية المجلس الدستوري للنتائج المؤقتة.
وتعهد محمد ولد الشيخ الغزواني، أن يكون رئيسًا لكل الموريتانيين مهما كانت انتماءاتهم وتوجهاتهم، خلال مأموريته الجديدة.
وفي كلمة وجهها الرئيس للمواطنين، أعرب فيها عن خالص شكره للجميع، مواطنين وطواقم الحملة وفاعلين سياسيين ومجتمعيين، وحتى مترشحين منافسين، منوها بتعاطيهم مع فترة الاِنتخابات ومشيدا بالأجواء التي اكتنفت سير عملية الاقتراع وما تبعها من إعلان للنتائج.
إلا أنه في خطوة تهدف للسيطرة على الوضع، قامت السلطات الأمنية بقطع خدمة الإنترنت للهاتف المحمول في جميع أنحاء موريتانيا الاثنين والثلاثاء وانتشرت وحدات الأمن في شوارع العاصمة والمدن التي شهدت تحركات احتجاجية منذ يوم الأحد.
اجتماع المعارضة
واجتمع مرشحو المعارضة مساء الثلثاء، لبحث موقف مشترك من نتائج الانتخابات الرئاسية، وضم اجتماعهم بمقر حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية، مرشحو الانتخابات الرئاسية ومنهم مرشح حزب تواصل حمادي ولد سيد المختار والمرشح أوتوما سوماري والمرشح العيد ولد محمدن، والمرشح بوكار با بخلاف اجتماع آخر ضم إى جوار هؤلاء المرشحين الأربعة مرشحا خامسا هو بيرام ولد اعبيد بين 7 مرشحين للرئاسة !.
وتوقع مراقبون أن لا يفرز اجتماع المعارضة لدراسة موقف مشترك من نتائج الانتخابات الرئاسية أي خطوات بخلاف الوسائل السلمية للاعتراض بعدما أعلن المرشح المعارض بيرام اعبيد رفضه لهذه النتائج ودعوة أنصاره للنزول إلى الشارع، مما تسبب في أعمال شغب قطعت على إثرها شبكة الانترنت المحمول، في عموم البلاد.
ضعف المشاركة الانتخابية
منسقية أنصار الرئيس السابق العسكري محمد ولد عبد العزيز وجهت تساؤلات حول الشرعية والتمثيل الديمقراطي
لانتخابات موريتانيا 2024، بعد أن دعت لإطلاق “عبدالعزيز” و4 من قادة حزبه وشباب يدعمونه بينهم محمد عابدين واحمدو ولد شاش.
وقالت المنسقية إن الانتخابات الرئاسية الموريتانية لعام 2024، شهدت انخفاضا في مشاركة الشعب حيث شارك 500 ألف شخص فقط من أصل 4 ملايين نسمة، معتبرة أن ذلك إشارة “إلى تساؤلات حول تمثيلية العملية الانتخابية وشموليتها.”.
وقالت إن النسبة المنخفضة من المشاركة تعكس؛ عدم الثقة في العملية الانتخابية، وعوائق لوجستية في الوصول إلى مراكز الاقتراع، ونقص الوعي السياسي حول أهمية الانتخابات، والاحتجاج السياسي ضد النظام القائم.
وأعلن عن انتخاب غزواني لولاية ثانية رئيسا لموريتانيا لخمس سنوات بعد حصوله على 554.956 صوتا، أي نسبة 56.12 % من أصوات الناخبين الموريتانيين في الاقتراع الذي جرى السبت الماضي.
ترحيب أمريكي
وسارعت السفارة الأمريكية في نواكشوط إلى الترحيب بانتخابات موريتانيا، وقالت السفارة إن الولايات المتحدة أول دولة تعترف باستقلال موريتانيا عام 1960، وقد رحب الرئيس كينيدي بالرئيس المختار ولد داداه في البيت الأبيض عام 1963.
وأشارت أنه منذ ذلك الحين والولايات المتحدة ملتزمة بشدة بدعم الرحلة الديمقراطية في موريتانيا.!
وقالت في بيان إن “الحكومة الأمريكية قدمت في وقت سابق من هذا العام، الدعم المالي للجنة الوطنية المستقلة للانتخابية لتعزيز إدارة الانتخابات وتسهيل حقوق التصويت لجميع الناخبين المؤهلين”.
وأضافت أن السفارة بالتنسيق مع السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية لجلب صحفي أمريكي لتدريب الصحفيين الموريتانيين على مكافحة المعلومات المضللة والإبلاغ عنها، بما في ذلك خلال الانتخابات.
الصحفي والباحث الموريتاني أحمد بو زربه Ahmed Bouzriba قال إن “محصّلت الانتخابات الرئاسية في موريتانيا خير إجابة لكل الطلعات والشكوك و الآمال الزائفة بان يمكن لانقلاب ان يفرط بالسلطة من خلال الاقتراع رغم ان الضمانات في الترشح و الحملة كانت متوفرة مما دفع الجميع للترشح (7 مرشحين) لكن وسط اليوم الانتخابي انكشف كل شيء.،فنسبة المشاركة قفزت في 2 ساعات من 12% الى 40% ورغم عدد المرشحين الكبير 7مرشحين الا ان الأمر حسم من الدورة الاولى”.
وأضاف “بعد اعلان النتائج رفضتها المعارضة ولكن حصل ما اراده النظام أجواء انتخابات و منافسة و حملات انتخابية بنا بها مشروعيته و شريته من خلال الصندوق الذي ارضاه الجميع”.
وأشار إلى أنه “لن تبقى المعارضة على نفس المستوى من رفض النتائج و سيخفت صوت ادانتها لما حصل و لن يبقى حديث بعدها على شرعية النظام ..”.
أفلام جاهزة
أما الصحفي الموريتاني عثمان محمد ببانه فاعتبر أن النتائج ضمن “افلام الشماعة الجاهزة”، فاشار إلى كيف كان سير انتخابات موريتانيا.
فقال: “انتخابات عين النظام لمراقبة سيرها أمثال هذا الأخ المتهم بالفساد انتخابات مثيرة للريبة والشك وقد عرف النظام الحالي بتعيين أصحاب السوابق والمتهمين قضائيا فهو لا يقرب إلا مفسدا أو متملقا أو منافقا معلوم النفاق ، التهديد الأمني ينبع من ذلك المستنقع العفن الراكد ، وليس من بيرام ولا من افلام “.
وأضاف “افلام التي حلت نفسها بارادتها قبل عشرين سنة وتم الاعتراف بها داخليا ولم يعرف لها أي نشاط في الخارج من حينها وهي تمارس نشاطها من الداخل علنا ،،،، أما النفخ في رمادها في كل مرة عندما يحتاج النظام إلى تغطية سوءة من سوآته فهو ما يهدد الوحدة الوطنية حقا وينكأ الجراح المؤلمة ، التكرور مواطنون موريتانيون ولهم الحق ان يجدوا حقوقهم ويلتمسو هويتهم كباقي مكونات الشعب في الجمهوربة الاسلامية الموريتانية ، وان لا تكون قضيتهم شماعة تعلق عليها أنظمة الفساد فشلها كل مرة .”.
وتساءل “من يقنع الرمز غزواني أن الفساد هو المهدد الأكبر والوحيد لوحدة الشعب الموريتاني”.