في 3 يوليو 2008 مررت الذكرى الـ 16 لوفاة الدكتور عبدالوهاب المسيري المفكر وعالم الاجتماع المصري المسلم، وهو مؤلف موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية أحد أكبر الأعمال الموسوعية العربية في القرن العشرين.
وقبل وفاته شغل منصب المنسق العام لحركة كفاية، التي تأسست في نهاية 2004 للمطالبة بإصلاح ديمقراطي في مصر.
المفكر السعيد
ويراه الكاتب عبدالله الطحاوي في ذكراه “لم أر في زماننا القريب من كملت له أداة الرياضة الروحية والعقلية .. كما كملت وصَفَت مع أستاذنا المسيري رحمه الله .. فهو جعل من سلامه النفسي ورضاها وزهده مددا للتفكير والفلسفة .. ومزج كل ذلك بالبهجة .. فهو مفكر سعيد ..”.
وأضاف الصحفي الطحاوي، “..والسعادة تكمل عند اصحاب الهمة العالية .. كان قريبا من من الافكار الطازجة ومن الطرفة .. عرف التراث كبيرا .. فزاره زيارة سريعة .. أخذ منه الاسس العقلية والفلسفية .. ومضى يعيش في زمانه ..”.
وتابع: ” جئناه بالدعوة وتطبيق الشريعة .. فلفت نظرنا الى جانب هذه القضايا ..قضايا الاستهلاك والانسان والتبعية والمادية .. “.
وعن ملمح رابع أشار إلى أن المسيري “كان كلما تقدمت به السن اشتد نظره للوراء أعني للاجيال الاصغر.. كان يحب مجالسة الشباب .. وهذه سنة عن نبينا صلى الله عليه وسلم .. الذي قال نصرني الشباب وخذلوني الشيوخ ..”.
أما الملمح الأخير فكان إصراره حتى لقي ربه على الوقوف بوجه الطغاة، “.. مات رحمه الله واقفا رافضا الجبت والطاغوت وناهض الاستبداد والتوريث .. في رحمة الله ايها الفيلسوف”.
عدو اللادينين
ورأت الباحثة مروة يوسف Marwa Yusif أن د.عبدالوهاب المسيري .. العلمانيين واللادينيين وأشباههم ضده قلبا وقالبا؛ بسبب طرحه الفكري بخصوص العلمانية ومعناها الحقيقي وكيفية تطبيقها.
وأشارت إلى أنه “.. بالرغم أنهم أنفسهم وقعوا في فخ تقليد أطروحات فكرية خاصة بأديان ومجتمعات وحضارات لا تمت لنا بصلة، وأسقط هؤلاء عمدا صحة أغلب أقواله عندما نشاهد بأم أعيننا ما يحدث في الغرب والاحتلال الفكري الذي يمارسونه على العالم؛ إلا أنهم متمادين في انتقاد أجوف ومجرد شعارات رنانة فقط”.
ولفتت إلى أنه “لم يكتف هؤلاء بذلك بل تغاضوا عمدا عن طرحه وإسهاماته في دراسة وشرح تاريخ أولاد العم … وجل انتقادهم ينحصر أنه “بياع كلام” وأنه لا يفقه شيئا في الفلسفة وأن لغته الرائعة ومصطلحاته المعقدة ينطوى تحتها أفكار هشة، بالإضافة لتوجهه الإخواني”.
واعتبرت أن “كل هذا لأنه انتقد العلمانية المقيتة التي نعيش فيها منذ عشرات السنين ولم تقدم لنا شيئا سوى تقليد أجوف مشوه حقير لا يسمن ولا يغني من جوع ..”.
وأعربت عن تمنيها أن “من ينتقد فكره أن يقدم طرح موضوعي محدد وأفكار بعينها يفندها ويدحضها بشكل عقلاني أما عدا ذلك فهو جعجعة بلا طحن ..”.
أول من تنبأ بصهاينة العرب
وعنه قال الصحفي يسري الخطيب إن الدكتور عبد الوهاب المسيري صاحب موسوعة الصهيونية، وأول مَن تنبّأ بظهور صهاينة العرب.
مضيفا أنه من أبرز المفكرين العرب والمسلمين، ويُعدّ الدكتور المسيري من أهم المؤرّخين المتخصصين في تاريخ الحركة الصهيونية، وقد تُرجمت أعماله إلى لغات عديدة.
وكونه صاحب أكبر موسوعة عربية في القرن العشرين: (اليهود واليهودية والصهيونية) 8 مجلدات، فإن “المسيري” بحسب الخطيب، “هو صاحب السَّبْق، والنبوءة الشهيرة منذ الثمانينيات، عن الظهور الكبير لـ(صهاينة العرب) على الساحة العربية،، وأن موعدهم الألفية الجديدة، وقد فضحَ (رحمه الله) أساليبهم وخططهم، وكأنه كان يقرأ المستقبل،، فقد حدث بالفعل، وتحقق كل كلامهِ حَرفيًّا..”.
(د. عبد الوهاب محمد أحمد المسيري)
– الميلاد: 8 أكتوبر 1938م، دمنهور، محافظة البحيرة.
– الوفاة: 3 يوليو 2008م، القاهرة (70 عاما) ودُفِنَ بدمنهور.
– وُلِدَ وتعلّمَ بمدينة دمنهور (محافظة البحيرة)، وفي عام 1955م، انتقل إلى الإسكندرية للالتحاق بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وتخرّجَ في جامعة الإسكندرية عام 1959م، وتم تعيينه معيدًا بعد تخرجه في آداب الإسكندرية.
– ماجستير في الأدب الإنجليزي والمقارن، جامعة كولومبيا Columbia University- الولايات المتحدة الأمريكية (1964م).
– دكتوراه في الأدب الإنجليزي والأمريكي والمقارن- جامعة رَتْجَرز Rutgers Unveristy – الولايات المتحدة الأمريكية (1969م).
– رئيس وحدة الفكر الصهيوني وعضو مجلس الخبراء بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام (1970 ـ 1975م).
– أستاذ الأدب الإنجليزي والمقارن، جامعة عين شمس (1979- 1983م)، وجامعة الملك سعود (1983- 1988م)، وجامعة الكويت (1988- 1989م). وعمل أستاذاً غير متفرغ بجامعة عين شمس (1988- 2008م). كما عمل أستاذًا زائرًا بجامعة ماليزيا الإسلامية في كوالالامبور، وبأكاديمية ناصر العسكرية.
– المستشار الأكاديمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي بواشنطن (1992- 2008م).
– عضو مجلس الأمناء لجامعة العلوم الإسلامية والاجتماعية في ليسبرج في فيرچينيا بالولايات المتحدة الأمريكية (1993- 2008م).
– عمل مستشارًا لتحرير عدد من المجلات المتخصصة التي تصدر في مصر وماليزيا وإيران وأمريكا وإنجلترا وفرنسا.
للمسيري عشرات المؤلفات بالعربية والإنجليزية والفرنسية،
من أهمها وأشهرها: موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية.
1- كتاب رحلتي الفكرية: في البذور والجذور والثمر
2- الصراع العربي الإسرائيلي
3- الحداثة وما بعد الحداثة
4- دفاع عن الإنسان
5- الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان.
6- نهاية التاريخ: مقدمة لدراسة بنية الفـكر الصهيوني
7- الأقليات اليهودية بين التجارة والادعاء القومي
8- موسوعة المفاهيم والمصطلحات الصهيونية
9- العنصرية الصهيونية
10- اليهودية والصهيونية وإسرائيل: دراسة في انتشار وانحسار الرؤية الصهيونية للواقع.
11- مختارات من الشعر الرومانتيكي الإنجليزي
12- الفردوس الأرضي: دراسات وانطباعات عن الحضارة الأمريكية.
13- أرض الموعد: دراسةٌ نقديةٌ للصهيونية السياسية
14- الأيديولوجية الصهيونية
15- الانتفاضة الفلسطينية والأزمة الصهيونية
16- الاستعمار الصهيوني وتطبيع الشخصية اليهودية: دراسات في بعض المفاهيم الصهيونية والممارسات الإسرائيلية.
17- هجرة اليهود السوفييت
18- الأميرة والشاعر [قصة للأطفال]
19- الجمعيات السرية في العالم.
20- أسرار العقل الصهيوني
21- الصهيونية والنازية ونهاية التاريخ.
22- من هو اليهودي؟
23- موسوعة تاريخ الصهيونية(ثلاثة أجزاء).
24- اليد الخفية: دراسة في الحركات اليهودية، الهدّامة والسرية
25- موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد (ثمانية مجلدات).
26- قضية المرأة بين التحرر والتمركز حول الأنثى
27- نور والذئب الشهير بالمكار [قصة للأطفال]
28- سندريلا وزينب هانم خاتون [قصة للأطفال]
29- رحلة إلى جزيرة الدويشة [قصة للأطفال]
30- معركة كبيرة صغيرة [قصة للأطفال]
31- سر اختفاء الذئب الشهير بالمحتار [قصة للأطفال]
32- العلمانية تحت المجهر [بالاشتراك مع الدكتور عزيز العظمة]
33- الأكاذيب الصهيونية من بداية الاستيطان حتى انتفاضة الأقصى
34- قصة خيالية جداً [قصة للأطفال]
35- الجماعات الوظيفية اليهودية: نموذج تفسيري جديد
36- قصص سريعة جداً [قصة للأطفال]
37- أغنيات إلى الأشياء الجميلة [ديوان شعر للأطفال]
38- انهيار إسرائيل من الداخل
39- الإنسان والحضارة والنماذج المركبة: دراسات نظرية وتطبيقية.
40- اللغة والمجاز: بين التوحيد ووحدة الوجود.
41- العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة(جزءان).
42- دراسات في الشعر والنثر
43- ملك صغير و كتاب كبير [قصة للأطفال]
شهادات تقدير وجوائز محلية ودولية:
1- شهادة تقدير من رابطة المفكرين الإندونيسيين (1994).
2- شهادة تقدير من جامعة القدس بفلسطين المحتلة (1995).
3- شهادة تقدير من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا (1996).
4- شهادة تقدير من نقابة أطباء القاهرة (1997).
5- شهادة تقدير من محافظة البحيرة (1998).
6- شهادة تقدير من اتحاد الطلبة الإندونيسيين (1999).
7- شهادة تقدير من كلية الشريعة والقانون، جامعة الإمارات عن موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية (1999).
8- شهادة تقدير من جريدة آفاق عربية بالقاهرة (1999).
9- شهادة تقدير من مؤتمر أدباء البحيرة (1999).
10- جائزة سوزان مبارك لأحسن كاتب لأدب الطفل (2000).
11- جائزة أحسن كتاب، معرض القاهرة الدولي للكتاب عن كتاب رحلتي الفكرية (2001).
12- شهادة تقدير من منظمة فتح الفلسطينية (2001).
13- جائزة سلطان العويس بالإمارات العربية المتحدة عن مجمل الإنتاج الفكري (2002).
14- شهادة تقدير من مؤتمر أدباء مصر السابع عشر في الإسكندرية (2002).
15- شهادة تقدير من نقابة الأطباء العرب (2003).
16- جائزة سوزان مبارك لأحسن كاتب لأدب الطفل (2003).
17- جائزةIBBY (International Board on Books for Yong People)العالمية لأحسن كاتب قصص أطفال على مستوى العالم (2004).
18- جائزة الدولة التقديرية في الآداب (2005).
19- جائزة “أستاذ الجيل” من جمعية الإصلاح ورابطة الفن الإسلامي العالمية ومركز شباب المستقبل للدراسات والبحوث والتطوير، البحرين (2008).
20- جائزة “رجل العام” من نقابة صيادلة مصر في إطار احتفالها بيوم الصيدلي المصري(يونيو 2008).
21- جائزة “القدس” من الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب (2008).
– من أشهر أقواله:
(المثقفُ الذي لا يُترجِم فِكْرَهُ إلى فِعل؛ لا يستحق لقب المثقف)