يبدو أن ثوار مصر ونشطاء التواصل الاجتماعي والذين وقعوا ضحية للثقة في العسكر لايريدون أن يقع ثوار بنجلاديش فيما وقعوا به في السابق، خاصة بعد خطاب ألقاه قائد الجيش البنجلاديشي، وقر الزمان، بعد هروب رئيسة الوزراء الشيخة حسينة الاثنين.
وأثار الخطاب ردود فعل على وسائل التواصل الاجتماعي، ولا سيما في حسابات النشطاء المصريين، الذين ذاقوا ويلات الانقلاب العسكري.
ما أشبه اليوم بالبارحة
وعلى خطى السيسي قال وقر الزمان في خطاب بثه التلفزيون الرسمي أنه “سيتولى المسؤولية كاملة” بعد استقالة الشيخة حسينة وفرارها من البلاد، مؤكدا أن الجيش “سيشكّل حكومة موقتة”، وقال: “أعدكم بأنه سيتم التعامل مع جميع المظالم”.
ومع اقتحام متظاهرين قصر حسينة الاثنين وهربها في مروحية، قال وقر الزمان إنه سيجري محادثات مع الرئيس لتشكيل حكومة، وتعهّد أن تعمد السلطات الجديدة الى “ملاحقة جميع القتلة” بعد أسابيع من الاحتجاجات الدامية.
النشطاء يحذرون من سيسي جديد
وعقب الخطاب اجتاحات التعليقات والتدوينات منصات التواصل الإجتماعي في مصر محذرة الثوار في بنجلاديش من قائد جيشهم، ومن خطابه المشابه لخطاب السيسي في إعلانه للانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب الدكتور “محمد مرسي”.
فكتب الكاتب الصحفي قطب العربي: “لقد هرمنا من أجل هذه اللحظة..هذه واحدة من أعتى الدكتاتوريات، هي النموذج الأسوأ للديكتاتورية ذلك أنها تحل في جسد إمرأة كان يفترض أن تكون سمحة رحيمة كما هو طبع النساء “.
وأضاف “الشيخة حسينة واجد التي تحكم بنجلادش بقبضة حديدية والتي أعدمت أبرز خصومها بدءا بقائد الجماعة الإسلامية (المعتدل للاخوان المسلمين في بنجلادش)، والتي حاولت استخدام القوة الغاشمة مع المتظاهرين على مدى أكثر من شهر، لم تستطع الصمود في مواجهة الغضب الشعبي الذي اقتحم مكتبها ففرت إلى حكومة معادية للمسلمين وهي الحكومة الهندية المتطرفة”.
واختتم تدوينته قائلا: “نتمنى ان يواصل الشعب البنغالي ثورته لينتزع السلطة كاملة ولا يسمح بسيطرة الجيش عليها ولا ينخدع بمعسول الكلام الذي أطلقه قائد الجيش..فليحيا شعب بنجلادش في حرية وديمقراطية وكرامة..وليكن قدوة لغيره من الشعوب الباحثة عن حريتها وعلى رأسها الشعب المصري”.
https://x.com/kotbelaraby/status/1820405223162335507
وعلق المجلس الثوري قائلا: “تحية لطلاب #بنغلاديش الشجعان، حرروا بلادهم وأنهوا حكم ديكتاتوري دام ١٥ عام للشيخة حسينة التي فرت للهند. الآن، الوكيل والعميل الهندي لم يعد موجوداً في #دكا! وقريباً بعون الله سيحرر طلاب وعمال وكافة شعب مصر بلادنا من العميل الإسرائيلي الموجود في القاهرة ويعيدوه لحضن تل ابيب”.
https://x.com/ERC_egy/status/1820440336478388493
وأكد حساب المسلمون في الهند: “نفس العسكر التي كانت تنكّل بشعب #بنغلاديش كانت صباح اليوم تهرب خوفا من بطش الطلاب المتظاهرين ثم ظهرت تقدّم لهم الورود والزهور وتُغريهم بكلام عسل حلو! تواصلنا مع بعض العلماء في بنغلاديش فوجدناهم يترقبون ما الذي سيحدث، وهكذا يكون مصير المتفرجين! #الهند #ثورة_بنغلاديش”.
https://x.com/MuslimsinIndia7/status/1820395101056798925
واستهزأ صاحب حساب شادي جاهين قائلا: “الكرش بان يا بلحة”.
https://x.com/shady___jahyn/status/1820438880589410714/photo/1
بينما كتب محمود فتحي: #وعي الاحتفال باستقالة #حسينة ديكتاتورة #بنغلاديش #Bangladesh وهروبها إلى #الهند !!”
وتابع أن وقائد الجيش يطالب المتظاهرين بالصبر وإعطاء الجيش فرصة لإدارة شؤون البلاد .. وأقسم لهم أن “بنجلادش أم الدنيا وحتبقى قد الدنيا” ويتعهد بعمل مصنع مكرونة وبيع السمك والجمبري منزوع الرأس وتوزيع 1000 سيارة بيع خضار !!
وأوصى الثوار بـ “الحراك بدأ من الشباب وطلاب الجامعات .. سامعين يا اللي في بالي ؟! وتابعسبب اندلاع الحراك تخصيص مميزات في التعيين لضباط الجيش وأبنائهم .. واخد بالك الجيش فقط مش الجيش والشرطة والقضاء والإعلام .. حتى دكاترة الجامعة يا رجل بيورثوا ولادهم .. نظام حقير وداعموه أحقر !! وأضاف حراك الشباب في بنجلادش كان مذهلا .. وهذه هي البداية فقط لو أرادوا استكمال ثورتهم .. وهو ما أرجوه لهم ولكل الشعوب الحرة. وأرجو أن يكون حراك شباب بنجلادش موحيا لشباب المنطقة كلها؛ وأن يكون كالغراب الذي سيعلم قابيل كيف يدفن موتاه !!كما أرجو أن لا يكون عندهم من يعتقدون أن الجيش فيه رجالة زي الدهب وأن الجيش والشعب إيد واحدة .. ولو موجودين فلا تسمحوا لهم بالتصدر واتفاقات الغرف المغلقة !!”
واختتم تدوينته قائلا: “هل لاحظتم أن #فلسطين و #غزة حاضرة في الميدان ؟! فاللهم مصر يا رب العالمين”.
https://x.com/MMFathy01/status/1820530060161319265
وقُتل مئات المحتجين ولقت الشرطة القبض على نحو 10 آلاف خلال أعمال عنف اندلعت بسبب احتجاجات قادتها مجموعات طلابية اعتراضا على نظام لشغل الوظائف الحكومية قائم على الحصص.
وتوقفت الاحتجاجات مؤقتا بعد أن ألغت
المحكمة العليا معظم الحصص، لكن الطلبة عادوا إلى الشوارع في احتجاجات متفرقة الأسبوع الماضي مطالبين بالعدالة لأسر القتلى.
وتمر مصر في إحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخها بعدما سجّل معدل التضخم السنوي مستوى قياسيا مدفوعا بتراجع قيمة العملة المحلية ونقص العملة الأجنبية في ظل استيراد القسم الأكبر من الغذاء.
وخلال عشر سنوات من حكم رئيس الانقلاب السيسي، وصل سعر الدولار الأميركي إلى 49 جنيها، ما أدى إلى تضخم كبير في أسعار المواد الأساسية في البلاد.
كذلك، زادت ديون مصر الخارجية أكثر من ثلاث مرات في العقد الأخير لتصل إلى 164,7 مليار دولار.