ناقد سينمائي: “حياة الماعز” اقتباس من معاناة موجودة بالفعل في بيئة العمل الخليجية

- ‎فيعربي ودولي

 

قال الناقد السينمائي اليمني “وليد جحزر”: إن “فيلم حياة الماعز الهندي المترجم للعربية تجسيد لمعاناة موجودة بالفعل، كان أقربها لنا نحن اليمنيين قصة الراعي الذي وجد في إحدى الصحاري السعودية، والذي تم إجباره من قبل صاحب مزرعة لممارسة مهنة الرعي و إخفائه ل 20 عاما بعد أن تداولت وسائل التواصل الاجتماعي العام الفائت قصته المروعة”.

 

وأضاف “جحزر” في مقال بعنوان (حياة الماعز ..بكائية سينمائية تتخطى آلام المسيح) أن “الفيلم يجسد ذات التفاصيل، حيث تسير المآلات مع أحداث الفيلم في خطوط متوازية ومتقاربة فإن يكون البطل الراعي المختطف من الهند أو اليمن أو السودان، فالنتيجة حتما ستكون واحدة ، حيث تغيب معايير العدالة القانونية والإنسانية، وحيث يمكن للإنسان أن يتحول إلى وحش إذا استفرد بضحيته في أعماق الرمال المتحركة أو بين أوكار الدروب السحيقة.”.

 

صور الشر

واستعرض حياة الماعز سرد سينمائي غاص في أعماق النفس البشرية، ليكشف صورة واحدة فقط من صور الشر من خلال تجسيد قصة حقيقية حدثت لمواطن هندي.

 

واعتبره عمل جريء متقن مهداة مشاهده التراجيدية إلى روح الذين ابتلعتهم الصحراء العربية يوما تحت ظرف الحاجة.

 

وأوضح أن كون الفيلم بكائية سينمائية على خطى فيلم آلام المسيح (إنتاج ميل جبسون) إن لم يكن يتخطاه في التجسيد والعذابات، حيث لا اتصالات أو فرصة انتقال أو تواصل لغوي يمنحك حق الدفاع عن نفسك.

قصة نجيب

وبدأ البطل نجيب ورفيقه حكيم كمن وقعا في حفرة لايمكن الخروج منها، ومع محاولات الخلاص تتجسد أسوأ المشاهد الصادمة في رؤية عالم معتم وشخوص قاسية لا ترى لأبعد من مصلحتها .

مشيرا إلى أنها قصة وعمل سينمائي متقن وبديع يجسد تغول النفس الشريرة التي لاترى في الآخر المعدم سوى آلة للكد والاستغلال، حيث نجح الفيلم في توظيف رواية هندية حقيقية لتقديم هذا العمل السينمائي الاستثنائي والجريء.

وعلى ما اشتهرت به الأعمال الفنية الهندية، أبان أن (حياة الماعز) ليس مجرد خيال هندي ، ولكنه تعبير عن قصة جارحة للشخوص غير المرئيين ، آولئك المنسيون الذين قادتهم الظروف وسطوة أرباب العمل للاستغلال والاختطاف والقهر في بيئة مغلقة لايتم الاستماع فيها للوافد القادم من بلاده البعيدة.

 

صرخة حقوقية

ولفت إلى أن الفيلم صرخة تشق فضاء الصمت إزاء معاناة الأغلبية من الجاليات الآسيوية في دول الخليج ، كما ويعكس قصة شخص مختطف بمحاكاة فنية وروائية عبرت فعليا عن أصل الشر بالتقاط تفاصيل مؤلمة غاية في البراعة الفنية والإبداع التصويري السينمائي.

وأردف أن استخدام الصحراء المترامية والمخيفة حققت تجسيدا معنويا كامل الأركان لخواء النفس وفضاضة السلوك، وهو ماواجهه الهنديان نجيب وحكيم من قبل المختطف الذي قرر مصادرة حقهما في الحياة الكريمة من خلال مهنة رعي الأغنام والنوق، وهما اللذان لم يكونا يجيدانها أصلا، وتم فرضها عليهم إجبارا بالشتم والضرب والتعذيب والإخفاء القسري.

وأكد “جحزر” أن “الفيلم يعري ممارسات الكفيل على مدى عقود طويلة، وإذا كان وجه الاعتراض الخليجي على الفيلم يتمثل في وجود أيادي خيرة تحسن تقديم الفرص والعون إلى أن الأصل في مثل هذه الأفلام هو القدرة على تجسيد الألم وتعرية زيف الصورة بأفضل التقنيات والمشاهد الصادمة ، لا المجاملات وتلميع الإطار الخارجي لصور الظلم والاستغلال ، وتلطيف بشاعات الأفراد المتمردين على سطوة القانون والعدالة “.

وخلص الناقد السينمائي اليمني إلى أن “حياة الماعز يحرر الألم من نفسه، يعيد ترتيب المسميات ويكشف المسكوت عنه في بيئة العمل الخليجية ، فضلا عن انتصاره لقضية الإنسان المعرض للانتهاك وتعرية سطوة ملاك الجاه والنفوذ وفضاعة العقل الانتهازي الذي لايرحم..”.

 

https://web.facebook.com/photo/?fbid=3423812531098799&set=a.406401359506613