شتان بين من خدم قضيته ووقف موقف الرجال مع القضية الفلسطينية، إلى أن دفع حياته ثمنًا لها، وبين من تخاذل عن نصرتها بل احتضن القتلة الصهاينة وفتح منتجعاته وفنادقه لمن رفع السلاح عليهم.
فالفارق كبير بين الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وبين بن سلمان وبن زايد.
حسن نصرالله وخدمة القضية الفلسطينية
منذ الوهلة الأولى لحرب 7 أكتوبر، أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله أن معركة طوفان الأقصى فلسطينية 100%، لكنها أصبحت ممتدة إلى أكثر من جبهة وأكثر من ساحة، مشددًا على أن حزبه انخرط فيها من البداية ومستمر في خوضها.
أكد نصر الله أن المعركة ضد إسرائيل كاملة الشرعية، وقال: “لو أردنا أن نبحث عن معركة كاملة الشرعية فلا معركة مثل القتال ضد الصهاينة.”
وقال: “نحن دخلنا المعركة منذ الثامن من أكتوبر الماضي”، مشيرًا إلى أن “ما يجري على الجبهة اللبنانية غير مسبوق في تاريخ الكيان الإسرائيلي، ولن يتم الاكتفاء بما يجري على الحدود الإسرائيلية بأي حال.”
أشار نصر الله إلى أن عمليات الحزب “أجبرت العدو على إبقاء قواته عند الحدود وحشد المزيد منها، مما يخفف الضغط عن غزة.”
وأوضح أن “حزب الله أجبر عشرات من الإسرائيليين على النزوح، وتم إخلاء 43 مستوطنة في شمال فلسطين المحتلة بسبب عملياتنا.”
ووصف نصر الله أداء الحزب بقوله: “معركتنا لم تصل لمرحلة الانتصار بالضربة القاضية لكننا ننتصر بالنقاط.”
أشاد نصر الله بـ”السواعد العراقية واليمنية التي شاركت في هذه المعركة.” وقال إن القواعد الأميركية في العراق وسوريا تتعرض لهجمات المقاومة، واصفًا القرار بـ”الحكيم والشجاع.”
اعتبر نصر الله أن ما يجري في غزة ليس حربًا كبقية الحروب السابقة، بل “معركة فاصلة حاسمة تاريخية.”
وقال إن “انتصار غزة انتصار لكل الدول العربية”، مطالبًا الدول العربية بعمل كل ما في وسعها لوقف العدوان الإسرائيلي، بما في ذلك قطع النفط والغاز عن الدول الغربية.
قضية الأسرى الفلسطينيين
أشار الأمين العام لحزب الله إلى أن أحدًا لم يحرك ساكنًا لتحرير الأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل منذ سنوات طويلة.
وفيما يتعلق بالانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى على أيدي جنود الاحتلال والمستوطنين، وصفها نصر الله بأنها “غير مسبوقة في التاريخ الحديث.”
وأشار إلى المخاطر التي تهدد الضفة الغربية في ظل مشاريع الاستيطان الجديدة.
وقد تهكم نصر الله على إعلان إسرائيل أن هدفها من حرب غزة هو القضاء على حماس، وقال: “من أهم أخطاء حكومة العدو طرح أهداف عالية لا يمكنها تحقيقها مثل القضاء على حماس.” واعتبر أن ما يجري في غزة يكشف “غباء وحمق وعجز العدو” الإسرائيلي.
وذكر بأن إسرائيل أعلنت في عام 2006 أن هدفها هو القضاء على حزب الله، وهو ما لم يتحقق.
ضمن قائمة الاغتيالات الصهيونية
على مدار ما يقرب من عقدين من الزمن، تتبعت إسرائيل خطوات حسن نصر الله واعتبرته هدفًا استراتيجيًا لعملياتها الأمنية والاستخباراتية، نظرًا لوزنه ونفوذه الكبير داخل لبنان، حيث تحت تصرفه ما يصل إلى 100 ألف مقاتل.
ونجا نصر الله من محاولات اغتيال كثيرة سابقة، ففي 14 يوليو 2006، دمرت طائرات حربية إسرائيلية منزله ومكاتبه، لكنه نجا بأعجوبة.
وفي مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز” في أغسطس 2006، قال قائد إسرائيلي كبير إن إسرائيل ملتزمة بقتل نصر الله، رغم اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، وفي أكتوبر 2008، ظهرت شائعات عن محاولة تسميمه، زاعمة أن الاستخبارات الإسرائيلية كانت وراء المحاولة الفاشلة.
محمد بن سلمان: لا تعنيني القضية الفلسطينية
بمقارنة الرجال ومواقفهم، تتضح الفروق بين الثرى والثريا، فقد قالت مجلة “ذي أتلانتيك” الأمريكية إن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، صرّح بأنه “لا يهتم شخصيًا بالقضية الفلسطينية”، في أحدث إشارة على تجاهله لهذه القضية بخلاف من سبقه في الحكم بالسعودية.
وفقًا للمجلة، فإن بن سلمان لا يبدي اهتمامًا شخصيًا بالقضية الفلسطينية، وما سعيه لإدراج موضوع “الدولة الفلسطينية” في صفقة التطبيع المحتملة مع إسرائيل إلا لتمريرها.
استطلاع رأي سعودي مخالف لرأي بن سلمان
رغم موقف بن سلمان، يتبنى الشعب السعودي موقفًا مغايرًا، أظهر استطلاع رأي أجراه معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أن 96% من السعوديين يوافقون على وجوب قطع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل، ويرى 91% من السعوديين أن “الحرب في غزة انتصار للفلسطينيين والعرب والمسلمين، رغم الدمار والخسائر في الأرواح.”
بن زايد يسخّر طاقاته لتصفية القضية الفلسطينية
في حين ازدادت جرائم العدو الصهيوني في غزة، تستمر الإمارات في خيانتها ومؤامراتها لتصفية القضية الفلسطينية، كشفت مصادر عديدة أن الإمارات دعمت خطة إسرائيلية لتهجير سكان غزة إلى مصر.
المنصة “إيكاد” العربية رصدت رحلات طائرات خاصة بين أبوظبي وتل أبيب، مؤكدة تعاون الإمارات مع إسرائيل في دعم العدوان على غزة.
وهكذا تتعاظم مكانة حسن نصر الله في الإنسانية والتاريخ والنخوة العربية، بينما تتقزم مكانة حكام السعودية والإمارات أمام الاعتداءات الصهيونية.