عقب اغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله وهجوم الاحتلال الصهيوني على لبنان واليمن وتهديدات الصهاينة لإيران توقع خبراء نشوب حرب إقليمية موسعة تلعب فيها إيران دورا أساسيا لردع الكيان الصهيوني ودعم ومساندة المقاومة اللبنانية والفلسطينية.
في المقابل استبعد عدد من الخبراء دخول إيران في الصراع الدائر بين المقاومة في فلسطين ولبنان وبين الاحتلال الصهيوني بطريقة مباشرة، مؤكدين أنها ستكتفي بدعم المقاومة في مواجهة الصهاينة.
وقال الخبراء: إن “إيران لها حسابتها الخاصة، فهي لا تريد التورط في هذه الحرب التي لا يعرف أحد إلى متى تستمر ؟ وكيف ستكون نهايتها ؟ مؤكدين أنها تعمل على استكمال برنامجها النووي ولا تريد الدخول في صراع مع إسرائيل والولايات المتحدة قبل الانتهاء من تصنيع القنبلة النووية”.
كانت دائرة التساؤلات والخوف والقلق حول الموقف الإيراني قد اتسعت بعد التصعيد الإسرائيلي ضد حزب الله، حيث إن الحزب هو جزء أساسي في الاستراتيجية الإيرانية بالمنطقة، وأقوى أذرع طهران، ويرى كثيرون أن إيران لن تصمت وسيكون هناك حرب إقليمية كبيرة في المنطقة.
جرائم الكيان الصهيوني
في هذا السياق، حذر عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، إسرائيل من جر المنطقة إلى حرب شاملة، مشددا على أن عملياتها في لبنان لن تمر دون رد.
وقال «عراقجي»، إن جرائم الكيان الصهيوني في لبنان لن تمر دون رد، مضيفا أن النيران بالمنطقة قد تتسع نتيجة سياسة الكيان الصهيوني وخطرها قد يطال الجميع.
ضربات قوية
وقال اللواء وائل ربيع، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجة بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا الاستراتيجية: إن “ما حدث مع حزب الله اللبناني في الأونة الأخيرة ما كان يتحقق لولا أن الحزب صعد بشكل غير اعتيادي باستهدافه لشمال إسرائيل، واستهدف الكثير من المواقع ذات الأهمية الاستراتجية لإسرائيل”.
وأضاف «ربيع» في تصريحات صحفية أن ما يحدث في لبنان، يندرج تحت سياق محاولات إسرائيل تحقيق أي مكسب في أي من الجبهات التي تقاتل فيها، لا سيما وأنها لم تحقق شيء في جبهة قطاع غزة، سوى التدمير والإبادة الجماعية، وعلى الجبهة اللبنانية وضعت هدفا لها وهو إزاحة حزب الله إلى شمال نهر الليطاني.
وأوضح أن إسرائيل حتى الأن نجحت في مخططاتها، خاصة وأنها اغتالت القيادات الرئيسية في الهكيل التنظيمي لحزب الله، وفي الأخير استطاعت اغتيال نصر الله.
وأكد «ربيع» أن اغتيال نصر الله سيكون له تداعيات كبيرة على المنطقة، وأن حزب الله مؤسسة لها بنية تحتية معقدة، وقدرة على إعادة تنظيم صفوفه سريعاً، مشيرا إلى أنه يجري حاليا اختيار اسم خلفية نصر الله.
وتابع: على الرغم من الخسائر الكبيرة التي مني بها حزب الله، إلا أنه سيوجه ضربات قوية لإسرائيل، وستكون هذه الضربات بمثابة معركة للوجود، مؤكدا أن التصعيد لن يقتصر على الجبهة الجنوبية، بل من الممكن أن يشمل عمليات هجومية نوعية لحزب الله داخل العمق الإسرائيلي باستخدام قوات الرضوان، وهو ما سيؤدي إلى تصعيد أكبر .
منطقة عازلة
وتوقع الدكتور حسن أيوب أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح أن تتغير الكثير من الأمور في المنطقة ولن يستغرق ذلك الكثير من الوقت، في ظل تصعيد الاحتلال الصهيوني عدوانه وحربه ضد حزب الله خاصة اغتيال أمينه العام.
وقال أيوب في تصريحات صحفية: إن “إسرائيل ذاهبة إلى أبعد مدى لتصفية حسابها بالكامل مع لبنان وحزب الله وخلق منطقة عازلة في الجنوب اللبناني، وربما تستطيع أن تستنسخها في قطاع غزة.
ورجح أن إسرائيل مقبلة أغلب الظن على عملية برية تجتاح خلالها جنوب لبنان وتصل إلى نهر الليطاني، وربما إلى أبعد من ذلك.
وأضاف أن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وإلقاءه 85 قنبلة على أحياء سكنية في الضاحية الجنوبية لبيروت، لهما دلالة شديدة الوضوح بشأن ما سيمكن أن تقوم به إسرائيل في منطقة الشرق الأوسط.
نقطة تحول
وتساءل الخبير العسكري والاستراتيجي العميد إلياس حنا عما إذا كانت إسرائيل ستقدم على عملية هجوم بري على لبنان، وهل هي قادرة على الدخول؟ وربط ذلك بمدى جهوزية حزب الله في التصدي لذلك في المنطقة الشمالية وفي حال دخلت إسرائيل إلى لبنان، فإلى أي عمق؟ وهل هي قادرة على البقاء؟
وقال حنا في تصريحات صحفية: إنه “في حال قبل حزب الله بشروط الاحتلال فلن يقدم على الهجوم البري، موضحا أنه حتى الآن لا يوجد مؤشر على أن إسرائيل ستنفذ الهجوم البري، رغم الحشد العسكري الذي قامت به”.
وخلص إلى أن المرحلة المقبلة ستكون نقطة تحول أساسية، وستكون هناك تداعيات داخلية وإقليمية بعد اغتيال نصر الله، لأن حزب الله يندرج ضمن منظومة مركزها الأساسي في إيران.
حرب إقليمية
في المقابل استبعد الخبير الاستراتيجي والعسكري سمير فرج، أن تدخل إيران في صراع مع إسرائيل، وبالتالي لن تحدث حرب إقليمية في المنطقة.
وأكد «فرج» في تصريحات صحفية، أن إيران لن تدخل في الحرب الإقليمية مع إسرائيل حتى لا ترد إسرائيل وتدمر المفاعلات النووية التي تعمل عليها في الفترة الحالية، لافتا إلى أنها على وشك إنتاج القنبلة النووية العام القادم.
وعن تصريحات نتنياهو حول تطلعه إلى تغيير الشرق الأوسط بأكمله قال: “الأمور لن يحدث فيها أي تغيير في المنطقة إلا بعد الانتخابات الأمريكية، مشيرا إلى أن حزب الله يحتاج إلى وقت لإعادة ترتيب أوراقه بعد فقد قادته”.
وأعتبر «فرج» أن وصول دونالد ترامب للسلطة في أمريكا كارثة كبرى، على حسب وصفه؛ لأنه يرى حل القضية الفلسطينية من خلال دولة واحدة، أما في حال وصول كامالا هاريس فسوف تهدأ الأمور، وسيتم توقيع اتفاقية سلام.