مع إعلان التوغل الصهيوني البري.. الجيش اللبناني يعيد تموضعه وحزب الله مستعدون للالتحام

- ‎فيتقارير

في حين لا تجد من يردعها في ظل الصمت العربي المخيب، قال المتحدث باسم الجيش الصهيوني، أفيخاي أدرعي، عبر منصة “إكس” تويتر سابقا،  إن “القوات الإسرائيلية  بدأت عملية برية محددة الهدف والدقة،  ضد أهداف  لحزب الله في المنطقة القريبة من الحدود في جنوب لبنان”.

 

وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق اليوم أن قوات الفرقة 98 بلواءي الكوماندوز والمظليين واللواء 7 المدرع تشارك في عملية التوغل في عدد من القرى الحدودية اللبنانية.

 

إلا أن حزب الله نفى حصول أي توغل حتى اللحظة كما أكد الناطق باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) أندريا تيننتي أنه لم يُرصد في الوقت الراهن أي توغل إسرائيلي عبر الحدود.

 

وأكد محمد عفيف مسؤول الإعلام في حزب الله أن كل الادعاءات الصهيونية بأن قوات الاحتلال دخلت لبنان كاذبة، مشددا على أنه لم يحدث بعد أي اشتباك بري مباشر بين المقاومة وقوات الاحتلال.

 

وقال: إن “مجاهدي الحزب مستعدون للمواجهة مع قوات العدو التي تتجرأ أو تحاول دخول أراضي لبنان”.

 

ويذهب محللون إلى أن الجيش الإسرائيلي يتأهب فعلا لتنفيذ عملية برية، وأنه أخذ الضوء الأخضر من المستوى السياسي، وذلك بزعم إقامة منطقة أمنية عازلة في جنوب لبنان.

 

وردا على ذلك، أعلن نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم، في كلمة متلفزة، أن الحزب مستعد لأي عملية برية إسرائيلية وقواته جاهزة للالتحام البري، وذلك رغم اغتيال تل أبيب أمينه العام حسن نصر الله، الجمعة.

 

تراشق متبادل قبل التوغل البري

 

مع بداية الساعات الأولى من صباح اليوم الثلاثاء نقلت شبكة “إن بي سي” عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن غزو إسرائيل البري في لبنان يبدو أنه قد بدأ.

 

وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية أن وحدات كوماندوز خاصة من الجيش الإسرائيلي دخلت إلى لبنان، في أول توغل بري إسرائيلي بلبنان منذ 2006.

 

وأوضحت أن العملية تمت بدعم من من سلاح الجو وقوات المدفعية، مؤكدة أن قوات من سلاحي البحرية والجو متأهبة للتدخل إذا اقتضت الضرورة.

 

وقال المتحدث العسكري الإسرائيلي: إن “قوات الجيش بدأت عملية عسكرية برية مركزة في جنوب لبنان”.

 

وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان: إن “الهجوم البري في جنوب لبنان، والذي أطلق عليه عملية السهام الشمالية، سيستمر وفقا لتقييم الوضع، وبالتوازي مع القتال في غزة، وفي ساحات أخرى”.

 

 

وذكر البيان أن “سلاح الجو والمدفعية يدعمان القوات البرية بضربات دقيقة على أهداف عسكرية في المنطقة”.

 

 

وأكد المتحدث العسكرى لجيش الاحتلال الإسرائيلى، أن العملية البرية محددة ضد أهداف حزب الله القريبة من الحدود، وأن قوات الجيش بدأت عملية برية مركزة ضد البنى التحتية لحزب الله، وأن العملية البرية تأتي في إطار تحقيق أهداف الحرب لإعادة سكان الشمال إلى بيوتهم.

 

وفي الإتجاه المقابل  ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن حزب الله كثف من هجماته الصاروخية على طول الحدود بالتزامن مع بدء الجيش الإسرائيلى اقتحام الحدود.

 

وأكدت صحيفة معاريف الإسرائيلية إطلاق 35 صاروخا من لبنان على شمال إسرائيل خلال 40 دقيقة بعد منتصف الليل.

 

تشهد الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت غارات إسرائيلية عنيفة، وذلك بعد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن نيته القيام بعمليات محدودة داخل الحدود اللبنانية.

 

وأفادت وسائل إعلام بسماع دوي انفجار كبير بعد تحذيرات من ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت.

 

الكابينيت الإسرائيلي يصادق على العملية البرية في لبنان

 

صادق المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينيت)، مساء الإثنين، على “المرحلة التالية” من عمليات الجيش الإسرائيلي في لبنان، في جلسة عقدت لمناقشة الخطوات المقبلة في إطار التصعيد الإسرائيلي المتواصل؛ وتركزت المداولات حول كيفية تحقيق أهداف الحرب وإعادة السكان إلى منازلهم دون الانزلاق إلى حرب شاملة، في ظل التقارير حول بدء التوغل البري في لبنان.

 

 وأضافت القناة 12 أن “الخطط العملياتية ترتبط بأهداف الحرب، وهي إعادة سكان الشمال إلى منازلهم وتعزيز الشعور بالأمان، بما في ذلك تدمير مواقع حزب الله في القرى اللبنانية الحدودية، التي تنطلق منها معظم الهجمات على البلدات الشمالية، في إطار المساعي لإعادة السكان بأمان إلى منازلهم”.

 

وأفادت تقارير إسرائيلية بأن الهدف من الاجتياح البري للجنوب اللبناني هو السيطرة على المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، وإبعاد قوات حزب الله وتفكيك بنيته التحتية في القرى والبلدات اللبنانية الجنوبية، كما تسعى السلطات الإسرائيلية إلى إنشاء شريط أمني يمتد حوالي 12 كيلومترًا داخل الأراضي اللبنانية.

 

الخارجية الأمريكية تعلن توغل إسرائيل بريا بلبنان

 

وأعلنت الخارجية الأميركية أن إسرائيل تنفذ حاليا عمليات محدودة، تستهدف حزب الله داخل الأراضي اللبنانية.

 

وقال الناطق باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، لصحفيين: إن “هذا ما أبلغوني به، بأنهم ينفذون حاليا عمليات محدودة تستهدف بنى تحتية تابعة لحزب الله قرب الحدود”.

 

الجيش اللبناني ينفي الانسحاب من الجنوب

 

عدما أكدت عدة مصادر انسحاب الجيش اللبناني من بعض النقاط على الحدود مع إسرائيل، بعيد إعلان إسرائيل بدء توغلها البري نفى الجيش الأمر.

 

وأكد في بيان اليوم الثلاثاء أن “بعض وسائل الإعلام تناولت معلومات غير دقيقة حولانسحاب الجيش من مراكزه الحدودية الجنوبية لعدة كيلومترات في ظل تحضيرات العدو الإسرائيلي لتنفيذ عملية برية داخل الأراضي اللبنانية”.

 

كما أوضح أن “الوحدات العسكرية المنتشرة في الجنوب تنفذ إعادة تموضع لبعض نقاط المراقبة الأمامية ضمن قطاعات المسؤولية المحددة لها.”

 

إلى ذلك أشار إلى أن التعاون والتنسيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة “اليونيفيل” مستمر.

 

ومنذ 8 أكتوبر 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر الخط الأزرق الفاصل، أسفر إجمالا حتى ظهر الاثنين عن ما لا يقل عن 1801 قتيل، بينهم أطفال ونساء، و8 آلاف و877 جريحا، حسب رصد الأناضول لإفادات رسمية.

 

وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أميركي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، وخلّفت أكثر من 137 ألف قتيل وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة، في إحدى أسوا الكوارث الإنسانية بالعالم.