في سابقة هي الأولى من نوعها، جاء إعلان إسرائيل عن إسقاط مُسيرة، تحمل أسلحة من مصر للمقاومة الفلسطينية قبل أيام، وبالترافق مع الكشف عن فضيحة السفينة الألمانية المحملة بأسلحة والمتجهة إلى إسرائيل والتي استقبلتها مصر في ميناء الاسكندرية مؤخرًا، رغم رفض العديد من الدول من دخول مياهها.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، أنه أسقط “طائرة مُسيرة تهرب أسلحة من الأراضي المصرية إلى إسرائيل قبل يومين.
وقال جيش الاحتلال، إن المسيرة كانت تهرِّب بنادق ومسدسات قبل أن يتم اعتراضها، “صدت قوات الجيش الإسرائيلي، الليلة الماضية، طائرة مسيرة عبرت من الأراضي المصرية إلى الأراضي الإسرائيلية في منطقة لواء باران، وتم إسقاط المسيّرة”.
وذكر جيش الاحتلال أن “قواته عثرت على 4 بنادق ومسدس تحملها هذه المسيرة.”
وكان مسؤولون إسرائيليون أشاروا من قبل إلى أن “حركة حماس استخدمت أنفاقًا تمر تحت الحدود مع منطقة سيناء من أجل إدخال الأسلحة المهربة.”
وهو ما نفته مصر، مؤكدة أنها “دمرت وأغرقت شبكات الأنفاق المؤدية إلى غزة قبل سنوات وأنشأت منطقة عازلة وتحصينات حدودية تمنع التهريب.”
واعتمد السيسي منذ انقلابه العسكري، سياسة عدائية ضضد قطاع غزة، وشارك في تشديد الحصار عليهم، مُعلنًا انحيازه الكبير لإسرائيل، بمنع تعريض أراضيها لأي عدوان من مصر، وإقامة أسوار فولاذية بين الحدود المصرية وقطاع غزة، فاقم من معاناة الفلسطينيين.
الغريب أن هذا الاعلان، المستهجن، يأتي في وقت انكشفت فيه فضيحة النظام المصري، الذي استقبل سفينة شحن عسكرية محملة بمواد متفجرة تستعمل في التصنيع العسكري، متجهةً من ألمانيا إلى إسرائيل حيث تُستخدم في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.
وتقدم الخميس الماضي محامون ونشطاء ببلاغ إلى النائب العام للمطالبة بالحجز على السفينة كاثرين، التي يشتبه في حملها “مواد متفجرة كانت في طريقها إلى إسرائيل” ورست في ميناء الإسكندرية، فيما أشارت بيانات الميناء إلى أن السفينة أفرغت حمولتها وغادرت فجر الخميس، وقال مصدر في حركة مقاطعة إسرائيل BDS إن “الحمولة نقلت إلى سفينة أخرى غادرت إلى ميناء أسدود الإسرائيلي.”
ووفقًا لبيانات ميناء الإسكندرية على موقعه الإلكتروني غادرت السفينة كاثرين، التي ترفع علم ألمانيا، الميناء عند تمام الساعة 2:45 فجر الخميس، بعد رسوها في الساعة الثانية ظهر 28 أكتوبر الجاري، بتوكيل ملاحي من المكتب المصري للاستشارات الملاحية EMCO.
وحسب بيان BDS، تُشير المعلومات الواردة على موقع ميناء الإسكندرية إلى أنّ EMCO هي الشركة التي كانت مسؤولة عن استقبال كاثرين وتفريغ شحنتها الحربية، وأن الشركة نفسها أشرفت على انطلاق سفينة أخرى في ذات اليوم متّجهةً إلى ميناء أسدود الإسرائيلي “ما يدعو للتساؤل حول العلاقة التي تربط هذه الشركة المصرية بمشغّلي السفينة المحمّلة بالمتفجرات.”
والسفينة التي غادرت ميناء الإسكندرية متجهة إلى أسدود تحمل اسم TRANSBAY وترفع علم ليبريا، وغادرت الميناء عند الساعة 8:46 صباح يوم 29 أكتوبر، حسب موقع تتبع السفن MARINE TRAFFIC.
اختصم بلاغ النائب العام، رئيس مجلس الوزاراء مصطفى مدبولي، بصفته، ورئيس هيئة ميناء الاسكندرية اللواء أحمد حواش بصفته، والمدير التنفيذي لشركة المكتب المصري للاستشارات البحرية EMCO راندا عبد الله، المسؤول عن التوكيل الملاحي للسفينة، وطالبوا باتخاذ إجراءات عاجلة للتحقيق في السماح للسفينة بالمرور في المياه الإقليمية المصرية، باعتبار هذا العمل تهديدًا للأمن القومي المصري.
ولاحقًا النائب العام، حفظ التحقيق!!!
وأكد مقدمو البلاغ، أن “السفينة كانت محملة بمواد متفجرة RDX Hexogen، ويشتبه بتوجيهها إلى جهة عسكرية إسرائيلية، وأن السماح بعبورها مياه مصر الإقليمية، يشكل تهديدًا للأمن القومي المصري والعربي، ويتعارض مع التزامات مصر الدولية تجاه الشعوب الفلسطينية واللبنانية.”
ورفضت عدة دول استقبال السفينة كاثرين، بما في ذلك مالطا وناميبيا وأنجولا، وحسب مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز، هناك ثماني حاويات من المتفجرات على متن السفينة كاثرين “يقال إنها مكونات رئيسية في قنابل الطائرات والصواريخ” التي تستخدمها إسرائيل. ودعت ألبانيز الدول الأخرى إلى منع السفينة من الرسو في موانيها.
وكان محامون مدافعون عن حقوق الإنسان أقاموا دعوى قضائية في برلين سعيًا لمنع شحنة وزنها 150 طنًا من المتفجرات ذات الاستخدام العسكري على متن السفينة كاثرين، وقالوا إنها “ستسلم إلى أكبر شركة مقاولات دفاعية في إسرائيل”، حسب رويترز.
وقال المركز الأوروبي للدعم القانوني، أمس الأربعاء، إن الدعوى رفعت نيابة عن ثلاثة فلسطينيين من غزة، بدعوى أن “شحنة من المتفجرات من نوع RDX في المقام الأول يمكن استخدامها في الذخائر لحرب إسرائيل في غزة، مما قد يساهم في جرائم حرب مزعومة وجرائم ضد الإنسانية.”
وقالت شركة لوبيكا مارين الألمانية المالكة للسفينة كاثرين إن السفينة “لم يكن من المقرر أبدًا أن تقوم بأي زيارات إلى الموانيء الإسرائيلية” وإنها أفرغت حمولتها مؤخرًا، التي كانت متجهة في الأصل إلى بار في الجبل الأسود، دون أن تحدد مكان إفراغ الحمولة، حسب رويترز.
ورفضت الشركة الكشف عن تفاصيل الشحنة لأسباب تعاقدية، لكنها قالت إنها امتثلت بشكلٍ كامل لجميع اللوائح الدولية ولوائح الاتحاد الأوروبي، مما يضمن الحصول على التصاريح اللازمة قبل أي عمليات.
ومع خطورة المشهد وتصاعد المخاطر على الفلسطينيين والمصريين، والمنطقة بأسرها، بدا السيسي عُريانًا من أي قيمة، بعد أن سَمح بدعم إسرائيل لوجستيًا بالأسلحة وهو ما حاول السيسي ومعه إعلامه تكذيبه، وخرج بيان للسيسي وجيشه ينفي التعاون مع اسرائيل، وهو بيان كاذب ويستغفل المصريين، الذين يتبعون خيانات السيسي، وسماحه لإسرائيل باحتلال محور فلادليفيا، وقتل جنود مصريين على الحدود!
ومن ثم جاء الإعلان الإسرائيلي وفي محاولة كاذبة بدعاء السيسي بطلاً يمد غزة بأسلحة، وفي نفس الوقت يُمرر البارجات الحربية لإسرائيل، ويُدخل شحنات المتفجرات إليها.
أما مسألة محاولة الضغط على السيسي، فهو أمر مستبعد، فيظل خنوع النظام لكامل الارادة الإسرائيلية، في كل شيء، إذ تمد مصر إسرائيل بالأغذية والأدوية عبر رحلات مكوكية لسفن مجهولة من بورسعيد وميناء العريش والضغط على فصائل المقاومة الفلسطينية في مفاوضات الهدنة المتعثرة، وصولا إلى الأسلحة!
وهو ما يؤكد خيانة السيسي ونظامه لدماء الفلسطينيين.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا على قطاع غزة خلّف أكثر من 43 ألف قتيل و101 ألف مصاب، منذ أطلقت حركة حماس عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر من العام الماضي ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني.