لم يترك جيش الاحتلال سلاحا إلا استخدمه خلال حربه على غزة، فإنه اعتمد خلال الأيام الماضية أسلوبا جديدا ضمن خطته لتهجير وإبادة سكان شمال القطاع، وهي الروبوتات والبراميل المتفجرة في جباليا.
وتستخدم إسرائيل الروبوتات المفخخة، وهي حسب مصدر أمني فلسطيني عبارة عن آليات إسرائيلية عسكرية محملة ببراميل (تزن أطنانا) من المتفجرات تتحرك بين المنازل والمربعات السكنية، ويتحكم بها جيش الاحتلال عن بُعد.
ويؤكد مصدر أمني أن الاحتلال يلجأ إلى استخدام هذا النوع من الأسلحة لإيقاع أكبر قدر من الخسائر البشرية في صفوف الفلسطينيين، ضمن حرب إبادتها على القطاع، مشيرا إلى أن لهذه الأسلحة الجديدة قدرة تفجيرية هائلة، فهي قادرة على تدمير حارة سكنية كاملة.
ومنذ تصعيد الإبادة الإسرائيلية شمال القطاع في 6 أكتوبر، أطبق الجيش الإسرائيلي حصاره على جباليا، وحاول منع الأهالي من النزوح إلى مدينة غزة المجاورة، وأمرهم بالنزوح فقط عبر شارع صلاح الدين إلى جنوب القطاع.
إبادة ممنهجة
وعن آثار الانفجارات التي تسببها الروبوتات والبراميل المتفجرة، يقول الصحفي أنس الشريف: إن “ما يحدث في محافظة شمال غزة وفي القلب منها مخيم جباليا ليس اجتياحا أو عملية عسكرية، بل أكبر عملية تطهير عرقي في العصر الحديث”.
وأضاف في تغريدة على حسابه بموقع إكس أن آليات الاحتلال تخرج ليلا وتزرع البراميل المتفجرة وسط المنازل، ثم تعاود الاختباء، لا قتال حقيقي ولا مواجهات.
وأردف قائلا: “قوة التدمير أبادت 400 إنسان ودمرت مئات المنازل، وإن استمرت العملية على هذا النحو سيُهدم ما تبقى من الشمال على رؤوس سكانه”.
فصل قطاع غزة لنصفين
وفي تقرير للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان قال: إن “جيش الاحتلال يستخدم روبوتات مفخخة ومحملة بأطنان من المتفجرات في عمليات التدمير والقتل الواسعة التي ينفذها شمال غزة.، وإن الجيش الإسرائيلي فصل محافظة شمال غزة عن مدينة غزة بالكامل، من خلال تمركز الآليات ووضع السواتر الرملية وركام المنازل المدمرة، إلى جانب الغطاء الناري من الطائرات المسيّرة” كما أكد الأورومتوسطي أنه تلقى شهادات عديدة عن استخدام الجيش الإسرائيلي لروبوتات مفخخة وتفجيرها عن بعد، محدثاً أضراراً واسعة النطاق في المنازل والمباني المحيطة وخسائر كبيرة في الأرواح.
وحذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بالتزامن مع اجتياح عصابات الكيان الصهيوني لشمال غزة، وتصعيد وتيرة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين من استمرار الجانب الصهيوني، بارتكاب المجازر وجرائم القتل العمد والتجويع والتهجير القسري واسع النطاق.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي أنه تلقى شهادات عدة عن استخدام جيش الكيان المحتل روبوتات مفخخة وتفجيرها عن بعد، محدثاً أضراراً واسعة النطاق في المنازل والمباني المحيطة وخسائر كبيرة بالأرواح، في وقت يتعطل بالكامل تقريباً عمل طواقم الإسعاف والدفاع المدني، باستثناء نطاق ضيق في بعض الأحياء.
جريمة دولية قائمة بحد ذاتها
ذكّر الأورومتوسطي بأن استخدام إسرائيل روبوتات مفخخة هو أمر محظور بموجب القانون الدولي، إذ إن هذه الروبوتات تعد من الأسلحة ذات الطابع العشوائي التي لا يمكن توجيهها أو حصر آثارها فقط بالأهداف العسكرية، فنظراً إلى طبيعتها، فهي تصيب السكان المدنيين على نحو مباشر، أو تصيب الأهداف العسكرية والمدنيين أو الأعيان المدنية عشوائياً من دون تمييز.
وتابع أن تلك الأسلحة محظورة بموجب القانون الدولي، ويشكل استخدامها في المناطق السكنية جريمة دولية قائمة بحد ذاتها.
وأشار الأورومتوسطي بأن من ينجو من القتل والقصف المباشر يبقى مهددا بالموت جوعا أو عطشا، حيث تمنع القوات الإسرائيلية إدخال أي مساعدات لشمال غزة، كما قامت بتدمير وحرق المخابز هناك، بالإضافة إلى تجريف ما كان متبقيا من آبار المياه.
تدمير ممنهج
بدوره، قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري: إن “جيش الاحتلال ينفذ عمليات توغل ليلية إلى المناطق السكنية في شمال غزة، ويرسل روبوتات وبراميل ثم يفجرها عن بُعد، وما يحدث هو تدمير ممنهج لمعسكر جباليا”.
وشدد الخبير العسكري على أن جيش الاحتلال يدخل ليلا ثم يتراجع صباحا خشية أسلحة المقاومة النهارية، مؤكدا أنه إذا بقي العالم صامتا سيصل الجيش الإسرائيلي إلى اللحظة التي يدمر فيها مخيم جباليا بالمطلق.