رصد مراقبون أن زيارة وفد صحفي مغربي لتل أبيب هو المرة الأولى منذ اندلاع عدوان الاحتلال الصهيوني على غزة، وهو الإجراء الذي يؤكد العلاقة المترسخة بين المغرب (مسؤول ملف القدس في الجامعة العربية منذ الهالك ملك المغرب الحسن الثاني والد الملك الحالي محمد السادس) والاحتلال الأعمق من العلاقات الدبلوماسية، رغم الاحتجاجات المتواصلة والضخمة والمشاعر المناهضة للتطبيع المنتشرة في أرجاء المملكة المغربية.
زيارة الوفد الصحفي المغربي لكيان الاحتلال، بترتيب من مكتب الاتصال “الإسرائيلي” في المغرب، واعتبرت ذلك تجردًا من القيم الإنسانية والمبادئ الصحفية.
وقال الإعلامي صالح الأزرق: عكس شعبه الأكثر مناصرة للقطاع.. المغرب الرسمي يصر على التطبيع ويرسل وفدا صحفيا إلى عاصمة تل أبيب.
وفي ديسمبر 2020، وبعد أسابيع من تطبيع الإمارات والبحرين والخيانة العظمى وقعت المغرب على اتفاق التطبيع بين المغرب والكيان.
صحيح أن بعض الدول العربية تجاوزت مرحلة التطبيع مع الكيان إلى تحالف معلن، لكن الخطر الذي يحدق في المغرب أكبر، ففي المغرب تجري عملية صهينة لكل مؤسسات الدولة، ومن أخطرها مشروع منح الجنسية المغربية لجنود صهاينة بزعم أنهم من أصول مغربية، وهو الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على المجتمع المغربي
والمغرب من الدول العربية التي لم تكتف بالتطبيع السياسي مع “إسرائيل”، بل تجاوز ذلك إلى التطبيع الاستخباراتي والعسكري وقامت بشراء المعدات العسكرية والتجسسية منها بملايين الدولارات، كما لم تتوقف الزيارات بين المسؤولين العسكريين من الجانبين ومن بينهم قادة صهاينة يقـودون الهجمات الحالية على قطاع غزة، تسببت في إبـادة جماعية لمئات الأطفال والنساء.
الكاتب الصحفي نظام المهداوي @NezamMahdawi قال إنه “في المغرب، تجري عملية صهينة خطيرة لكل مؤسسات الدولة تشمل الجامعات والمعاهد والاقتصاد والتعاون والصناعات العسكرية وحتى الدين. ومن أخطر مراحل الصهينة مشروع منح الجنسية المغربية لجنود وضباط صهاينة بزعم أنهم من أصول مغربية، وهو الأمر الذي يشكل خطرًا كبيرًا على المجتمع المغربي وعلى الدول المجاورة، إذ من الممكن بل من السهل أن يعتلي هؤلاء الصهاينة مناصب عليا في البلاد. ومن الممكن أيضًا أن يخترق الضباط الصهاينة دول الجوار كمواطنين مغاربة.”
وأضافت “وسنّت السلطات المغربية قانونًا يسمح باسترجاع اليهود المغاربة لممتلكاتهم، حيث أصدرت محاكم مغربية عدة أوامر بطرد مغاربة من بيوتهم وأراضيهم الزراعية تحت ذريعة إرجاعها لأصحابها اليهود”.
وأشار إلى أن “كل هذا يبين أننا لسنا أمام تطبيع عادي. بالأحرى، التطبيع بين المغرب و”إسرائيل” كان واقعًا منذ بداية الستينات وليس بعام 2020. ما نشهده الآن يتجاوز التطبيع والتحالف إلى التبعية، وقامت السلطات المغربية بتغليفه أمام شعبها بقضية وطنية وهي الاعتراف بمغربية الصحراء الغربية”.
ورأى أنه” كان محمد السادس وما زال مستعدًا لدفع أي ثمن كي يحصل على اعتراف ترامب ونتنياهو وغيرهما بتبعية الصحراء المغربية، وبعد أن انتزع الاعتراف سمح بإنشاء قاعدة صهيونية، تتوسط المنطقة الفاصلة بين مليلية والجزائر، مما يعد استفزازًا صريحًا لدول الجوار، خاصة الجزائر وإسبانيا، وتهديدًا لأمنهما القومي”.
وأضاف “تجلت التبعية لدولة الإحتلال بمشاركة 5000 جندي مغربي في الحرب الجارية في #غزة، بالإضافة إلى توريد أسلحة إلى الكيان الصهيوني ودفع محمد السادس نحو مليار دولار لحكومة الحرب الإسرائيلية أثناء حرب الإبادة على غزة ثمن شراء قمر صناعي تجسسي”، مشيرا إلى أنه “رفضت إسبانيا استقبال سفينة تابعة لبحرية جيش الاحتلال الإسرائيلي، سمح المغرب للسفن الحربية الإسرائيلية بالتزود بالوقود والطعام خلال رحلاتها من الولايات المتحدة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. وقد تم نقل الإمدادات والمعدات على متن السفن الإسرائيلية في ميناء طنجة، جنوب مضيق جبل طارق، حيث قامت السفن الإسرائيلية بإيقاف أجهزة الإرسال والاستقبال الخاصة بموقعها لتجنب إحراج النظام المغربي، الذي أصبح أداة طيعة في يد الصهيونية، رغم الانتقادات الشعبية الواسعة والمظاهرات المستمرة والمطالبة بإسقاط التطبيع”.
وأكد أنه “مضت المغرب من دولة مطبعة وحليفة إلى صهينة شاملة ثقافيًا وفنيًا وعسكريًا وتجاريًا وتعليميًا، بل وتأويل مفاهيم دستورية بالقول بأن المكون العبري الموجود في الدستور هو “الإسرائيليون” من أصل مغربي. وبلغت الأمور حد منح المستوطنين الصهاينة الجنسية المغربية ومنح الجنسية الإسرائيلية للجالية اليهودية في المغرب التي لم تهاجر إلى فلسطين المحتلة”.
ولفت إلى أن “الخطر لا يحدق بالمغاربة المطحونين بالفقر والرافضين للتطبيع، بل وجود مغرب صهيوني هو مهدد رئيسي لكامل دول شمال أفريقيا: الجزائر، تونس، ليبيا، موريتانيا. والحل فقط بيد المغاربة بخلع الملك الصهيوني واستعادة بلدهم”.
https://x.com/NezamMahdawi/status/1851736490663121377