امتدت لجميع الأحياء .. المدارس المصرية تحولت إلى ساحات عنف وبلطجة فى زمن الانقلاب

- ‎فيتقارير

تشهد المدارس المصرية فى زمن الانقلاب أحداث عنف غير مسبوقة سواء بين الطلاب وبعضهم البعض أو بين الطلاب والمعلمين ما يؤكد انهيار العملية التعليمية وعدم تحقيق أى من أهدافها التربوية والتعليمية بالإضافة إلى غياب الدور الرقابى والشرطى وعدم االاهتمام بتأمين المدارس والطلاب والمعلمين وهو ما جعل المدارس تتحول إلى ساحات للعنف والبلطجة.

كان محيط إحدى المدارس بالقناطر الخيرية في محافظة القليوبية، قد شهد واقعة طعن طالب لزميله بآلة حادة، إثر مشاجرة بينهما عقب أداء الامتحان، وتم نقل المصاب إلى المستشفى.

كشفت التحريات عن قيام «م.ي.س» طالب بالصف الثالث الثانوي بالتعدي على زميله «أ.ح.ص» طالب بالصف الأول الثانوي، وإصابته بجرح بالرقبة والفخذ وتم نقل الطالب المصاب في حالة حرجة إلى مستشفى القناطر الخيرية.

 

جثة طالب

 

كما شهدت مدرسة القناطر الإعدادية بالوليدية بمحافظة أسيوط، واقعة مأساوية وصادمة، حيث تعدى طالب في الشهادة الإعدادية على زملائه بواسطة آلة حادة باشهار الموس وضرب أحدهم فى الوجه خلال خروجهم بعد أداء أحد امتحانات الشهاده الاعداديه وكان المعتدى بصحبة والده.

تبين نشوب مشاجرة بين طلاب الشهادة الإعدادية أدت إلى إصابة 3 طلاب على يد زميلهم الذى اعتدي عليهم بآله حاده بوجود والده الشريك فى واقعه الضرب وتم نقل المصابين إلى المستشفيات الجامعية لتلقي العلاج اللازم.

 

وفى أسوان، تم العثور على جثة طالب مشنوقًا ومعلقًا داخل حوش منزله في ظروف غامضة، بقرية الصعايدة التابعة لمركز إدفو.

تم إيداع جثمان الطالب داخل مشرحة إدفو العمومية تحت تصرف النيابة العامة لإتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.

 

خطف وفدية

 

وفى منطقة باب الشعرية أبلغ مالك ورشة قسم شرطة باب الشعرية بغياب نجله (طالب) منذ خروجه من مسكنه لأداء الإمتحان، وفى وقت لاحق تلقى اتصالاً من أحد الأشخاص ساومه خلاله على إطلاق سراح ابنه نظير سداد مبلغ مالى.

بإجراء التحريات، تم تحديد مرتكبى الواقعة (3 أشخاص – مقيمين بمحافظة القاهرة) أقرو بإرتكاب الواقعة نظراً لقيام المجنى عليه بالإستيلاء على مبلغ مالى من أحدهم نظير فائدة شهرية وعدم رد المبلغ بدعوى خسارته للمبلغ بأحد تطبيقات المراهنات.

 

التجمع الخامس

 

وفى منطقة التجمع الخامس انتشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه 3 طالبات يعتدين على طالبة داخل مدرسة كابيتال الدولية مع توجيه سباب بألفاظ خارجة، ما تسبب في إصابة الطالبة بكسر في عظام الأنف.

تقدم والد الطالبة المعتدى عليها ببلاغ ذكر فيه أن ابنته تعرضه للاعتداء اللفظي والبدني من 3 فتيات داخل المدرسة.

وكشفت التحريات أن سبب المشاجرة خلاف على المرور في ممر المدرسة، حيث كانت تسير الطالبة المجني عليها بالأمام وخلفها طالبة أخرى وطلبت الأخيرة منها الإسراع بالمشي وفتح الطريق، ونشبت مشادة كلامية تطورت لمشاجرة استعانت فيها الطالبة الثانية بشقيقتها وتعديا على الأولى بالضرب المبرح.

 

تدخل عاجل

 

حول هذه الظاهرة قالت الخبيرة الأسرية داليا الحزاوي مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر ان العنف المدرسي بين الطلاب أصبح ظاهرة تحتاج إلى تدخل عاجل والتعامل معها بجدية سواء من خلال المدرسة أو أولياء الأمور.

وأضافت ” داليا الحزاوي” في تصريحات صحفية أن  دور الإشراف المدرسي المستمر سواء داخل أو خارج الفصول أمر بالغ الأهمية وعلى المدرسة توفيره في جميع الأوقات واتخاذ إجراءات تأديبية للتعامل مع حالات العنف  والسلوكيات السلبية للطلاب.

وطالبت بتدريب الطلاب وتوعيتهم على السلوكيات الحسنة وتعزيز الخصال الحميدة مع الاهتمام بضرورة التأكيد على نبذ العنف؛ لضمان عدم تكرار أحداث العنف وضمان بيئة تعليمية آمنة.

 

المدارس

 

وقال استشاري تعديل السلوك للأطفال الدكتور مجدي أنور، ان البيئة التي ينشأ بها الطفل لها عامل اساسي في تبنيه لمظاهر العنف، موضحًا أنه إذا كانت الأسرة تدعم العنف والضرب بين الأطفال، وتحث الطفل على استخدام العنف ومبادلته في التعامل مع الآخر، سوف يرسخ ذلك الضرب أو العنف كوسيلة في التعامل بشكل تلقائي مع أي شخص.

وأضاف “أنور” فى تصريحات صحفية أن تلبية كل طلبات الطفل تجعله مدللا وتجعل أحد مظاهر سلوكياته العنف، لذلك دور ولي الأمر في غاية الأهمية ويجب أن يعي ذلك ويعمل على ضبط سلوكيات الطفل وتربيته منذ النشأة.

وأكد أن العنف المدرسي لا يمكن لجهة واحدة أن تقوم وحدها بمواجهته، مشيرًا إلى أن اللوم فى انتشار العنف لا تتحمله المدارس فقط، ولكن يجب أن يتكاتف الجميع معًا لحل هذه الأزمة المتكررة.

 

مشهد غير أخلاقي

 

وأكدت استشارى العلاقات الأسرية والنفسية والطفولة ميادة عابدين أن واقعة تعدي طالبات المدرسة الدولية على زميلتهن يعد مشهدًا غير أخلاقي ويتنافي مع القيم التربوية ومع طبيعتهن كفتيات.

وقالت ميادة عابدين في تصريحات صحفية أن هناك 10 أسباب رئيسية وراء واقعة طالبات التجمع منها أن الميول الاندفاعية شديدة جدًا لدى الطالبة التى تعدت علي زميلتها دون وضعها في الاعتبار عواقب الأمور؛ بالإضافة إلي الميول الانتقامية لدى الطالبة ورغبتها في إيذاء زميلتها والشعور بالارتياح عن طريق تعنيفها وكسر خاطرها أمام الجميع.

 

وأوضحت أن الطالبة التى تعدت علي زميلتها لم تتربي علي صفة التسامح وبالتالى تقوم بتخزين المواقف لتقوم بالانتقام في الوقت المناسب، مؤكدة أن من أهم الأسباب أيضًا إحساس الطالبة بأنها لن يوقع عليها أى عقوبة حيث أن طلاب المدارس الخاصة يشعرون دائما بتميز خاص.

وأشارت ميادة عابدين الى أن الطالبة ليس لديها قدرة علي ضبط النفس والتحكم في انفعالاتها نتيجة لغياب دور الأسرة والمدرسة حيث أن ماحدث منها يؤكد افتقادها لتعلم السلوكيات الصحيحة، وافتقاد الطالبة القدرة على الضبط والتحكم الذاتى في انفعالاتها نتيجة لعدم تعلمها ذلك في الأسرة أو حتى المدرسة.

 

واضافت أن روح التنافس والغيرة بين الطالبات أصبحت تظهر حاليا في شكل عنف لفظى وجسدى بالإضافة إلي أن أخلاق الفتيات تغيرت عن السابق فتأثير السوشيال ميديا والتيك توك أدى إلي تغيير السلوكيات مؤكدة أن تأثير الأصدقاء وشحنهم هذه الطالبة ضد الطالبة الأخرى له تأثير خطير جدًا.

 

وكشفت ميادة عابدين أن أخطر الأسباب من وجهة نظرها هو أن الطالبة قررت أن ترهب الجميع من خلال ماحدث وأنها أرادت أن تشعر الجميع بقوتها ليخافوا منها.

وحول طرق العلاج التي يجب إتباعها لتجنب تكرار مثل تلك الوقائع، أكدت أنه يجب تشديد الرقابة على المدارس ووضع عقوبات جديدة، وإعادة تأهيل الطلاب في المدارس من خلال حصص خاصة بالتأهيل النفسي للطلاب، وتفعيل دور الاستشاري والأخصائي النفسي في المدارس، وتأهيل الأسر في المدارس من خلال تحديد يوم معين وحصص معينة.