مع تصاعد الحديث عن إمكانية نقل فلسطينيين من قطاع غزة، أكد الاجتماع السداسي العربي بالقاهرة، رفض تهجير الفلسطينيين، ودعم تنفيذ اتفاق وقف النار بكل مراحله.
أكد بيان عربي مشترك اليوم السبت استمرار الدعم الكامل لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسكه بحقوقه المشروعة وفقا للقانون الدولي، وذلك في موقف موحد ضد دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير أهالي قطاع غزة إلى مصر والأردن.
كذلك شدد الاجتماع على تأكيد دعم الجهود المبذولة من قبل الدول الثلاث (مصر وقطر وأميركا)، لضمان تنفيذ الاتفاق بكل مراحله وبنوده، وصولاً للتهدئة الكاملة، والتأكيد على أهمية استدامة وقف إطلاق النار، بما يضمن إيصال الدعم الإنساني إلى جميع أنحاء قطاع غزة وإزالة جميع العقبات أمام دخول كافة المساعدات الإنسانية والإيوائية ومتطلبات التعافي وإعادة التأهيل.
لا خيار أمام المصريين والأردنيين غير الرفض
من جهته يرى المحلل السياسي ياسر الزعاترة ، أنه لا خيار أمام المصريين والأردنيين غير رفض الضغوط “الترامبية” فيما خصّ قضية الترحيل، لأن البديل يعني تهديدا صريحا لأمنهما القومي، بجانب إفساح المجال أمام تصفية القضية، وطبعا بضمّ الضفة الغربية وتهجير أهلها، ثم فتح الشهية على صهْينة المنطقة.
وتابع في تغريدة له على حسابه بمنصة “x”، كل تبريرات المشروع تافهة، ويمكن تجاوزها، إن لم يكن بتسريع الإعمار، فعبر البيوت المؤقّتة الجاهزة، أو الانتقال إلى الضفة الغربية.
وأضاف الزعاترة، أمريكا لم تعد بسطوتها القديمة، ولا يجب الخضوع أمام “زعبرة” ترامب، فلديه من الملفات الصعبة ما سيشغله عن مغامرات أخرى لإرضاء الصهاينة.
وأكد المحلل السياسي، أن حشود شعبنا العائدة إلى الشمال (رغم تدميره) كانت ردّا عمليا على نوايا التهجير، لكن العبء سيكون أكبر على مصر والأردن وعموم الوضع العربي الرسمي.
واختتم اجتماع القاهرة السداسي خطوة جيدة، لكنه ليس كافيا، ما لم يُشفع بمواقف قوية تهدّد جدّيا بخطوات حقيقية تثير أعصاب الصهاينة وصاحبهم في البيت الأبيض.
وفي 25 يناير الماضي، اقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمرة الأولى نقل فلسطينيي قطاع غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، متذرعا بـ”عدم وجود أماكن صالحة للسكن في قطاع غزة”، الذي أبادته إسرائيل طوال أكثر من 15 شهرا.
وكرر الرئيس الأمريكي مقترحه طوال الأسبوع الماضي وسط رفض مصري أردني متكرر.
وتجنبت الردود المصرية الرسمية منذ اقتراح ترامب الإشارة له مباشرة وأكدت بشكل عام الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين لبلادهم، وذلك وفق بيان للخارجية الأحد وكلمة لرئيس مجلس النواب حنفي جبالي الاثنين، وكلمة لوزير الخارجية بدر عبد العاطي بمجلس حقوق الإنسان الثلاثاء.
والأربعاء، شدد عبد الفتاح السيسي، في مؤتمر صحفي بالقاهرة على أن “ترحيل أو تهجير الشعب الفلسطيني ظلم لا يمكن أن نشارك فيه”، مؤكدا عزم بلاده على العمل مع نظيره الأمريكي للتوصل إلى سلام قائم على حل الدولتين.
وأضيفت إلى ذلك، مواقف رافضة لمقترح ترامب من جهات عدة، بينها الأردن والعراق وفرنسا وألمانيا، وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة.