من الفاتيكان إلى داخل أمريكا…تصاعد الرفض الدولي لمخطط ترامب تهجير الفلسطينيين

- ‎فيتقارير
WASHINGTON DC, UNITED STATES - JANUARY 14: Group of demonstrators gather to protest against US Secretary of State Antony Blinken as he attends in a program at the Atlantic Council, a think tank in Washington to evaluate the 4-year foreign policy of the Joe Biden administration in Washington DC, United States on January 14, 2025. (Photo by Celal Gunes/Anadolu via Getty Images)

 

 

تتصاعد وتيرة الرفض الدولي لمخطط ترامب تهجير الفلسطينيين إلى دول مجاورة، من أجل سيطرة ترامب على أرض غزة وتحويلها لمشاريع عقارية سياحية، فقد رفض مسؤول كبير في الفاتيكان، يوم الخميس، خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة، قائلاً: إنّ “الشعب الفلسطيني يجب أن يبقى في أرضه” وقال أمين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، على هامش اجتماع لإيطاليا والفاتيكان: إنّ “إحدى النقاط الأساسية للكرسي الرسولي، لا للترحيل”، بحسب وكالة الأنباء الإيطالية “أنسا”.

 

وأضاف بارولين أن طرد الفلسطينيين من شأنه أن يتسبب في توترات إقليمية ولن يكون له معنى، لأن الدول المجاورة مثل الأردن تعارض ذلك، وقال: إن “الحل في رأينا هو حل الدولتين، لأنه يعني أيضاً منح أمل للسكان”.

 

 

وانتقد البابا فرنسيس أيضاً هذا الأسبوع خطط ترامب لترحيل أعداد كبيرة من المهاجرين غير النظاميين من الولايات المتحدة، ورأى البابا، في رسالة وجهها إلى أساقفة أميركيين ونشرها الفاتيكان، أن البدء ببرنامج ترحيل واسع النطاق يشكل أزمة كبرى، واعتبر أن طرد أفراد غادر عدد كبير منهم بلدانهم لأسباب تتصل بالفقر المدقع وانعدام الأمن والاستغلال والاضطهاد، أو بسبب تدهور البيئة بشكل خطير، يشكل مساساً بكرامة العديد من الرجال والنساء”. وسارع كبير مستشاري الرئيس الأميركي لسياسة الهجرة إلى الرد على الحبر الأعظم داعياً إياه الى التركيز على الكنيسة الكاثوليكية وتركنا نهتم بحدودنا.

 

 

رفض أمريكي

 

كما كشف استطلاع رأي حديث أنّ 64% من الناخبين الأميركيين يعارضون اقتراح ترامب ، بينما يؤيد 23% فقط هذا الاقتراح، وأوضحت النتائج أنّ الأغلبية الديمقراطية، بنسبة 85%، ونحو 63% من المستقلين يعارضون هذا الاقتراح، في حين كان الجمهوريون أكثر انقساماً، حيث عارضه 43% مقابل تأييد 64%.

 

كما أظهر الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة “بيانات من أجل التقدم”  الأربعاء الماضي  أنّ نحو 69% من الناخبين الأميركيين يعارضون إرسال الولايات المتحدة قوات إلى الشرق الأوسط من أجل السيطرة على غزة، وأكدت النتائج عدم شعبية نية ترامب المعلنة لتولي الولايات المتحدة ملكية قطاع غزة.

 

ومن جهة أخرى، أظهر الاستطلاع عدم شعبية جميع مشاريع الرئيس الأميركي لضم أراضٍ أخرى إلى الولايات المتحدة، حيث عارض 46% ما أعلنه ترامب عن نيته ضم قناة بنما مقابل 41% من المؤيدين، بينما عارض 53% رغبته في ضم غرينلاند من الدنمارك مقابل 32% مؤيدين، أما عن رغبته في ضم كندا، فقد عارض 61% هذا الاقتراح مقابل تأييد 27%.

 

 

 

 

وفي استطلاع آخر أجرته شبكة “سي بي إس نيوز” أخيراً، ظهر أنّ 47% من الأميركيين يعتبرون اقتراح ترامب امتلاك غزة “فكرة سيئة”، بينما 40% كانوا “غير متأكدين أو لا يبالون”، واعتبر 13% فقط أن الاقتراح “فكرة جيدة”. كما أشار الاستطلاع إلى رضا 54% من الأميركيين عن سياسات ترامب بشأن الصراع بين إسرائيل وحماس.

 

145 نائباً ديمقراطيا

 

وفي سياق متصل، وجه 145 نائباً ديمقراطياً في مجلس النواب الأميركي رسالة إلى الرئيس دونالد ترامب، يطالبونه فيها بالتراجع عن تصريحاته الخطيرة التي أفصح فيها عن مخطط لاستيلاء الولايات المتحدة على قطاع غزة، وكشف عن ذلك موقع أكسيوس الأميركي، الخميس، لافتاً إلى أن النواب الموقعين على الرسالة يمثلون نحو ثلثي الأعضاء الديمقراطيين بمجلس النواب البالغ عددهم 215.

 

وفي الرسالة، أعرب النواب عن صدمتهم من صدور دعوة عن رئيس أميركي لتهجير قسري دائم يستهدف مليوني شخص، هم عدد فلسطينيي غزة، وحذر موقعو الرسالة الذين يمثلون ثلث أعضاء مجلس النواب، البالغ إجمالاً 435 نائباً، من أن هذه الخطوة “ليست مجرد إجراء غير أخلاقي”، بل “ستضر بمكانة الولايات المتحدة عالمياً، وتعرض القوات الأميركية للخطر، وتزيد التهديدات الإرهابية”.

 

كما أشاروا إلى أن خطوة ترامب قد تعرقل فرص الولايات المتحدة في التعاون مع شركائها العرب لإعادة إعمار غزة، وإيجاد حل سلمي للصراع مع إسرائيل، وقاد حملة توقيع الرسالة النائبان شون كاستن عن ولاية إلينوي، وبراد شيرمان عن ولاية كاليفورنيا، ورغم تفاؤل أولي ساد العالم بضغوط لترامب سهلت التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة، بما يشمل صفقة لتبادل الأسرى، في 19 يناير الماضي، فإن مواقف الأخير المنحازة كلياً إلى إسرائيل إثر توليه مهامه رسمياً بعد ذلك بيوم واحد أدت لتحول هذا التفاؤل إلى تشاؤم.

 

 

 

يشار إلى أن الرئيس الأميركي اقترح السيطرة على قطاع غزة المدمر بسبب الحرب ونقل أكثر من مليوني شخص منه إلى الأردن أو مصر، ويرى خبراء أنّ هذا الاقتراح ينتهك القانون الدولي، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصفه بأنه “ثوري”.

 

وبدعم أميركي، ارتكبت إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلّفت نحو 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود. وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ويستمر في مرحلته الأولى 42 يوما، يجرى خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة، بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة.