على نهج علي جمعة وعمرو خالد.. من هو “حسّون “مفتي البراميل” الذي أفتى بقتل الثوار؟

- ‎فيتقارير

على نهج مفتي مصر الأسبق علي جمعة ، الذي يأكل على كل الموائد،  وحرض على قتل المعتصمين في رابعة والنهضة ، وفي جميع ميادين في مصر بفيديو مشهور، كان أحمد حسّون المفتي العام السابق للجمهورية العربية السورية في فترة حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد، حيث عرف بتأييده النظام السوري وهجومه الدائم على اللاجئين والمعارضين، وتحريضه على قتل الثوار وإبادتهم في حلب بالبراميل المتفجرة، حتى وصفه معارضو النظام بـ”مفتي البراميل”.

 وكان علي جمعة قد أصدر فتوى أجاز فيها لجنود وضباط الشرطة والجيش قتل المتظاهرين من أنصار الشرعية في اعتصامي رابعة والنهضة عام 2013 ، أثارت ردود فعل غاضبة في الشارع المصري.

ولم يقتصر الغضب على معارضي الانقلاب العسكري، بل امتد لمؤيديه الذين رفضوا بشكل قاطع تلك الفتوى، مؤكدين حرمة الدم المصري، في حين رأى معارضو الانقلاب أن جمعة أصبح أداة طيّعة في أيدي قادة الانقلاب لتبرير ما يقومون به ضد المتظاهرين.

 وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقتها مقاطع فيديو لجمعة يطالب فيها جنود وضباط الشرطة والجيش بقتل المتظاهرين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين بحجة أنهم “خوارج”، وجاءت هذه الدعوة خلال كلمة وجهها لجمع من ضباط الشرطة والجيش.

 ورغم نفيه مرات عديدة إصدار فتوى بقتل المتظاهرين السلميين، فإن جمعة يصر على أن سلوكيات الإخوان المسلمين وتصرفاتهم تدل على أنهم “خوارج هذا العصر” وأن كتاب الله وتعاليم الإسلام لا تتجاوز حناجرهم.

وعلي جمعة هو مفتي الديار المصرية لمدة عشر سنوات، من عام 2003 إلى عام 2013، وقد اتهمه الكثيرون على مواقع التواصل الاجتماعي بأنه مع “أي نظام”، ونشروا له صورًا يمازح فيها مبارك والمرشد العام للإخوان المسلمين، ثم أفتى بعد الانقلاب بأن الإخوان خوارج وطالب بقتلهم.

ونُشر لـ”جمعة” مقطع مصور لكلمة ألقاها بحضور قائد الانقلاب العسكري، ووزير داخليته محمد إبراهيم، دعا فيها لإطلاق النار على المتظاهرين المؤيدين للدكتور محمد مرسي، الذي قال إنّ شرعيته سقطت لأنّه يعتبر -حسب قوله- إمامًا محجورًا عليه بسبب اعتقاله.

ولم تتوقف فتوى قتل المعتصمين على جمعة فقط بل ، صدرت من دعاة آخرين محسوبين على النظام العسكرى وهم

مختار جمعة

مختار جمعة، هو وزير الأوقاف السابق ، وكان مؤيدًا للسيسي على طول الخط؛ حيث كان آخر تصريحاته أن التظاهر في ذكرى ثورة 25 يناير، جريمة متكاملة الأركان، وأنها تورط المصريين في العنف والإرهاب لصالح الأعداء، وهو أمر مُحرم شرعًا.

 

شوقي علام

شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق الذي انتخب في منصبه خلفًا للدكتور علي جمعة، إبان حكم الدكتور محمد مرسي، وهو أستاذ الفقه الإسلامي بجامعة الأزهر فرع طنطا.

عرف “علام” بتأييده لانقلاب الثالث من يوليو، كما شارك بعدة بيانات في أحداث مختلفة منذ الثالث من يوليو، التي كان آخرها دعوته إلى التبرع وإعطاء الصدقات لمبادرة “صبح على مصر بجنيه”، التي كان قد دعا إليها السيسي مؤخرًا.

 

عمرو خالد

يعتبر الداعية عمرو خالد، أحد أكبر المؤيدين لمعسكر 30 يونيو؛ بعد نشر فيديوهات له وهو يتحدث لجنود الجيش المصري ويحرضهم على قتل المعتصمين فى رابعة والنهضة ضد الانقلاب العسكرى.

عودة لمفتي البراميل حسون

وقد سافر إلى مصر والتحق بجامعة الأزهر، وحصل على بكالوريوس في الأدب العربي، وأكمل فيها دراساته العليا فنال الدكتوراه في الفقه الشافعي.

بدأ حسون عمله الدعوي خطيبا وإماما في مساجد حلب عام 1967، منها “جامع التوابين”، و”عمار بن ياسر”، و”الفرقان”، و”الجامع الأموي الكبير”، كما كان يلقي دروسا أسبوعية.

وفي مطلع التسعينيات من القرن الـ20 ترأس جمعية رفع المستوى الصحي والاجتماعي، وعمل خطيبا ومدرسا في مساجد عدة، من بينها “جامع الروضة” في حلب.

رشح حسون نفسه لعضوية مجلس الشعب السوري، وفاز بأغلبية الأصوات عام 1990، واستمر في منصبه مع الدورة الثانية للمجلس حتى عام 1998.

تولى حسون منصب مفتي حلب الثاني، ثم مفتي حلب الأول بين عامي 2002 و2005، وفي الفترة نفسها كان عضوا في مجلس الإفتاء الأعلى بين عامي 2002 و2005.

وعقب وفاة مفتي سوريا أحمد كفتارو عُيّن حسون مفتيا عاما خلفا له عام 2005، وشارك في عضوية المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران، ومؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي في الأردن.

وكما أسس علي جمعة جمعية مصر الخير ، في عهد الرئيس مخلوع مبارك ، لجدب التبرعات من الجمعية الشرعية ، لتصب في جمعيته الخاصة ، ويحصل على نسبة كبيرة  مقابل الإدارة  ،أسس “حسون ” مؤسسات خيرية عدة، منها جمعية الفرقان الخيرية عام 1982، وصندوق العافية الخيري، كما افتتح مدارس وإعداديات تعليمية، مثل إعدادية البنين في جامع الصحابي الجليل أسامة بن زيد، وإعدادية الفرقان للفتيات، وروضة الفرقان للأطفال، إلى جانب دار الوفاء للمسنين.

عُرف حسون طوال توليه منصب المفتي العام للجمهورية بمواقفه المؤيدة للنظام السوري والأسد واستغلاله المناسبات الدينية لدعمه والترويج وكيل المديح له.

ومع بداية الثورة السورية انحاز حسون إلى سلطة النظام، ووصف الثورة والحراك الشعبي بأنهما “مؤامرة تستهدف أمن سوريا يقف وراءها إرهابيون”، في حين وصفه معارضو النظام بأنه “مفتي البراميل” بعد دعوته النظام السوري إلى إبادة المعارضة في الأحياء التي سيطرت عليها.

كما هاجم حسون في مقابلات ومناسبات عدة اللاجئين السوريين، واصفا إياهم بأنهم خدم وعمال عند الدول الغربية التي لجأوا إليها.

وفي عزاء الفنان صباح فخري بمدينة حلب ادّعى حسون أن خريطة ‎سوريا مذكورة في القرآن الكريم بسورة التين، وتساءل “وين خريطة سوريا بالقرآن الكريم؟ موجودة بسورة منقراها كتير بصلاتنا وهي (والتين والزيتون ﴿۱﴾ وطور سينين ﴿۲﴾ وهذا البلد الأمين ﴿۳﴾ لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم).

وأضاف “لقد خلقنا الإنسان في هذه البلاد في أحسن تقويم، فإذا تركها رددناه أسفل سافلين”، ويقصد بذلك اللاجئين خارج سوريا، وتابع “ثم يكمل (الله) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات (في هذه الأرض) فلهم أجر غير ممنون، أي الذين بقوا في سوريا”، وقصد حسون في تصريحاته المعارضين واللاجئين، ووجّه حديثه إليهم قائلا “عودوا إلى بلادكم، في الخارج لن تجدوا من يصلي عليكم”.

وبرر قصف النظام السوري المدنيين في حلب، ووصف عمليات النظام بـ”التحرير”، وأيد الوجود الروسي والإيراني في سوريا، وقال: إن “الإيراني والروسي لم يأتيا مستعمريْن، بل مساعديْن معاونيْن”، وحرّم قتال الجيش السوري وعدّ الانضمام إليه واجبا شرعيا”.

وفي عام 2016 زار حسون البرلمان الأيرلندي ضمن وفد ديني، وألقى كلمة أمام لجنة الشئون الخارجية، داعيا الاتحاد الأوروبي إلى تخفيف العقوبات المفروضة على الحكومة السورية، وأنكر في هذه الزيارة تورط روسيا في ارتكاب جرائم ضد المدنيين السوريين.

وأثارت هذه الزيارة جدلا كبيرا، خاصة بعد تصريحات سابقة هدد فيها بتدريب انتحاريين لشن هجمات في أوروبا والولايات المتحدة إذا شن الغرب ضربات جوية على سوريا ولبنان.

وكشف تقرير لمنظمة العفو الدولية عام 2017 أن أوامر الإعدام لنحو 13 ألف معتقل في سجن صيدنايا في السنوات الخمس السابقة، تصدر من مسئولين رفيعي المستوى في الحكومة السورية، وذلك بعد مصادقة مفتي سوريا على الأحكام، وهي الفترة التي تولى فيها حسون ذلك المنصب.

عقب موافقة المفتي العام على حكم الإعدام تؤخذ الموافقة من وزير الدفاع أو رئيس هيئة الأركان في الجيش السوري، اللذين يتمتعان بصلاحية التصرف نيابة عن الأسد.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021 أعلن الأسد إلغاء منصب مفتي الجمهورية وفق مرسوم حمل رقم 28، ونص على إلغاء المادة رقم 35 من القانون الناظم لعمل وزارة الأوقاف، والتي يُسمى بموجبها المفتي العام للجمهورية، في وقت عزز فيه صلاحيات المجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف.

وحسب المرسوم، أصبح من مهام المجلس العلمي الفقهي “تحديد مواعيد بدايات ونهايات الأشهر القمرية، والتماس الأهلّة وإثباتها وإعلان ما يترتب على ذلك من أحكام فقهية متصلة بالعبادات والشعائر الدينية الإسلامية”، مثل “إصدار الفتاوى، ووضع الأسس والمعايير والآليات اللازمة لتنظيمها وضبطها”، وهي مهام كانت تقع على عاتق مفتي الجمهورية حسون.

 وفي 18 فبراير/شباط 2025 اقتحم محتجون سوريون منزله، وسط هتافات تطالب بمحاكمته بعد خروجه إلى العلن في مدينة حلب.