مع اقتراب الشهر المبارك…الأسر المصرية تعلن الطوارئ لتوفير مصاريف رمضان في زمن “نور عنينا”

- ‎فيتقارير

م

 

 

مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تشهد البيوت المصرية حالة من القلق والتوتر؛ بسبب مصروفات الشهر الكريم التي يعجز أغلب المواطنين في زمن الانقلاب عن توفيرها، بسبب تزايد معدلات البطالة والفقر وتراجع الدخول وانخفاض قيمة الجنيه المصري وارتفاع الأسعار.

وتتضاعف الأزمة مع تزايد أعداد المصريين الذين يعيشون تحت خط الفقر والذين يقدر عددهم بأكثر من 70 مليون مواطن وفق بيانات البنك الدولي، وهو ما أدى إلى زيادة أعداد المتسولين في الشوراع، من أجل الحصول على لقمة العيش وتتزايد أعداد المتسولين خلال الشهر الكريم .

 

 ومع الضغط على ميزانيات الأسر تعلن معظم البيوت حالة الطوارئ لتلبية احتياجات الشهر الفضيل، وعلى رأسها المنتجات الغذائية والطعام مثل: الأرز والمكرونة والزيت والسكر ، وهو ما يرهق الأسر.

 

مغالاة في الأسعار

 

حول هذه الأزمة قال محمود علي موظف: إنه “يشتري مستلزمات شهر رمضان قبل حلوله بثلاثة أسابيع على الأقل قبل زيادة الأسعار، والتي تحدث غالباً قبل رمضان بأيام”.

وأضاف علي إنه يشتري معظم المستلزمات الأساسية مثل المكرونة والزيت والسكر والأرز والتي ترتفع أسعارها خلال الشهر الكريم، مثلما يحدث كل عام مما يرهق الميزانية .

وتابع : أشتري احتياجات أسرتي لتفادي الزحام في الأسواق قبل أيام قليلة من شهر رمضان، حيث يكون هناك مزاحمة في شراء المنتجات، كما أن بعض التجار واصحاب المحلات يلجأون للمغالاة في الأسعار قبل رمضان لتحقيق أكبر قدر من المكاسب، وهي ظاهرة سيئة نتمنى انتهاءها، لأنها تسبب ضغطا على الأسواق.

 

ميزانية ضخمة

 

وقال سيد مصطفى موظف: إنه “اعتاد الشراء قبل رمضان بفترة كافية من سلاسل الهايبر ماركت؛ لأن التجار وأصحاب المحلات يقومون برفع الأسعار قبل شهر رمضان بأيام قليلة، بحجة عدم توافر البضاعة أو المنتجات، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار المنتجات يلتهم جزءا كبيرا من الميزانية المخصصة لشهر رمضان واحتياجاته لأنه شهر يحتاج لميزانية ضخمة”.

وأضاف مصطفى إنه اشترى احتياجاته الأساسية فقط، بالإضافة للتمر للإفطار والمشروبات الرمضانية .

وأشار إلى أنه يختار المنتجات لتلبية الاحتياجات طوال شهر رمضان حسب ميزانيته، ويقوم بشراء كميات كبيرة من الزيت حوالي 5 لتر و10 كجم أرز ومثلها مكرونة و8 كيلو سكر و2 كيلو بلح وبعض المنتجات الأخرى مثل الصلصة وملح الطعام.

 

 

مستلزمات أساسية

 

وقالت نهى محمد ربة منزل: إنها “تقوم قبل رمضان بفترة بشراء المستلزمات الأساسية ، وأيضاً شراء كرتونة رمضان التى يكون بها توفير كبير، وغالبا ما تكون هناك عروض على المنتجات قبل رمضان مثل: الزيت والأرز والسكر، لأنه في شهر رمضان ترتفع الأسعار ويقوم التجار بزيادة الأسعار”.

وأضافت أشتري أيضا منتجات اللحوم والدواجن لتخزينها قبل ارتفاع أسعارها في الشهر الكريم، وأشارت إلى أن أنها اشترت كرتونة بسعر 270 جنيهاً تضم “أرزا وزيتا ومكرونة وبلحا وفولا للتدميس” .

 

تخطيط مسبق

 

حول أزمة شهر رمضان أكد الخبير الاقتصادي الدكتور محمد الألفي ، أن ارتفاع الأسعار في الفترة الحالية يعد تحديًا كبيرًا للأسر المصرية، مع اقتراب شهر رمضان الذي يتطلب تجهيزات خاصة.

وشدد الألفي في تصريحات صحفية على ضرورة التخطيط المسبق كوسيلة لتجنب الضغوط المالية، حيث يجب على ربات البيوت وضع ميزانية واضحة تتضمن جميع المصاريف المحتملة، مثل المواد الغذائية والسلع الأساسية، موضحا أنه من خلال التخطيط، يمكن للعائلات تحديد الأولويات والتقليل من الإنفاق غير الضروري.

وأوضح أن التعامل مع ارتفاع الأسعار يتطلب أيضًا التفكير في بدائل اقتصادية، فبدلاً من شراء المنتجات باهظة الثمن، يمكن للأسر البحث عن الخيارات الأكثر فعالية من حيث التكلفة، على سبيل المثال، يمكن استبدال بعض المكونات بأخرى محلية أو موسمية تتوفر بأسعار معقولة، كما ينبغي تعزيز ثقافة الاستهلاك الواعي، حيث يمكن للمستهلكين اتخاذ قرارات مدروسة عند الشراء، مما يؤدي إلى توفير المال وتحسين جودة الحياة.

واشار الألفي إلى أن ربات البيوت يجب أن تضع خطة مسبقة تشمل قائمة بالمشتريات الأساسية والضرورية للشهر لأن هذا التخطيط يساعد في تحديد الأولويات وتجنب الشراء العشوائي، مطالبا الأسر بأن تتجه إلى متابعة العروض الخاصة والخصومات التي تقدمها المحلات التجارية.

وأضاف : بعض الأسر تلجأ إلى التسوق في الأسواق الشعبية حيث يمكن العثور على أسعار أقل، مشيرا إلى أن بعض الأسر تفضل شراء المواد الغذائية الأساسية بكميات كبيرة للاستفادة من الأسعار المنخفضة، يشمل ذلك الأرز، والسكر، والزيت، والتوابل .

وطالب الألفي بضرورة تحضير الأطعمة والحلويات في المنزل بدلاً من شراءها جاهزة، مؤكدا أن هذا لا يساعد فقط في توفير المال، بل يضمن أيضاً جودة المكونات، ونصح بشراء الفواكه والخضروات المتاحة في موسمها، حيث تكون أقل سعرًا وأكثر نضارة.

ولفت إلى ضرورة مراجعة الميزانية الشهرية وتحديد النفقات غير الضرورية لتوجيهها نحو احتياجات الشهر ويمكن تخزين المواد الغذائية التي تدوم طويلاً مثل البقوليات والأرز لتقليل الحاجة للشراء المتكرر، منوها أن تجهيزات شهر رمضان في ظل ارتفاع الأسعار تتطلب تفكيرًا إستراتيجيًا ومرونة من الأسر المصرية، من خلال التخطيط الجيد والاعتماد على البدائل الاقتصادية.

وطالب الألفي حكومة الانقلاب بأن تتبنى سياسات تهدف إلى ضبط الأسعار وتقديم الدعم للأسر محدودة الدخل، ويمكن أن تشمل هذه السياسات تخفيضات ضريبية أو توفير السلع الأساسية بأسعار مدعومة، كما أن توفير فرص عمل جديدة وزيادة الأجور يساهمان في تحسين الوضع الاقتصادي للأسرة.

 

ضغوط مالية

 

وأكدت الخبيرة الاجتماعية الدكتورة ليلى عبد الرحمن أن تأثير ارتفاع الأسعار لا يقتصر فقط على الجانب الاقتصادي، بل يمتد إلى الجانب الاجتماعي والنفسي أيضًا، موضحة أنه مع اقتراب رمضان، يشعر الكثير من الأفراد بالقلق والتوتر نتيجة للضغوط المالية.

وقالت ليلى عبد الرحمن في تصريحات صحفية : “هذه الضغوط من العوامل التي تؤثر على الروح المعنوية للعائلات مشددة على ضرورة أن تدرك الأسر أن هناك طرقًا للتغلب على هذه التحديات من خلال تعزيز الترابط الأسري والمشاركة في التحضيرات”.

وأشارت إلى أن التحضير لشهر رمضان يمكن أن يكون فرصة لتعزيز القيم الاجتماعية، مثل الكرم والتعاون، حيث يمكن للعائلات تنظيم فعاليات مشتركة، مثل إعداد الإفطار مع الجيران أو الأصدقاء، مما يعزز من الروابط الاجتماعية ويخفف من الضغوط المالية .