تحتل مصر في ظل نظام المنقلب السفاح السيسي المرتبة الـ 65 عالميا، أفريقيا والثالثة عربيا بمعدلات الجريمة للعام الماضي، بحسب مؤشر قياس الجريمة في قاعدة البيانات “نامبيو”.
وفي عام 2017، كشفت وزارة الداخلية ارتفاع معدلات جرائم القتل 130 %والسرقة ، ووصول عدد البلطجية إلى 92 ألفا وزيادة المسجلين خطر 55 بالمئة.
وفي يناير الماضي، ذبح شاب ثلاثيني جاره الخمسيني، في وضح النهار ونهش رأسه، وتجول بها بمدينة الأقصر الأثرية بصعيد مصر.
وفي مايو 2024، جرى توقيف “سفاح التجمع” المنطقة الراقية شرق القاهرة، بعد قتله وبطريقة درامية 3 سيدات بعدما استدرجهن لشقته.
وفي الحي الشعبي شبرا الخيمة شمال القاهرة، أقدم شابان على قتل طفل 15 عاما، بدافع سرقة أعضائه البشرية بهدف بيعها عبر الإنترنت المظلم، في أبريل 2024.
وخوفا من تعرضها للاغتصاب، قفزت الشابة حبيبة الشماع، المعروفة إعلاميا بـ”فتاة الشروق”، من سيارة أجرة تابعة لشركة “أوبر”، لتلقى حتفها متأثرة بإصاباتها في / مارس 2024.
وفي يونيو 2022، ذبح شاب طالبة أمام جامعة المنصورة نهارا، ووسط تجمع من المارة، في واقعة تلتها أخرى مشابهة في مدينة الزقازيق في أغسطس من نفس العام.
وفي نوفمبر 2021، ذبح شاب من الإسماعيلية آخر أمام المارة في وضح النهار وتجول برأسه حاملا السكين.
وفي المقابل وفي يوليو 2024، اعتقلت سلطات الانقلاب أكثر من 100 شخص تعسفا وسط دعوات على الإنترنت إلى التظاهر ردا على ارتفاع الأسعار وانقطاع الكهرباء، ولم تحدث الاحتجاجات، وقبضت السلطات على أشخاص استباقيا بناء على منشورات على الإنترنت، بحسب تأكيد منظمة “هيومان رايتس ووتش”.
فيما أرجع مراقبون تصاعد معدل الجريمة والفساد، لانشغال وزارة الداخلية بحكومة الانقلاب بحماية النظام العسكرى على حساب الأمن العام منذ الانقلاب العسكري الذي قاده رئيس عصابة الانقلاب عبد الفتاح السيسي، على الرئيس الشهيد الدكتور محمد مرسي، في 3 يوليو 2013، ما دفع نحو زيادة معدلات الجريمة وأعمال البلطجة وانتشار العصابات المسلحة في ربوع البلاد، وصعود نجم رجال العالم السفلي، وفق مراقبين.
وخلال الأيام الماضية تكشفت مجموعة جرائم مرعبة للمجتمع المصري، منها ما يعرف بقضية “سفاح الإسكندرية”، المحامي نصر الدين السيد غازي، (52 عاما)، والذي قتل 3 نساء بينهن زوجته ودفن جثثهن بشقتين تابعتين له، وذلك بحسب اعترافه أمام النيابة العامة.
وهو الأمر الذي دفع البعض لتوجيه اللوم للأمن المصري بإهمال ما تم تقديمه من بلاغات ضد المحامي، إثر اختفاء الضحايا، وفي المقابل الاهتمام المفرط بتوقيف واعتقال معارضي النظام.
وقبل أيام أيضا، عاش أهالي قرى مركز ساحل سليم بمحافظة أسيوط أيام رعب إثر مواجهات مسلحة بين عائلتين لخلاف حول قطعة أرض، تحولت لاحقا إلى مواجهة بين من يطلق عليه الأمن، (خط الصعيد) شديد الخطورة محمد محسوب، وقوات الشرطة، راح ضحيتها 8 مسلحين، وضابط شرطة وإصابة أفراد أمن وبعض الأهالي.
يؤكد الباحث في الشؤون القانونية عباس قباري، في تصريحات صحفية وجود صلة بين واقعة خُط الصعيد وبين ما يجري تدشينه من شركات أمنية يقودها كبار البلطجية من قادة العالم السفلي، خاصة وأن “الخُط” قبل مقتله ظهر في مقطع فيديو يؤكد وجود شخصيات نافذة تقف خلف ما يتعرض له من اتهامات.
وقال قباري: “يغلب على ظني أن حادث أسيوط له علاقة بتطورات ملف الشركات الأمنية التي تسيطر على الشأن الأمني وفق خطط مدروسة لها علاقة بالتقسيمات الجغرافية على غرار (العرجاني- نخنوخ)”، متوقعا أن يكون “الرجل إما رفض الانضمام للمنظومة أو كان منافسا لها”.
ومؤخرا ظهر بشكل لافت ومثير لمخاوف المصريين تدشين بعض زعماء العصابات شركات أمن وحراسة، على غرار ما دشنه قبل سنوات البلطجي الشهير قائد “موقعة الجمل” ضد ثوار يناير 2011، صبري نخنوخ، من شركة أمنية لها صلاحيات وأدوار كثيرة وتحت رعاية الأمن المصري، وذلك بعد حصوله على إفراج صحي بقرار من المنقلب السفاح السيسي شخصيا عام 2018.
وفي سبتمبر 2023، اشترى صبري نخنوخ صاحب لقب “رئيس جمهورية البلطجة” مجموعة “فالكون” شركة الأمن الأكبر في البلاد، والتي تخدم 1500 عميل بينهم سفارات وبنوك وجامعات وشركات وأندية رياضية، وذلك بجانب دوره في حملة ترشح السيسي، بالانتخابات الرئاسية التي جرت نهاية 2023، وفاز فيها السيسي بولاية ثالثة تنتهي في 2030.
ورغم سجله الجنائي وسجنه سابقا في تهم قتل أفراد من الأمن المصري في شمال سيناء عام 2008، ، قام نظام الانقلاب بتصدير إبراهيم العرجاني كواجهة اقتصادية وسياسية يشارك عصابة العسكر ومحمود نجل السيسى العديد من المشروعات الاقتصادية، مما أثار استياء الكثيرين وتساؤلاتهم حول ما يقوم به من أعمال رفعته في مصاف كبار رجال الأعمال.
وحذر مراقبون من تبعات الظهور الأمني القوي للعرجاني الذي يمتلك ميليشيا سلحها الجيش للمشاركة في الحرب على الإرهاب في سيناء، خاصة مع ظهوره الدائم وسط مئات من أحدث سيارات الدفع الرباعي وآلاف من المسلحين في موكب يفوق بعشرات المرات مواكب الرؤساء وقادة الدول.