بعد رفض تهجير الفلسطينيين …هل يستطيع نظام الانقلاب مواجهة غضب وإرهاب ترامب ؟ 

- ‎فيتقارير

 

توقع سياسيون وخبراء اقتصاد أن تؤدي التطورات التي يشهدها قطاع غزة والضفة الغربية ودعوات الرئيس الأمريكي الإرهابي دونالد ترامب إلى تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن إلى مضاعفة الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها مصر في زمن الانقلاب  . 

وقال الخبراء: إن “ترامب قد يحجم المساعدات الأمريكية لمصر، مشيرين إلى أن الرئيس الأمريكي هدد أكثر من مرة بوقف مساعدات بلاده السنوية لمصر، والبالغة نحو 2.1 مليار دولار سنويا، منها 1.3 مليار دولار مساعدات عسكرية، و815 مليون دولار معونات اقتصادية”.  

وأوضحوا أن إدارة ترامب قد تعمل على وضع عوائق أمام حصول حكومة الانقلاب على قروض جديدة من المؤسسات المالية وأسواق المال الدولية، وعرقلة الحصول على شرائح من القروض القائمة . 

 

يشار إلى أن قناة السويس، كانت قد تعرضت لخسائر بسبب حرب غزة تقدر بنحو 7 مليارات دولار خلال العام الماضي، ولا تزال حركة مرور السفن والتجارة العالمية لم تصل إلى طبيعتها رغم استمرار الهدنة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني ، وتوقف هجمات الحوثيين في اليمن على السفن الصهيونية بالبحر الأحمر. 

 

عقوبات

 

من جانبه كشف الخبير السياسي مجدي حمدان موسى، أن هناك بعض الأمور التي قد يتم فرضها على نظام الانقلاب بسبب رفض تهجير الفلسطينيين، مشيرا إلى احتمال إلغاء بعض المساعدات المالية الأمريكية ومنها العسكرية. 

ولفت موسى في تصريحات صحفية إلى احتمال فرض عقوبات على الشركات المصرية التي تتعامل مع الحكومة والشركات الأمريكية، ورفع التعريفات الجمركية، ووضع ضرائب عالية على كل ما يجري تصديره من منتجات مصرية لأمريكا، وفرض عقوبات على شركة مصر للطيران، وعلى الأسهم المصرية في البورصات الأمريكية. 

وتوقع إلغاء تأشيرات الدخول لأمريكا خاصة لرجال الأعمال المصريين، وتجميد ممتلكات مسؤولي الانقلاب في البنوك الأمريكية، أو تجميد حسابات بنكية وحظر التعاملات المصرفية من وإلى البنوك المصرية والأمريكية، وفرض عقوبات على شركات أجنبية أمريكية أو أوروبية تتعامل مع مصر. 

وعن تأثر الملاحة في البحر الأحمر أكد موسى أن الملاحة غير مرتبطة بتصريحات ترامب؛ وأمريكا بكل ما تملكه لم تستطع فعل شيء مع الحوثيين، ودع ترامب يقول ما يقول ولكن الملاحة في البحر والقناة غير مرتبطة بأمريكا.  

وخلص إلى القول: “لن يستطيع ترامب إقامة ميناء في غزة، مؤكدا أن أي تدخل اقتصادي من جانب أمريكا بحق غزة سوف يفشل”. 

 

نبوءات دينية

 

حول خسائر مصر الاقتصادية في ظل خطط ترامب لإنشاء ميناء بحري عالمي بشاطئ غزة، قال الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد البهائي: إن “الصهيونية الاستيطانية تحاول عبثا لعب دور فاشل هو في الحقيقة أكبر منها بكثير، متناسية عمدا أن هناك عوامل تاريخية وجغرافية وإنسانية، قد تعيق تحقيق هذا الدور”. 

وأوضح البهائي في تصريحات صحفية أنه بفعل قوة الزمن وصفحات التاريخ، فهم يدرسون التاريخ؛ ولكن حُددت لهم صفحات بعينها متجاهلة روابط الزمن، فهم لا يدركون أن هناك فرقا كبيرا بين الحلم والواقع، فجميعنا نحلم ولكن كل واحد على طريقته، وحسب ما اكتسب من جرعات تربوية وصفات وملامح فكرية بنيوية شخصية تاريخية، كلها معا تحدد نوعية الحلم وآلياته ومقتضياته. 

وأضاف : الأسوأ هنا عندما يكون الحلم على طريقة الأساطير الإغريقية أو النبوءات الدينية أو على الطريقة الشكسبيرية، فالحلم فيها لكي يتحقق لابد من مواجهة التاريخ وأبطاله (القدر والزمن) والانتصار عليه؛ وهذا هو الكابوس والوهم القاتل، فالهزيمة والموت هو النهاية الحتمية. 

ولفت البهائي إلى أن الصهيونية تقوم بدور فوضوي عبثي في المنطقة كلها، لحساب نبوءة إسرائيل تستخدمها كأداة لتحقيق مخططها القديم، فالأدلة والبراهين واضحة وضوح الشمس لا تحتاج عناء في إثباتها، مشيرا إلى ما حدث في العراق، وفي سوريا، وما تمر به ليبيا والسودان، والانقسام في اليمن ولبنان، والاستقطاب في تونس، كل ذلك ورائه الصهيونية الاستيطانية. 

 

ميناء بحري

 

وأكد البهائي ، أن ترامب يريد تحجيم دور مصر في المنطقة باعتبارها أساس نبوءته الفاشلة، فهو في ذاته لا يعرف شيئا عن الشعب المصري إلا من خلال مستشارين تربوا وتعلموا وتتلمذوا على يد من خطط لشرق أوسط جديد، وهنا نرى مدى جهله وجهلهم من خلال تصريحاته المتعلقة بالجانب الشرقي من الحدود المصرية بأن تقوم مصر بتوطين الفلسطينيين في سيناء. 

وشدد على ضرورة ألا ننخدع ونكرر كلمة التهجير بل إن حقيقتها التوطين؛ حيث إن هناك فرقا شاسعا بين اللفظين، وإخلاء قطاع غزة من سكانه الأصليين على شاكلة ما فعل أجداده في الأمريكتين، لتخلو لهم ويضرب عصفورين بحجر واحد وتتحقق النبوءة الدينية من خلال الاستيطان الاقتصادي. 

ولفت البهائي إلى أن الدليل في إشارته أن يُصبح القطاع ريفييرا العصر، قائلا: “الإمكانات في قطاع غزة لا تصدق، وأنه قد يصبح ريفييرا الشرق الأوسط بدون سكانه الأصليين”، فالريفييرا كما نعلم أساسها ميناء بحري، وإنشاء ميناء بحري في غزة يعني انتهاء المجاري الملاحية المصرية ليست قناة السويس فقط بل كل الموانئ المصرية بلا استثناء ويصبح لا دور لها. 

وكشف أن الدراسات التي تم تسريبها؛ تؤكد أن فترة بناء الميناء في غزة حسب مخططهم لا يحتاج أكثر من 17 شهرا وعلى أعلى قدر من التكنولوجيا ومزود بخط سكة حديد فائق السرعة، ممتد داخل مناطق وإلى دول محيطة بالقطاع. 

وتساءل البهائي: ما حجم الخسائر التي تتكبدها مصر لو تم مثل هذا المخطط بكل أبعاده؟، مضيفا: سواحل القطاع ومياهه الإقليمية عائمة على كنز من البترول والغاز حسب تقارير شركة (بريتش بتروليوم). 

وأوضح أنه وفق ما حققته صور الأقمار الصناعية؛ تم حساب احتياطي الغاز الطبيعي حسب آخر تقرير وحده بحوالي 55 مليار متر مكعب، ناهيك عن البترول وسهولة استخراجه.  

 

قروض جديدة

 

وأكد البهائي أن ما يفعلونه الآن هو استخدام كل وسائل الضغط على مصر ووضع عوائق أمام الحصول على قروض جديدة، بأن تمارس إدارة ترمب ضغوطا على المؤسسات المالية وأسواق وبيوت المال العالمية حتى لا تمنح حكومة الانقلاب مزيدا من القروض، وهذا ما نجده في مفاوضات صندوق النقد الدولي، وقد لا يحصل الانقلاب على ما تبقى من شرائح من القرض القائم. 

وخلص للقول إن مخطط ترامب الصهيوني الاستيطاني مآله الفشل، مؤكدا أن الشعب المصري يمتلك أوراقا كثيرة لمواجهة هذه الضغوط، من أجل الحفاظ على الأمن القومي المصري، وعدم زعزعة استقرار المنطقة، فحسب. 

وحذر البهائي من أن تحقيق هذا المخطط يعني القضاء على مصر تماما؛ فتوطين الفلسطينيين في سيناء وخلال مدة قصيرة  تتحول من وطن بديل بقوة القانون الدولي الصهيوني برا وبحرا وجوا إلى وطن دائم، ليمتد النفوذ الصهيوني وتصبح غزة وسيناء جزءا واحدا تحت أي مسمى، وتصبح مقدرات وثروات مصر ملك لهم، لتأتي بقية المخطط بتهجير آخر داخل مدن مصر، إذا لابد من مواجهة هذا المخطط بكل قوة ووضع كل السيناريوهات جاهزة.