تخشى من وحدتها.. الكيان الصهيوني يضغط لإبقاء سوريا ضعيفة رغم تطمينات الشرع

- ‎فيعربي ودولي

لا تزال إسرائيل تعتبر أن الإدارة الجديدة في سوريا بقيادة أحمد الشرع، التي استلمت الحكم بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد، تشكل تهديدا لأمنها، ويبدو أنها تضغط لإبقائها ضعيفة.

تطمينات الشرع وقلق إسرائيل 

ومنذ اللحظة الأولى للنظام السوري الجديد والإدارة السورية الجديدة تسعى إلى طمأنة الدول العربية والغربية بشأن نواياها، ووعدت بأن تكون سوريا شاملة لكل الأطياف مع استعادة العلاقات الدبلوماسية مع الحكومات التي نأت بنفسها عن الأسد.

 وقال الرئيس السوري أحمد الشرع لصحفيين أجانب في ديسمبر إن دمشق لا ترغب في خوض صراع مع إسرائيل أو أي دولة أخرى.

ترى إسرائيل أن ما تقوم به في الجنوب السوري خيار مشبع بالأمن والاستقرار، مع إمكانية فرضه فعلياً على أرض الواقع، مقارنةً بـ«شراء خطط وتطمينات» غير موثوقة قد تسقط مع المتغيّرات المقبلة في سوريا، التي يصعب استشرافها من الآن، حتى لو كانت هذه العروض تستند، وفق ما توحي به إشارات الشرع الأخيرة أمام الوفد الدرزي، إلى نيّة دمشق، بنسختها الجديدة، بلورة «اتفاقات أبراهام 2»، أي ضمّ سوريا إلى قطار المطبّعين مع الدولة العبرية، كما يرد في تحليلات الإعلام العبري. 

وعليه، فإن تطمينات الشرع وإشاراته تلك، لن تثني إسرائيل عن مواصلة مشروعها، الذي يقوم على استغلال الفرصة المتاحة اليوم لتطبيق خطط التفتيت التي أملت بها دائماً، مع العمل على أن تكون سوريا الجديدة تحت حكم نظام غير معادٍ لها وقادر على منع التهديدات عنها، سواء طبّع معها أو لم يطبّع. ويُعدّ ذلك مخالفاً لما دأبت على فعله في الماضي، حيث كانت تضغط نسبياً نحو تفكيك سوريا وقضم جزء منها بشكل مباشر أو غير مباشر، فحسب.

إسرائيل مطلوقة الأيدي 

بالفعل، فإن إسرائيل أصبحت مطلوقة اليد في الأراضي السورية تفعل ما تشاء فما بدأت إسرائيل تنفيذه على الأرض، والذي لا يبدو أنه يلقى أيّ معارضة مؤثّرة، سواء داخلية أو خارجية، هو بسط السيطرة المباشرة وغير المباشرة على هذا “الكانتون المحاذي”.

وفي الوقت ذاته، تترك الآخرين يعملون على تكوين سوريا الجديدة في المناطق المتبقية، على اعتبار أن أيّ ترتيب لاحق في المركز لن يكون بالضرورة متعارضاً مع الوقائع الإسرائيلية المفروضة في الجنوب السوري، الذي يُراد له أن يجد حلولاً مشابهة لما يتم العمل عليه مع الجانب الكردي شمالاً.

تضغط لإضعاف سوريا 

وقالت أربعة مصادر مطلعة إن إسرائيل تضغط على الولايات المتحدة لإبقاء سوريا «ضعيفة وبلا قوة مركزية» من خلال السماح لروسيا بالاحتفاظ بقاعدتيها العسكريتين هناك لمواجهة النفوذ التركي المتزايد في البلاد. 

وأضافت المصادر أن العلاقات التركية المتوترة في الغالب مع إسرائيل تعرضت لضغوط شديدة خلال حرب غزة، وأن مسئولين إسرائيليين أبلغوا واشنطن بأن الحكام الجدد في سوريا، الذين تدعمهم أنقرة، يشكلون تهديداً لحدود إسرائيل.

وتشير هذه الضغوط، وفقاً لوكالة «رويترز»، إلى حملة إسرائيلية منسقة للتأثير على السياسة الأميركية في منعطف حرج بالنسبة لسوريا، حيث يحاول الحكام الجدد في سوريا توطيد الاستقرار وحمل واشنطن على رفع العقوبات. 

وذكرت ثلاثة مصادر أميركية وشخص آخر مطلع على الاتصالات، أن إسرائيل نقلت وجهات نظرها إلى كبار المسئولين الأميركيين خلال اجتماعات في واشنطن في فبراير، واجتماعات لاحقة في إسرائيل مع ممثلين في الكونغرس الأميركي. 

وتشكل قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة حميميم الجوية الروسيتان في سوريا، منشأتين أساسيتين للحفاظ على نفوذ موسكو في الشرق الأوسط وحوض المتوسط وصولاً إلى أفريقيا. 

وشنّ الجيش الإسرائيلي فور إطاحة الأسد مئات الغارات على منشآت عسكرية وقواعد بحرية وجوية في أنحاء البلاد، لضمان منع سقوط ترسانة الجيش السوري في أيدي قوات الإدارة الجديدة، كما قال.

وتوغّلت قواته إلى المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان والواقعة على أطراف الجزء الذي تحتله إسرائيل. 

ورغم تنديد الإدارة الجديدة بالتوغّل الاسرائيلي، إلا أن أي مواقف عالية النبرة لم تصدر عنها إزاء اسرائيل. وكرّر الرئيس الانتقالي أحمد الشرع مرارا أن بلاده التي تواجهها تحديات عدة لا تريد الدخول في أي صراعات جديدة مع جيرانها. 

وتجري روسيا محادثات مع السلطات السورية الجديدة في محاولة للاحتفاظ بقاعدتها البحرية في طرطوس وقاعدة حميميم الجوية بالقرب من مدينة اللاذقية الساحلية. ودعمت قوات روسيا وسلاحها الجوي الأسد لسنوات في مواجهة المعارضة السورية.