كثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه على مختلف أنحاء قطاع غزة، تزامناً مع إعلانه توسيع العملية البرية في شمال القطاع وبدء قواته العمل في منطقة الشجاعية، رغم الأوضاع المأساوية التي يعانيها السكان في ظلّ القصف المكثف وشحّ المواد الغذائية والحاجات الأساسية، خصوصاً مع استمرار إسرائيل في منع إدخال المساعدات.
ومع تكثيف العدوان الإسرائيلي، قال أبوعبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إن "نِصف أسرى العدو الأحياء موجودون في مناطق طلب جيش الاحتلال إخلاءها في الأيام الأخيرة"، مضيفاً عبر حسابه بمنصة "تليغرام": "قرّرنا عدم نقل هؤلاء الأسرى من هذه المناطق، وإبقاءَهم ضمن إجراءات تأمينٍ مشددة، لكنها خطيرةٌ للغاية على حياتهم"، داعياً حكومة الاحتلال إلى التفاوض فوراً لضمان
إجلائهم أو الإفراج عنهم، محمّلاً في الوقت ذاته حكومة نتنياهو كامل المسئولية عن حياتهم.
وبشأن محادثات وقف إطلاق النار، قالت هيئة البث العبرية إنّ مصر تقدمت بمقترح جديد لوقف إطلاق النار في غزة. وبحسب الهيئة، فإنّ القاهرة "تقدمت بمقترح جديد لتسوية بخصوص وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بهدف سد الفجوات بين إسرائيل وحركة حماس".
وأشارت إلى أن "المقترح الجديد تقدمت به مصر خلال الـ24 ساعة الماضية، بهدف التوصل إلى توافق بين إسرائيل وحماس".
إلى ذلك، كشف موقع أكسيوس الأميركي أنه من المتوقع أن يصل المبعوث الخاص للرئيس الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إلى المنطقة الأسبوع الحالي، إذ سيلتقي في أبوظبي وزير الشئون الاستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية رون ديرمر، الذي يرأس فريق التفاوض الإسرائيلي بشأن قضية الأسرى، كذلك سيتوجه ويتكوف إلى الدوحة أو القاهرة لاستكمال المفاوضات بخصوص صفقة الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس.
قطع المياه عن القطاع
قال المتحدث باسم بلدية غزة حسني مهنا، إن "شركة مكيروت الإسرائيلية تقطع المياه عن القطاع التي تشكل 70 بالمئة من إجمالي الإمدادات المتوفرة لأسباب إما سياسية أو عسكرية".
وأشار المكتب الإعلامي للجان المقاومة في فلسطين، إلى أن الفيديو الذي بثته صحيفة نيويورك تايمز، الذي يكشف الرواية الكاذبة الصهيونية حول جريمة ومجزرة موظفي الدفاع المدني والهلال الأحمر في رفح، يكشف كذب مزاعم العدو الصهيوني، ويدلّل أن كل ما يتحدث به الجيش الصهيوني وقادة العدو ما هو إلّا افتراءات مكشوفة وباطلة، تهدف إلى تبرير جرائمهم النكراء.
وقال إنّ "الفيديو الذي بثته نيويورك تايمز يكشف الخلل القيمي والأخلاقي والإنساني المريع الذي أصاب المنظومة الدولية، وتخاذل المجتمع الدولي ومؤسساته كافة عن أخذ دورها في وقف المجازر والإبادة الجماعية ومحاسبة مرتكبيها"، مشيراً إلى أن "ما يشهده قطاع غزةعلى مرأى ومسمع من العالم، هو مسلسل متواصل من جرائم حرب وإبادة جماعية موثقة وتطهير عرقي كامل، تنفذها العصابات الصهيونية الفاشية الصهيونية بتواطؤ ودعم وسلاح وتشجيع أميركي وتخاذل دولي، وصل لحد الشراكة في هذه الجرائم".
وشدد على أن " الجرائم الصهيونية المتصاعدة بحق النساء والأطفال والشيوخ بحاجة إلى تحرّك عربي وإسلامي شعبي ورسمي فاعل وجاد لوقفها، وحان الوقت لكي تكون الأمة بمستوى التحديات التي تواجه وجودها".
جيش الاحتلال نفذ إعداماً وحشياً في رفح
أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، تعليقاً على شريط الفيديو الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، أن الجيش الإسرائيلي نفذ إعداماً وصفه بـ"الوحشي وغير المسبوق" بحق الطواقم الطبية والدفاع المدني في حي تل السلطان بمدينة رفح جنوب القطاع، في 23 مارس الماضي.
وقال المكتب الحكومي: "في جريمة جديدة تضاف إلى سجل الاحتلال الأسود، وثّق مقطع فيديو لحظات إعدام بشعة ومتعمدة ارتكبها جيش الاحتلال النازي بحق الطواقم الطبية والإنسانية وفرق الدفاع المدني، الذين استهدفهم بدم بارد أثناء أداء واجبهم الإنساني النبيل في المهمة الإنسانية وإنقاذ الأرواح"،
وأضاف أن مقطع الفيديو الذي "عُثر عليه في هاتف مسعف فلسطيني وُجدت جثته في مقبرة جماعية، كشف أن سيارات الإسعاف والدفاع المدني التي استُهدفت كانت تحمل علامات واضحة ومضيئة تدل على طبيعتها، وكانت أضواء الطوارئ تعمل لحظة استهدافها".
وشدد على أن ما أظهره الفيديو"ينسف بالكامل رواية الاحتلال الإسرائيلي الكاذبة والمضللة التي زعم زوراً أن المركبات اقتربت بطريقة مريبة دون إشارات واضحة، بينما يفضح الفيديو أكاذيب جيش الاحتلال".
وعدّ المكتب الحكومي هذه الجريمة "انتهاكاً صارخاً لكل المواثيق الدولية"، وحمّل المجتمع الدولي "مسئولية السكوت عنها"، وطالب بـ"فتح تحقيق دولي مستقل في جريمة إعدام الطواقم الطبية والدفاع المدني"، وإرسال "لجان تقصّي حقائق إلى المواقع المستهدفة، وزيارةالمقابر الجماعية التي أخفت إسرائيل وراءها فصولاً من الرعب والإبادة الجماعية الممنهجة".
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، قد نشرت اليوم السبت، شريط فيديو عُثِرَ عليه في هاتف مسعف استشهد بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي مع 14 آخرين من زملائه في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في 23 مارس/ آذار الماضي، وقالت الصحيفة إنها حصلت على الشريط من دبلوماسي كبير في الأمم المتحدة طلب عدم الكشف عن هويته.
نسف مبانٍ سكنية شمالي مدينة رفح
نسفت قوات الاحتلال الإسرائيلي مبانٍ سكنية شمالي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، للمرة الثالثة على التوالي.
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينين (أونروا)، اليوم السبت، أن 1.9 مليون شخص تشردوا قسرياً في قطاع غزة. وقالت أونروا، في منشور على "إكس" اليوم، إنه "منذ اندلاع الحرب في غزة، مرّ حوالى 1.9 مليون شخص، بمن فيهم آلاف الأطفال، بتشريدقسري متكرر وسط قصف وخوف وخسارة".
وأعلنت وزارة الصحة في غزة وصول 60 شهيداً و162 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية، مشيرة إلى أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس/ آذار 2025 بلغت 1309 شهداء و3184 إصابة.
ولفتت الوزارة إلى ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 50669 شهيداً و115225 إصابة منذ السابع من أكتوبر/ تشرينالأول للعام 2023.
معاناة إنسانية مستمرة
مع استئناف إسرائيل الحرب على قطاع غزة، يواجه الفلسطينيون مجدداً مأساة رحلة النزوح القسري.
ففي حي الشجاعية شرق غزة، تتجسد صور المعاناة الإنسانية في أبشع صورها، إذ تكرّرت المشاهد المؤلمة لنزوح العائلات والنساء والأطفال إلى وجهات غير معلومة ومصير مجهول، حاملين معهم القليل من الممتلكات والكثير من الألم.