أكد هاني إبراهيم الباحث المتخصص في نهر النيل في ورقة بحثية نشرها على حسابه على فيسبوك (Hany Ibrahim) حملت عنوان (مشكلات السدود الإثيوبية وأثرها على الموارد المائية في السودان ومصر: حالة سد أرجو ديديسا في حوض النيل الأزرق) أنه من ناحية الجوانب الهندسية فإن "سد أرجو ديديسا يمثل نموذجًا للتحديات التي تواجه مشروعات السدود الإثيوبية، حيث تُنفذ هذه المشروعات غالبًا دون مراعاة دقيقة للجوانب الهندسية والبيئية وهناك العديد من السدود في اثيوبيا تواجه مشكلات ابرزها ايضًا سد زاريما في حوض ستيت" اعالي عطبرة".
وقال إن "هذه المشروعات لا تضر فقط بالمصالح التنموية لإثيوبيا نفسها، بل تُحدث تأثيرات سلبية على دول المصب"، مضيفا ضمن توضيح "الأثر على دولتي المصب" أن "هذه المشروعات تُؤثر بشكل سلبي على المصالح التنموية لدولتي المصب السودان ومصر، مما يقتضي مراجعة شاملة للسياسات الإثيوبية المتعلقة بتطوير السدود، وضمان الامتثال للقوانين الدولية الخاصة بالأنهار الدولية".
وأشار إلى أن الأضرار تصل إلى زيادة الهدر المائي حيث "تعكس المشكلات الهيكلية في السدود الإثيوبية تزايدًا في الهدر المائي، ما يفاقم من تحديات إدارة الموارد المائية في حوض النيل الأزرق خاصة مسألة التسرب".
تفصيل الأضرار
واستعرض هاني إبراهيم المشكلات الهندسية التي تواجه السد وتأثيرها على الأداء حيث التسربات المائية موضحا: كشفت الدراسات الهندسية عن وجود مشكلات في استقرار المنحدرات ونفاذية التربة والصخور، مما يؤدي إلى تسرب المياه عبر جسم السد ودعاماته.
وأضاف "نتائج اختبارات لوجيون التي أُجريت على طول محور السد أظهرت أن أكثر من 57% من المواقع أظهرت إمكانية تسرب مفرط، مما يتطلب حقنًا لوقف التسرب. من هذه المواقع، تم تصنيف حوالي 19.04% ضمن فئات النفاذية العالية جدًا (Asfaw, et al., 2022).
استقرار المنحدرات: أظهرت التحليلات الحركية والثابتة أن بعض أجزاء الدعامات غير مستقرة، خاصة في ظروف التشبع، مما يهدد سلامة السد. (Asfaw, et al., 2021).
ولفت إلى توصية الدراسات بحقن الحواجز المائية إلى أعماق متفاوتة عند 40 متر الجبهة اليسرى و43 متر اليمنى و 53 متر عند الأساس المركزي للحد من التسربات وتحسين استقرار المنحدرات(Asfaw, et al., 2022,).
وأكد أن المشكلات على تدفقات النيل الأزرق تتمثل في ضعف كفاءة التخزين حيث يؤثر التسرب المائي على كمية المياه المحتجزة في السد، مما يؤدي إلى تقليل كمية المياه المتدفقة إلى السودان ومصر.
وألحق هذه المشكلة بمشكلة تأثير الغطاء النباتي على جودة المياه حيث عمليات الملء في ظل وجود غطاء نباتي تؤثر على جودته وترتفع نسبة الكلورفيل في المياه، مما قد يُحدث تغييرات سلبية في خصائصه.
وكان هاني إبراهيم وهو خبير مجموعة (نهر مصر الخالد تاريخ حضارة مستقبل) نشر تقريرا عن السد في الثاني من ديسمبر الماضي وأعاد التنويه له مع إعلان إثيوبيا نيتها إقامة سد جديد على النيل الأزرق.
وفي تقريره الفائت قال إن "تحليل صور الأقمار الصناعية الملتقطة بين شهري مارس وديسمبر تعطي تسلسلًا زمنيًا يُبين عدم استقرار إدارة المياه في سد أرجو ديديسا.".
وأضاف "أظهرت الصور الملتقطة في مارس ويونيو وجود غطاء نباتي في موقع بحيرة الخزان قبل بدء الملء، وهو ما قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية على جودة المياه عند بدء عملية الملء".
وتابع: "خلال يوليو، بدأت المياه تتجمع في الخزان، فيما أظهرت الصور التي تم التقاطها في سبتمبر اكتمال ملء السد تمامًا.. وكشفت صور نوفمبر عن نقص في كفاءة الاحتفاظ بالمياه، وصولاً إلى صور ديسمبر التي أظهرت تفريغ السد تمامًا من المياه".
واعتبر أن "هذا التسلسل الزمني يدعم التقارير التي تشير إلى وجود مشكلات في تصميم السد وفعاليته، مما يزيد من القلق بشأن تأثير هذه المشروعات على تدفقات المياه إلى السودان ومصر".
https://www.facebook.com/groups/289185612881093/?multi_permalinks=1187878229678489&ref=share
وسد أرجو ديديسا عبارة عن سد ترابي وصخري يقع على نهر ديديسا، أحد روافد النيل الأزرق، ويهدف إلى ري أكثر من 80 ألف هكتار (حوالي 200 ألف فدان) على جانبي نهر ديديسا. وتبلغ سعته التخزينية: 2.5 مليار متر مكعب، وارتفاعه: 50 مترًا، وطول البحيرة: 42 كم، في حين ان مساحة البحيرة الاجمالية غير متاحة.
ويمتد حوض ديديسا على مساحة 19.6 ألف كم² ويساهم بحوالي 5.6 مليار متر مكعب سنويًا في إيراد النيل الأزرق، وهو ما يعادل 16% فقط من حجم الأمطار التي تسقط على حوض ديديسا والبالغ 35.6 مليار متر مكعب سنويًا.
عمليات ملء السد
وكانت التقارير وصور الأقمار الصناعية قد كشفت أن السد الذي أنشأته إثيوبيا في 2016، كان يحتجز كميات مياه أقل من تصميمه بين عامي 2017 و2019، حيث تراوحت بين 1 إلى 1.5 مليار متر مكعب خلال شهور الفيضان. وفي محاولات لتحسين هذه المشكلة، تم الإعلان عن الانتهاء من السد في نهاية العام الماضي مع خطة لعملية الملء الكامل بحلول فيضان 2024. ومع تفريغ السد تماما وتكرار نفس سيناريوهات ملء وتفريغ السد خلال السنوات الماضية يتأكد ان المشكلات مازالت قائمة.
أهم المحطات الكهرومائية وسدود الري ومياه الشرب في حوض النيل بالجزء الاثيوبي في الدولة التي تتدعي انها لا تستفيد من مياه النيل .
تاريخ انشاء تلك المحطات والسدود من عام 1964 حتى 2023.
حوض النيل الازرق
تيس آباي 1
تيس آباي 2
قناطر شارا شارا
سد أنجريب
سد فينشا
سد أميرتي
سد نيشي
تانا بيلس
سد كوجا
ارجو ديديسا
سد رب
حوض ستيت " أعالي عطبرة"
سد تيكيزي
سد ميدميار
سد زاريما
حوض بارو اكوبو " السوباط"
سد ألويرو