بلطجة وفقر ومخدرات وارتفاع أسعار ..أوراق السيسي لقهر المصريين

- ‎فيتقارير

 

 

مع الانهيار الاقتصادي وارتفاع الأسعار وتزايد أعداد الفقراء والمعدمين في زمن الانقلاب الدموي بقيادة عبدالفتاح السيسي، يعاني الشارع المصري من انتشار الفوضى والبلطجة والمخدرات والإدمان، في وقت لم يعد فيه المواطن قادرا على الحصول على احتياجاته اليومية الضرورية .

في هذا السياق كشفت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي عن تفاقم أعداد المشردين والمتسولين بشوارع القاهرة من الرجال والنساء والأطفال، والباعة الجائلين، ومتعاطي المخدرات، والمسجلين خطر، ومعتادي السرقة بالإكراه، ما يمثل ظاهرة خطيرة تهدد استقرار المجتمع المصري كله.

ومن وقت إلى آخر يفاجئ المواطنون بشباب في حالة هستيرية تحت تأثير المواد المخدرة، فيما التقطت كاميرات المارة، صورة لفتاة بأحد الشوارع فاقدة الوعي وتصدر عنها حركات غير طبيعية لوقوعها تحت تأثير المخدرات.

كان نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي قد تداولوا مقطع فيديو من منطقة "شبرا الخيمة"، يظهر فيه 5 ملثمين مسلحين يحملون أسلحة نارية، ويطلقون النار بشكل عشوائي على عمارة من عدة طوابق مع غياب تام لقوات أمن الانقلاب، وهو ما أثار المخاوف من تكرار هذه الحوادث .

ويشكو الكثير من المواطنين من الغلاء والفقر وسوء الأوضاع، فيما قامت شابة بلطم خديها، وعبر بث مباشر خاطبت نظام الانقلاب بقولها: "مش عارفين نعيش".

وفي سياق انتشار الجريمة تتواصل جرائم خطف الأطفال من أجل إجبار أسرهم على دفع فدية مالية، كما تنتشر مصانع "بير السلم" بالمناطق الشعبية والنائية لتصنيع مخدر "الشابو" و"الأستروكس"، مع استمرار ما يعرف بـ "دواليب المخدرات" تحت الطريق الدائري حيث يتجمع الشباب الصغير للحصول على حصتهم لتوزيع المخدرات.

 

أوراق النظام

 

حول هذه الكوارث قال الكاتب والباحث عزت النمر: إن "ما يعيشه المصريون من أزمات يكشف الواقع الاقتصادي بلا تجمل، ويعرض تفاصيل حياتهم بصورة واقعية، لافتا إلى أن تقارير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء تؤكد ذلك بعدما أثبتت أن نسبة الفقر عام 2020، كانت من 35 لـ35.5 بالمئة، ثم  توقفت تقارير الجهاز، وهذا دلالة على انحدار أحوال المصريين".

ولفت النمر في تصريحات صحفية إلى أن تقارير جهاز الإحصاء التي ذهبت إلى أن نسب البطالة منخفضة؛ اعترفت بأنه ليس كل من يعمل يعيش من دخله حياة كريمة .

وأعرب عن أسفه من أن الواقع المصري يمر بمرحلة خطيرة من الفقر واليأس والجوع وغياب الانتماء وفقد الأمل، ما دفع قطعانا للمخدرات يأسا وهروبا أو اتجارا وتكسبا، وقطعانا أخرى امتهنت البلطجة لنفس الأسباب.

وأكد النمر أن نظام السيسي فشل في إدارة الدولة، معتبرا أن هذه الانحرافات ومعها الفساد هي محاولات من جانب الانقلاب لإشغال الشعب وإبعاده عن التفكير والإرادة.

وشدد على أن ما وصل إليه الوضع الاقتصادي والاجتماعي ناتج عن إرادة وقرار من نظام الانقلاب، بهدف إلهاء المواطنين وإبعادهم عن التفكير في مواجهة الفشل الذي وصل إليه السيسي .

وأعرب النمر عن اعتقاده أن المخدرات والبلطجة والإدمان وغيرها من أمراض، تحولت إلى أوراق في يد نظام الانقلاب لتسيير وقهر شعب من المغيبين والمكسورين .

 

300 ألف بلطجي

 

وعن دور أجهزة أمن الانقلاب قال : إنها "تستخدم البلطجية واللصوص والمدمنين للسيطرة على الشارع، وكم شاهدنا قوات الأمن تحتمي بالبلطجية، ومعروف من قبل ثورة يناير 2011، أن هناك 300 ألف بلطجي تستخدمهم الشرطة، ومعروف في طبيعة حكم العسكر أن الأمن السياسي هو المستهدف، أما الأمن الجنائي فليس أولوية، وربما يكون وسيلة إدارة للجماهير وتخويفها، فضلا عن فساد داخلية الانقلاب كمنظومة وكأفراد".

وحول غياب المجتمع المدني، أوضح النمر أنه حينما وصلت مصر لدولة فاشلة أو شبه دولة على يد السيسي، غاب المجتمع المدني لأن العسكر لا يستبقون أدوارا لأحد، مؤكدا أن المجتمع المدني الحالي جزء من سبوبة النظام وجزء من فساده .

وأضاف: غياب جماعة الإخوان المسلمين بمؤسساتهم وجمعياتهم ومساجدهم ورموزهم سبب انهيارا وخللا بالواقع الاجتماعي والاقتصادي؛ حيث كانوا رافعة للأخلاق والقيم وحافظة لقيم المجتمع، ومؤسساتهم الاجتماعية كانت منقذة للمجتمع بكل طبقاته من الانهيار والتفكك، فلما غاب دورهم الاجتماعي والديني وصل المجتمع إلى ما يعانيه الآن .

 

لقمة العيش

 

وكشف الباحث والكاتب الصحفي محمد فخري عن تردي الأوضاع في زمن الانقلاب بصورة غير مسبوقة، مشيرا إلى أنه منذ أيام أُعلن عن سعر تذكرة حفلة المغني الأمريكي إنريكي إجلاسيس بمدينة شرم الشيخ، وهي تزيد عن ربع مليون جنيه ، وهذا المبلغ قد يجمعه شاب مصري في الغربة بعد سنوات .يعكس حجم تدهور وانهيار قيمة العملة المصرية، كما يعكس حجم الفقر والتضخم الذي يعاني من ويلاته معظم المصريين .  

وقال فخري في تصريحات صحفية: "لك أن تتخيل مثلا الغلاء الفاحش الذي يعاني منه المصريون ليس في أسعار السيارات والعقارات فقط، ولكن في لقمة عيشهم اليومية، وفي أسعار الخضروات والفاكهة وباقي المنتجات الغذائية، ولا يقتصر الأمر على ذلك، لكنه امتد إلى أسعار المرافق والمواصلات وغيرها من تكاليف المعيشة" .

وأضاف : لا نتحدث هنا عن تكلفة الزواج نفسه الذي تراجعت نسبته، ولا عن معدل المواليد الذي انخفض لأول مرة منذ عقود طويلة، تحت ضغط تكاليف الحياة، لافتا إلى أن ذلك الواقع يوازيه تقاعس سلطات الدولة التنفيذية عن العمل في الشارع المصري وأداء دورها بالشكل الأمثل.

وأكد فخري، أن دور الأمن الجنائي اقتصر على الأداء المكتبي داخل الأقسام، وحتى هذا أضحى يستلزم وجود واسطة لإنهائه، وانعكس هذا على الشارع الذي انتشرت فيه الفوضى والبلطجة والمخدرات، بعد أن انحصرت اهتمامات الشرطة على الرد على قضايا الترندات.

وعن دور المجتمع المدني قال: إن "دوره غاب في مساندة أجهزة الدولة؛ لأنه تم تغييبه عمدا وقسرا من سلطات الانقلاب التي أغلقت الجمعيات وحصرت نشاطها في أهداف معينة، وسيطرت على بعض الجمعيات لجمع التبرعات، ما انعكس على إقبال المواطن على المشاركة والتبرع لغياب الثقة وانهيار المصداقية".