استعار بعض المسيحيين شمّاعة "الإخوان" على نهج الأنبا بولا، الذي كان أحد ممثلي الكنيسة في لجنة إعداد دستور ما بعد ثورة يناير خلال الفترة بين نهاية 2012 وبداية 2013. فقد قال أسقف إيبارشية طنطا الأنبا بولا، المشرف من قبل البابا تواضروس على عدة كنائس تابعة للأرثوذكس، ومنها كنائس البحيرة التي تضم مدرسة الكرمة، المتواطئة إدارتها مع موظف شاذ إلى حد العمى، إنّه "لم يظهر دليل إدانة واحد في واقعة تلميذ دمنهور 'ياسين'، وأرفض التعليق على أحكام القضاء، والحزن يملأ القلوب"؟!
وأضاف الأنبا بولا: "لا دليل على هتك عرض الطفل، ولام شمسية حولت الواقعة إلى 'ترند'.. وموضوع الطفل ياسين أخذ أكبر من حجمه، وتستغله جماعة الإخوان لتحويله إلى قضية طائفية.. الواقعة غير موجودة ولا يوجد دليل قاطع يمكن الاستدلال به لإدانة شخص عمره 80 عامًا".
وفي هذه الكارثة التي وقعت داخل مدرسة تابعة للكنيسة في البحيرة، استعار بولا نفس الشمّاعة التي يستخدمها السيسي عبر إعلاميين مثل إبراهيم عيسى، كما استشهدت بذلك إحدى المسيحيات وتدعى "فانيت صفوت فوزي"، التي عرضت مقطع فيديو لحلقة إبراهيم عيسى على قناة "القاهرة والناس"، وقالت نصًا (بعدما علمت أنه مضلّل): "وبالرغم من اختلافي في كثير من الأحيان مع إبراهيم عيسى (فهو عبد لقمته، وطلع على الحرة قبل كده يشكك في كل الأديان وده خط ماشي مع الأجندة العالمية)، لكن لما حد يقول كلمة حق حتى لو مختلفين معاه، من حقنا نستشهد بيها ونبروزها كمان!".
ثم تابعت نقل التضليل قائلة: "إبراهيم عيسى قال إنه تم تغيير الوصف القانوني للواقعة، وده لوحده يخلي الحكم في نفس الجلسة أمر غريب!".
وأضافت: "قال إن دي بروفة لثورة المفاصل (يعني ثورة تفكيك مفاصل الدولة).. وقال إن الإخوان نجحوا في إظهار قوتهم في الشارع وقدرتهم على الحشد وصنع فتنة (والحقيقة أنا أتفق جدًا مع هذا الرأي، حتى إن كثير من المسيحيين انساقوا للحشد وطالبوا على صفحاتهم بحق الطفل، من غير ما يفهموا أبعاد الموضوع وإيه الهدف من إثارته!)".
ويبدو أن هناك تعليمات كنسية باستعارة الشمّاعة نفسها، فقالت جورجيت مجدي: "كفاية حرام عليكم بجد، حضرتك اسمعي الأنبا بولا أسقف طنطا، واشمعنا ده اللي الكل بيتكلم عليه؟ محدش سمع صوتكم عن موضوع مريم وغيرها. الراجل ده معملش حاجة، ربنا قدر يجيب حقه 🙏. الإخوان هم اللي عملوها يا دكتورة ماري علشان يوقعوا البلد، بس مش هيقدروا. عارفة ليه؟ علشان كدبهم بان، وهنفضل زي ما البابا الحكيم العظيم البابا تواضروس قال: كلنا نسيج واحد، وهنفضل نحب بعض غصب عنهم!!".
الكذب الأعمى
تقول الحكمة: "إن كنت كذوبًا فكن ذكورًا"، ولذلك ذكّرهم مصطفى أحمد على فيسبوك بحالة محمد يحيى، وكتب: "محمد يحيى، شاب مسلم متدين وملتزم، سنة 2022 حصلت حريقة في كنيسة أبو سيفين في إمبابة، وكان محمد موجود وقتها، وما ترددش لحظة إنه يدخل قلب الكنيسة وسط النار والدخان عشان ينقذ الناس.. محمد أنقذ 14 روح بدون ما يهتم هما تبع إيه أو دينهم إيه، وخرج بإصابات كثيرة وبرجل مكسورة واختناق شديد، لكنه طلع ببطولة يشهد لها كل اللي شاف القصة.. محمد مواطن مصري سوي، تصرف بتديّن وبضمير وبدافع إنساني خالص، وهو ده اللي اتربينا عليه في بيوتنا وبين أهالينا ❤️".
وفي اعتراف فاضح، قال أحد شماسي الكنيسة في رسالة للطفل ياسين، ضحية المدرسة المسيحية: "الكنيسة فوق القانون يا ياسين يا حبيبي‼️".
رابط الفيديو
وقائع مماثلة
وعلى غرار حادثة الطفل ياسين، اعتدى شاب مسيحي قبل عامين على طفلة مسلمة تبلغ من العمر 5 سنوات، داخل دورة مياه في مدينة ملاهي مملوكة لعمه في حي شرق بمحافظة أسيوط. خرجت الطفلة من دورة المياه تصرخ والدماء تسيل من ملابسها.
وتقدمت أسرتها ببلاغ إلى الجهات المختصة، لكن تم الضغط عليها للتنازل، وهو ما رفضته الأسرة. وبفعل ضغط وسائل التواصل، اكتفت جهات التحقيق بإيداع الجاني في "دور رعاية" تابعة للكنيسة بحجة أنه قاصر.
الكنيسة فوق القانون؟
استنبط الصحفي عبد الحميد قطب (@AbdAlhamed_kotb) أن "استخدام الكنيسة لنفوذها والضغط على الأجهزة الأمنية والقضائية لتبرئة رعاياها، حتى لو كانوا مذنبين، واستخدامها أقباط المهجر كورقة لتخويف أجهزة الدولة، جعل الكثير من الأقباط يتجرؤون على أعراض المسلمين، وخاصة الأطفال والبنات الصغيرات، بعدما توفرت لهم الحماية الدولية والداخلية، وباتوا فوق القانون والمحاسبة، بل وفوق الدولة أيضًا".
رابط التغريدة