رغم بيان النيابة العامة بسلطة الانقلاب الذي رجّح فرضية انتحار طالبة كلية العلوم بجامعة الزقازيق، بعد سقوطها من الطابق الخامس، تتصاعد الشكوك في أوساط الطلاب حول وجود شبهة جنائية تم تجاهلها عمداً، وسط اتهامات بتورط مسؤولين داخل الكلية، على رأسهم عميد الكلية، في الحادث، وفقاً لتدوينات طلابية متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.
فبينما أكدت التحقيقات الرسمية أن الطالبة صعدت بمفردها إلى أعلى المبنى وتركت خلفها رسالة تُشير إلى نيتها الانتحار، يقول طلاب داخل الجامعة إن الكلية شهدت حالة من الارتباك والتعتيم عقب الحادث، وتم التضييق على من حاول التصوير أو التحدث للإعلام، كما تم منع المسعفين من دخول المبنى لفترة غير مبررة، ما أثار تساؤلات عن سبب التأخر في إنقاذ الطالبة رغم قرب سيارات الإسعاف.
"العميد المتورط"… رواية تتداولها الصفحات الطلابية
عدد من الطلاب نشروا عبر صفحات مغلقة تابعة لجامعة الزقازيق أن الطالبة الراحلة كانت على خلاف مع إدارة الكلية، وأشار البعض صراحة إلى تورط العميد في الضغط عليها، بل إن بعض التدوينات تحدثت عن "علاقات مشبوهة" تحيط بسلوكيات العميد، وأن هذه الطالبة كانت معها نسخة منها على محمولها الخاص ،من دون أن تصدر أي جهة رسمية تحقيقاً في تلك المزاعم أو توضح موقفها منها.
ووسط هذه الادعاءات، يبرز تساؤل ملحّ: لماذا لم تفتح النيابة العامة أو وزارة التعليم العالي تحقيقاً داخلياً شفافاً حول سلوك الإدارة الجامعية؟ ولماذا لم يتم استدعاء عميد الكلية للتحقيق معه أو الإدلاء بشهادته رغم تداول اسمه على نطاق واسع بين الطلاب؟
تجاهل "نسق التستر الإداري"
البيان الصادر عن النيابة العامة ركّز بشكل رئيسي على دوافع شخصية وانعكاسات نفسية محتملة أدت إلى الحادث، استناداً إلى محتوى هاتف الطالبة ورسائلها النصية، إلا أنه لم يتطرق إلى الأجواء داخل الكلية، أو طبيعة العلاقة بين الطالبة وإدارتها، رغم ما أثارته شهادات طلابية من شبهات تتطلب تحقيقاً داخلياً نزيهاً.
خبراء تربويون ومراقبون يرون أن تجاهل هذه الاتهامات قد يُرسخ مناخ الإفلات من المساءلة داخل المؤسسات التعليمية، خاصة في ظل تكرار حوادث غامضة بين الطلاب دون محاسبة واضحة، مطالبين بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في الواقعة تضم ممثلين عن نقابة المعلمين واتحاد الطلاب وجهات حقوقية.
صمت وزارة التعليم العالي
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تصدر وزارة التعليم العالي أي بيان يوضح موقفها من الحادث أو من اتهامات التستر على إدارة الكلية، بينما يزداد الغضب بين طلاب جامعة الزقازيق، الذين يتداولون هاشتاغات تطالب بكشف الحقيقة، واستقالة العميد، وفتح تحقيق شفاف في خلفيات ما جرى للطالبة التي تحولت من فتاة طموحة إلى "قضية رأي عام" وسط علامات استفهام بلا إجابات.