تشهد المفاوضات الإيرانية الأمريكية توترا كبيرا عقب مطالبة الرئيس الأمريكى الإرهابى دونالد ترامب إيران
بالتخلى عن تخصيب اليورانيوم ونقل مخزونها الحالى من اليورانيوم عالى التخصيب إلى الخارج وهو ما رد عليه مرشد الثورة الإيرانية على خامنئي بالقول: لن نتخلى أبدا عن تخصيب اليورانيوم، مؤكدا أن المقترح الأمريكي يتعارض مع مبادئ الجمهورية الإسلامية .
يأتي ذلك في وقت تستعد فيه طهران وواشنطن لجولة سادسة محتملة من المحادثات النووية، سعياً لتجاوز الخلافات المستمرة بشأن البرنامج النووي الإيراني، رغم عدم تحديد موعد أو مكان لهذه الجولة حتى الآن.
كانت إيران والولايات المتحدة قد عقدتا خمس جولات من المحادثات خلال الأسابيع الماضية، وهي أعلى وتيرة حوار بين الطرفين منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي عام 2018 في الفترة الأولى لرئاسة ترامب.
تخصيب اليورانيوم
من جانبه هدد الرئيس الأمريكي الإرهابى، دونالد ترامب، إيران، بأنها إذا استمرت في تخصيب اليورانيوم، فإنها ستُجبر الولايات المتحدة على التصرف بطريقة أخرى .
وقال ترامب ردا على رفض المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي القاطع للتخلي عن تخصيب اليورانيوم :
"لن يُخصّبوا. إذا فعلوا، فسيتعين علينا القيام بذلك بالطريقة الأخرى. وأنا لا أريد حقًا القيام بذلك بالطريقة الأخرى، ولكن لن يكون لدينا خيار آخر. لن يكون هناك تخصيب؛ فيما قال خامنئي: لن نستسلم أبدا.
البرنامج النووي
فى المقابل قال المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي : التخصيب جزءٌ أساسيٌ من البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية؛ لن نتخلى أبدا عن تخصيب اليورانيوم، فيما رفض المقترح الأمريكي، بالقول إنّه: يتناقض مع مبدأ: نحن قادرون، وهو مبدأ مهم بالنسبة لنا.
وأكد خامنئى في حفل أقيم بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين لوفاة روح الله الخميني، قائد الثورة الإسلامية. وردا على طلب ترامب بمنع جميع عمليات تخصيب اليورانيوم بموجب الاتفاق النووي أن حجر الأساس للاستقلال الوطني هو مبدأ: نحن قادرون. إذ أنّ الاستقلال الوطني يعني أن تقف الأمة الإيرانية على قدميها، ولا تنتظر الضوء الأخضر أو الأحمر من الولايات المتحدة أو غيرها من الدول .
وأشار خامنئي إلى أنّ العدو يركز على قضية تخصيب اليورانيوم لأن الصناعات النووية بدون تخصيب لا فائدة منها .
وأضاف : قلنا للأمريكيين: ما علاقتكم بالملف النووي الإيراني؟ الشعب الإيراني هو صاحب القرار .
ووجّه خامنئي جُملة اتّهامات إلى الولايات المتحدة بالتورط في حرب غزة، مؤكدا أنّ عليها الانسحاب من المنطقة. وشدد على أنّ دولة الاحتلال لن تستطيع توفير الأمن لأي دولة في المنطقة.
مجموعة الأزمات الدولية
حول هذا التوتر وأزمة البرنامج النووى الإيرانى قال على فايز؛ مدير مشروع إيران فى مجموعة الأزمات الدولية: هناك فجوات فى معرفتنا بالبرنامج النووى الإيرانى يجب معالجتها من أجل الحصول على فهم أساسى لحجمه ونطاقه الحاليين .
وأضاف فايز : قد يستغرق الأمر عدة أشهر حتى يتم تجميعها، ولكن من الأهمية بمكان أن تثق الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأطراف المشاركة فى المفاوضات فى فوائد عدم الانتشار التى قد تنجم عن الاتفاق .
اتفاق عام ٢٠١٥
فيما كشفت الوكالة الأمريكية أن إيران تمسكت بحقها فى إلغاء التزاماتها بتعزيز رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب اتفاق عام ٢٠١٥ بعد انسحاب الولايات المتحدة أحادى الجانب.
وقالت الوكالة ان طهران ترفض الاتهامات الغربية من أجل أن تُبقى على الأقل خيار تطوير سلاح نووى مفتوحًا، مؤكدةً أن أهدافها سلمية بحتة، ومع ذلك، حققت الجمهورية الإسلامية خطوات كبيرة فى تخصيب اليورانيوم خلال السنوات الأخيرة.
وأك تقرير سرى أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تمتلك ما يكفى من اليورانيوم المخصب إلى هذا المستوى لصنع تسعة أسلحة نووية إذا قامت بتكريره بشكل أكبر، وفقا لمعايير الوكالة.
وأضافت أنه لم يسبق لأى دولة أخرى أن خصبّت اليورانيوم إلى هذا المستوى العالى دون إنتاج أسلحة نووية. وغالبًا ما تستخدم محطات الطاقة النووية وقودًا مُخصّبًا بنسبة تتراوح بين ٣٪ و٥٪.
وقال مسئول أوروبى يتابع البرنامج النووى الإيرانى : إن برنامج التخصيب أصبح الآن متقدما للغاية حتى أنه لو تم إغلاقه بالكامل فإن الإيرانيين يستطيعون إعادة تشغيله وإعادة بنائه فى غضون بضعة أشهر .