الإمارات وحفتر يُساندان الدعم السريع في السيطرة على المثلث الحدودي مع مصر وليبيا

- ‎فيتقارير

أعلنت قوات الدعم السريع السيطرة على المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا، الأربعاء، بعدما أعلن الجيش في بيان انسحابه من المنطقة، وشارك ما يُسمى "الجيش الوطني الليبي" التابع لخليفة حفتر الهجوم مرتين على المثلث الحدودي في الأسبوع الماضي، وحاولوا الاستيلاء عليه وانتقم حفتر بتضييق الخِناق على الجاليّة واللاجئين السودانَيين عنده  كورقة لم تنجح بحسب محللين.

وانسحبت القوة المشتركة لاحقا من المثلث مما سمح لقوات الدَّعم السَّريعَ بالسيطرة عليه،  وقال الجيش السوداني: إن "مواقعه تعرضت لهجوم سافر من القوات المسلحة الليبية التابعة لخليفة حفتر في المثلث الحدودي".

وأكدّ الجيش السوداني أن "هدف الهجوم  الاستيلاء على المنطقة، وهو تعدٍ سافر على سيادتنا "، معتبرين أن "الهجوم امتداد للمؤامرة الدولية علينا تحت سمع وبصر العالم ".

وتعهّد الجيش السوداني بالتصدي لهذا العدوان، حيث إنه هجوم "على سيادتنا شعبًا و جيشًا وسننتصر ".

وقال المحلل العسكري العميد جمال الشهيد: إن "انسحاب الجيش من منطقة المثلث الحدودي بين ليبيا ومصر والسودان، جاء لأسباب تكتيكية بعد هجوم للدعم السريع".

وقال مراقبون: إن "الجيش السوداني تمكّن من صد الهجوم الذي نفذته عصابات الدعم السريع الإرهابية ضد المواقع العسكرية السودانية على المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا".

وبعد انتصار الجيش السوداني أدعت قوات المنقلب خليفة حفتر أنه نفّذ عمليات عسكرية ضد الدعم السريع.

وأشار إلى أنه هاجم المليشيات والعصابات في الجنوب الليبي على الحدود مع تشاد ومع السودان، ونفى تورطه بأي شكل من الأشكال في دعم عصابات الدعم السريع الإرهابية.

وقالت حسابات تابعة: إن "قوات حفتر أو ما تُسمِي نفسها (الجيش الوطني) في ليبيا دائما ينسقون مع الجيش المصري في مجابهة التنظيمات الإرهابية والتهديدات الأخرى التي تهدد الأمن القومي المصري و الليبي".

وقبل أيام، قال المتحدث باسم الجيش السوداني في بيان: إن "قواته أخلت منطقة المثلث المُطلّة على الحدود بين السودان ومصر وليبيا، وذلك في إطار ترتيباتها الدفاعية لصد العدوان".

وأضاف "في إطار ترتيباتها الدفاعية لصد العدوان، أخلت قواتنا اليوم منطقة المثلث المُطلة على الحدود بين السودان ومصر وليبيا".

وتقع المنطقة قرب مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وهي إحدى جبهات القتال الرئيسية في الحرب الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

 

https://www.facebook.com/groups/1523584271759503/?multi_permalinks=1891655148285745&hoisted_section_header_type=recently_seen

جبل العوينات

و‏يقع جبل العوينات عند النقطة الحدودية الحساسة التي تلتقي فيها مصر، وليبيا، والسودان، ويُعتبر من أبرز المواقع الاستراتيجية جنوب غرب مصر، ويُعرف بموقعه الوَعر وصعوبة الوصول إليه.

‏ونشرت مليشيا الدعم السريع فيديو أظهر عناصر مسلحة يُعتقد أنها تابعة لحميدتي تتحرك قرب الجبل، ما أثار مخاوف من احتمال استغلال المثلث الحدودي للتمدد أو التهريب أو فتح جبهة جديدة مع مصر.

‏يشار إلى تصريحات سابقة لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تحدّث فيها عن نية قواته الاستيلاء على ولاية الشمالية السودانية المتاخمة للحدود المصرية، كما ادعى في نفس التصريحات إسقاط 8 طائرات مصرية قال إنها كانت تقدم دعماً جوياً للجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان.

‏وإلى الآن، لم يصدر أي بيان رسمي من الجيش المصري أو وزارة الخارجية بشأن هذه التحركات أو الفيديو المتداول.

دعم إماراتي

وقال الصحفي السوداني غاندي إبراهيم: إن "الهجوم على المثلث بدعم وترتيب من دولة الإمارات العربية، من خلال قوات حفتر الليبية وقوات مليشيا الجنجويد التي هاجمت القوات المسلحة السودانية في المثلث الحدودي".

وأضاف أن دخول قوات حفتر الليبية إلي الحدود السودانية يُمثّل امتدادا للحرب الدولية التي تمارسها دولة الإمارات ضد السودان كدولة وشعب.

وأكد أنه بعد أن كانت الإمارات تستخدم دول ليبيا وتشاد كأرض إمداد وتدريب للمليشيا، الآن تقود خطا جديدا باستخدام مليشيا حفتر الليبية لتنفيذ مشروعها الاستعماري ضد السودان.

أما المحلل السياسي السوداني آدم عيسى Adam Iesa Ibrahim Hasabo فقال: "كل من مرّ على المثلث الحدودي في طريقه إلى ليبيا يعرف المعاملة القاسية التي يتعرض لها المواطنون في سفرهم، وأصحاب التجربة بهذا الطريق المهم يدركون ويستوعبون الاستقبال الذي وجدته قوات الدعم السريع عند دخولها للمثلث وكأنما  يقولون بلا وأنجلا (استخبارات الدواعش…المهم علي قوات الدعم السريع أن ترد التحية بأحسن منها، وللمثلث أهمية استراتيجية بالذات في موضوع الهجرة والتجارة والتعدين وأيضاً منطقة حدودية حساسة ولوجستية، والأهم أنها قطعت الطريق ومهدت لطريق آخر يفهمه من في بطنه (حرقص)..".

خطر قوات حفتر..

وبحسب المحلل السياسي السوداني إبراهيم الصديق علي؛ وصل أكثر من 260 عربة من المرتزقة الأجانب بقيادة كتيبة سبل السلام الليبية، إلى منطقة العوينات على الحدود السودانية المصرية الليبية، مساندة للمليشيا المتمردة هو ليس تحولا جديدا في الحرب وإنما انكشاف المستور والمخبوء وراء أجندة وأبعاد الحرب، والهدف زعزعة استقرار وأمن المنطقة وأهم دلالاتها:

– اقتراب الحرب من الحدود المصرية، حيث أصبحت لأول مرة على تماسّ مباشر مع الأراضي المصرية، بعد إخلاء القوات المسلحة للمنطقة كجزء من ترتيبات الرد..

– تهديد مباشر للولاية الشمالية، وأقصد هنا تحديداً، دنقلا والدبة، حيث الطريق مشهور بالتهريب ولديه خبراء ولا يمكن القول إنه سالك ، بل مغامرة ذات مخاطر عالية ، لكن الحذر واجب.

– تأكيد ودلالة التدخلات الأجنبية في السودان وتوظيف القوى الخارجة عن القانون من تجار السلاح ومهربي المخدرات والبشر وبعض المجموعات الإرهابية في غرب القارة الأفريقية كمرتزقة في الحرب..

والمثلث الحدودي بين مصر وليبيا والسودان منطقة صحراوية نائية تقع في النقطة التي تلتقي فيها الحدود الغربية لمصر مع الحدود الشرقية لليبيا والحدود الشمالية للسودان.

ويقع تقريبًا جنوب واحة الجغبوب الليبية، وجنوب غرب منطقة الواحات الداخلة والخارجة المصرية، ويمتد شمال منطقة وادي حلفا السودانية.

وللمثلث الحدودي أهمية جيوسياسية تتمثل في:

1. طبيعته الصحراوية: منطقة شديدة العزلة، قليلة السكان، مما يجعلها ملاذًا سهلًا لتحركات غير نظامية.

2. التهريب: لطالما استُخدمت في تهريب السلاح والبشر والوقود بين الدول الثلاث.

3. الفراغ الأمني: ضعف التمركز العسكري بها، خصوصًا من الجانب السوداني والليبي، جعلها ساحة تنافس بين:

الجيش المصري (الذي يراقبها جويًا ويُحكم السيطرة شمالًا).

ميليشيات في ليبيا (خاصة قوات حفتر).

قوات الدعم السريع السودانية، التي ظهرت مؤخرًا في تقارير عن توسعها في تلك المنطقة (2025) بسبب تراجع الجيش السوداني.

 

https://www.facebook.com/photo/?fbid=2856968414513501&set=a.478024669074566