شهدت أسعار الذهب فى السوق المحلى ارتفاعا كبيرا لتسجل أعلى مستوياتها منذ نحو شهرين، مدفوعة بتزايد الطلب على الملاذات الآمنة في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، وجاء ذلك بعد اشتعال الضربات العسكرية بين الكيان الصهيوني وإيران .
وعلى الصعيد العالمي، ارتفع سعر أونصة الذهب بنسبة 1.1% ، ليصل إلى 3444 دولارًا، وهو أعلى مستوى له منذ شهرين، مقارنة بافتتاح تداولات اليوم عند 3383 دولارًا، حيث يتداول حاليًا عند 3424 دولارًا للأونصة.
ويمضي الذهب في مسار صعودي لليوم الثالث على التوالي، متجهًا نحو تسجيل مكاسب أسبوعية تقارب 3.5%، بعد فترة من التذبذب والتحركات العرضية. ويقترب بذلك من أعلى مستوى تاريخي له عند 3500 دولار للأونصة.
التصعيد الأخير في الأعمال العدائية بين الكيان الصهيوني وإيران، إلى جانب التوترات المتزايدة بشأن المساعي الأمريكية لوقف البرنامج النووي الإيراني، دفع المستثمرين إلى الابتعاد عن الأصول الخطرة والتركيز على الذهب كملاذ آمن. وأدى ذلك إلى تراجع الاهتمام بالمفاوضات التجارية، حيث أصبحت المخاوف الجيوسياسية العامل الأكثر تأثيرًا في الأسواق حاليًا.
أسعار الذهب في السوق المحلي:
عيار 24: 5485.75 جنيه للجرام
عيار 21: 4800 جنيه للجرام
عيار 18: 4114.25 جنيه للجرام
عيار 14: 3200 جنيه للجرام
الجنيه الذهب: 38400 جنيه
الدولار
يشار إلى أن الارتفاع الكبير في سعر الذهب المحلي ناتج عن قفزة جديدة في سعر الذهب العالمي بسبب التوترات الجيوسياسية الناتجة عن العمليات العسكرية بين إيران والكيان الصهيوني.
من جهة أخرى وجد الذهب المحلي المزيد من الدعم من عودة سعر صرف الدولار مقابل الجنيه إلى الارتفاع في البنوك الرسمية أول امس بعد فترة من التراجع التدريجي، الأمر الذي ساعد على ارتفاع تسعير الذهب المحلي الذي يعتمد على سعر صرف الدولار مقابل الجنيه.
كما تعمل التوترات الجيوسياسية في المنطقة على زيادة الطلب على الدولار في مصر وهو ما سيعمل على رفع سعر الصرف وبالتالي يزيد من تسعير الذهب المحلي، الذي سيجد دعما مباشرا من سعر الصرف ومن ارتفاع متوقع لسعر الذهب العالمي كملاذ آمن.
حرب مفتوحة
حول هذه التطورات قال إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات، إن الأسواق العالمية تشهد حالة من القلق الشديد بسبب تطورات الصراع في الشرق الأوسط، الأمر الذي دفع أسعار الذهب إلى تسجيل قفزات كبيرة بأكثر من 1.4%، مع زيادة إقبال المستثمرين على الملاذات الآمنة.
وأوضح واصف فى تصريحات صحفية أن سعر أونصة الذهب في العقود الآجلة ارتفع بأكثر من 1.4%، ليصل إلى نحو 3450 دولارًا للأونصة، بينما سجل الذهب في المعاملات الفورية حوالي 3426 دولارًا ، في واحدة من أعلى المستويات التي يسجلها المعدن الأصفر في التداولات الفورية بعد تسجيل أعلى مستوى خلال أبريل الماضي عند 3500 دولار.
وأشار إلى أن هذا الارتفاع القوي جاء بعد إعلان الكيان الصهيونى عن تنفيذ ضربات عسكرية استهدفت منشآت نووية ومصانع صواريخ باليستية داخل إيران، إلى جانب اغتيال قادة عسكريين كبار، مع الإشارة إلى أن العملية قد تستمر لفترة طويلة، وهو ما يعزز المخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية مفتوحة، وهذا سيكون له تداعيات مباشرة على الذهب.
وأضاف واصف أن الأسواق بدأت في تسعير سيناريوهات أكثر تشاؤمًا، وهو ما دفع مؤسسات عالمية لتحديد مستهدفات جديدة لسعر الذهب قد تتجاوز 3500 دولار للأونصة إذا استمر التصعيد العسكري وامتد ليشمل أطرافًا إقليمية أخرى.
أسعار النفط
ولفت إلى أن أسعار النفط ارتفعت بنسبة تقارب 5%، وهو مؤشر إضافي على تصاعد حدة التوتر في المنطقة، مؤكدًا أن هذا الارتفاع في النفط عادة ما يدفع بأسعار الذهب إلى مستويات أعلى، بسبب المخاوف من اضطرابات في سلاسل الإمداد والتجارة العالمية.
وأكد واصف أن السوق المحلي يتأثر بتحركات الأسعار العالمية، مشيرًا إلى أهمية متابعة الأوضاع الجيوسياسية بدقة، مع الأخذ في الاعتبار أن استمرار التصعيد قد يفتح الباب أمام مزيد من التقلبات في أسواق المعادن والطاقة خلال الفترة المقبلة.