مع اندلاع الحرب بين إيران ودولة الاحتلال.. الأموال الساخنة تهرب والجنيه يتراجع أمام الدولار

- ‎فيتقارير

 

 

 

مع اشتعال الحرب بين ايران ودولة الاحتلال الصهيونى تراجع الجنيه أمام الدولار الأمريكي والعملات الأجنبية حيث قفز سعر الدولار أمام الجنيه بزيادة نحو جنيه و30 قرشا، ليقترب من حاجز الـ 51 جنيها في الدقائق الأولي من تعاملات الإنتربنك- سوق شراء وبيع الدولار بين البنوك- مقارنة بمستواه بببداية التعاملات وفق أسعار الصرف المنشورة على المواقع الإلكترونية.

وسجل الدولار 50.61 جنيهًا ، مقارنة بـ 49.85 جنيهًا قبل الحرب ما يمثل زيادة تقارب جنيهًا كاملًا .

من جانبها، أرجعت مصادر مسئولة الارتفاع إلى موجة خروج جزئية لاستثمارات الأجانب في أدوات الدين العام تجنبا للتوترات في المنطقة.

وكشفت المصادر أن التزام البنك المركزي بمرونة سعر الصرف وفق املاءات صندوق النقد الدولى تمنعه من دعم الجنيه في أوقات الأزمات .

 

مؤشر الهلع

 

فى هذا السياق أكد الخبير الاقتصادي الدكتور محمد فؤاد أن الأسواق المالية لا تتحرك بدوافع الخوف فقط، وإنما تعيد توزيع رؤوس الأموال استنادًا إلى قرارات استثمارية مدروسة، مشيرا إلى أن المسألة الأهم حاليًا لا تقتصر على خروج الأموال من مصر، بل تكمن في تتبع وجهتها المقبلة، وهو ما سيتضح خلال الأيام القليلة المقبلة مع افتتاح الأسواق العالمية، ومراقبة مؤشرات مثل "مؤشر الهلع"، وتحركات رؤوس الأموال بين الأسواق الناشئة والمستقرة.

وقال فؤاد، فى تصريحات صحفية : الأسواق لا تتحرك فقط بدافع الخوف، بل وفقًا لآليات إعادة توزيع رؤوس الأموال ما يعنيني الآن ليس فقط سبب خروج هذه الأموال، وإنما إلى أين تتجه ؟.

وأضاف: ينبغي مراقبة مؤشرات مثل مؤشر الهلع، وكذلك المؤشرات التي ترصد حركة الأموال من الأسواق الناشئة إلى الأسواق المستقرة كما يجب النظر إلى العقود الآجلة للجنيه مقابل الدولار نحن بصدد صدمة، وليست هذه المرة الأولى، فقد شهدنا موقفًا مشابهًا في أبريل الماضي، بالتزامن مع بداية الحروب التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب .

وتابع فؤاد : في شهر أبريل الماضى، شهد سعر الدولار ارتفاعًا كبيرًا، من نحو 50 إلى 51.25 تقريبًا، نتيجة تأثير التدفقات المالية واليوم، يتكرر المشهد ذاته، إذ ارتفع سعر الدولار بما يقارب جنيهًا أو 80 قرشًا، وذلك بسبب تأثير التدفقات على سعر الصرف .

 

سندات دولارية

 

وكشف أنه في يوم 11 يونيو، بعد إجازة عيد الأضحى، تم سداد سندات دولارية بقيمة مليار ونصف المليار دولار، واليوم خرجت تدفقات مالية بنحو 800 مليون دولار في ظل سياسة سعر صرف مرن. ومن المنتظر أن يتضح  مع افتتاح الأسواق العالمية، ما إذا كانت هذه التحركات مؤقتة أم أنها تشير إلى مسار طويل الأمد.

وعن امكانية تأثير الحرب بين إيران ودولة الاحتلال على سعر الدولار قال فؤاد: ارتفاع الطلب على الدولار وتمويل الخروج الجزئي لبعض المستثمرين الأجانب هو ما يخلق هذا الشعور العام الذي يحدد ملامح المشهد الراهن لافتا الى أنه وفق آخر البيانات المنشورة، تمتلك مصر نحو 38 مليار دولار من الأموال الساخنة، ومن غير المنطقي أن تخرج جميعها في يوم واحد. فعلى سبيل المثال، يوم الخميس الماضي، دخلت استثمارات بقيمة 400 مليون دولار، وقبلها بيومين دخل نحو 430 مليون دولار، بينما تأثرنا امس بخروج أموال نتيجة استحقاق سندات .

 

الأموال الساخنة

 

وقال الخبير المصرفي محمد عبد العال، ، إن الارتفاع الكبير في سعر الدولار يعود إلى موجة خروج الأموال الساخنة من الأسواق المالية، رغم تراجع الدولار على المستوى العالمي.

وأكد عبد العال فى تصريحات صحفية أن هذه الأموال شديدة الحساسية تجاه أي اضطراب اقتصادي عالمي، مما يدفعها إلى الهروب نحو ملاذات أكثر أمانًا.

 

عرض وطلب

 

وقال أستاذ التمويل والاستثمار الدكتور مصطفى بدرة، إن سعر الدولار يتحدد وفقًا لمعادلة العرض والطلب، موضحًا أن الارتفاع الحالي يعكس زيادة في الطلب على الدولار في ظل حالة من الاضطراب العالمي، بما في ذلك تأثير الحرب بين ايران ودولة الاحتلال على الاقتصاد العالمي.  

وأكد بدرة فى تصريحات صحفية أن هذا الارتفاع قد يكون مؤقتًا، متوقعا أن يعود الدولار إلى الاستقرار أمام الجنيه وربما تنخفض فيمته بمجرد تهدئة الطلب.

 

بيع الأصول

 

وأكد خبير البنوك والاستثمار الدكتور رشاد عبده أن ارتفاع الدولار مقابل الجنيه، نتاج طبيعي لحالة السوق المصرية، التي تديرها حكومة الانقلاب، عبر قواعد خاصة بها، تعتمد على إدارة سعر الصرف ليرتفع الدولار مقابل الجنيه في حدود ضيقة لا تزيد صعوداً أو هبوطاً عن 5٪ .

وقال عبده فى تصريحات صحفية ان حكومة الانقلاب تعتمد كلما ضاق بها الأمر على بيع أصل من الأصول العامة للأجانب، على غرار ما اتخذته من بيع مدينة كاملة برأس الحكمة للصندوق السيادي التابع لعيال زايد في الإمارات، ما أسهم في إنقاذ الجنيه خلال العام الماضي من التدهور الحاد، لينزل الدولار من مستوى 70 جنيهاً بالسوق الموازية إلى 50 جنيهاً في المتوسط لأكثر من 8 أشهر. 

وأشار إلى أنّ تراجع الدولار في الأسواق العالمية يعكس طبيعة السوق وآليات العرض والطلب عليه في الأسواق الأجنبية، التي تعكس تخوف المستهلكين من زيادة معدلات التضخم، وتحولاً في معنويات المستثمرين تجاه الدولار، وتخوفهم المتصاعد بشأن نمو الاقتصاد الأمريكي مع حرب التعريفة الجمركية التى أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب  وتراجع بيانات الوظائف الأمريكية، التي تدفعهم إلى عدم الرهان على صعود الدولار خلال الشهرين المقبلين على الأقل . 

وتوقع عبده ألا يصعد الدولار أمام الجنيه أكبر من النسب المقررة من قبل حكومة الانقلاب، خلال الفترة المقبلة، مع وجود خطط من حكومة الانقلاب لبيع المزيد من الشركات العامة والمملوكة لدولة العسكر إلى المستثمرين الأجانب، لتوفير السيولة اللازمة للدولار، زاعمة أنها ترغب في توسيع الملكية وإسناد دور كبير للقطاع الخاص في الاقتصاد.