بعد قرار قضاء السيسي بإعادة محاكمة ورثة كمال الشاذلي بتهم تضخم الثروة والكسب غير الشروع 13 يوليو، وكشفت تقرير خبراء الكسب غير المشروع، وتحريات الرقابة الإدارية والأموال العامة، أن الوزير الراحل كمال الشاذلى، تحصل على كسب غير مشروع عبارة عن أراضي مساحتها 20 ألف متر ببحيرة قارون بالفيوم بحق الانتفاع، وأراضى زراعية الباجور والتي تم تحويلها إلى مبان، ومبالغ مالية ضخمة، مستغلا صفته النيابية والوزارية، وأيلولة تلك الثروة إلى أفراد أسرته بعد وفاته.
وتساءل مراقبون عن سبب الانقلاب على معتز الشاذلي برغم أدائه التعريضي قبل البرلمان وبعده، حيث كان أكثر من ممتاز وسط إشادة من جميع من عرف والده من زملاؤه نواب الوطني المنحل وأبنائهم.
وفي أغسطس 2017 لوح السيسي برفع الحصانة عن معتز نجل كمال الشاذلي (أكبر أعمدة نظام المخلوع مبارك) كما سبق ذلك بشهرين اعتقال محمد كمال الشاذلي داخل دار القضاء العالي إثر قضايا فساد إلا أن إلا أنه عاد بعد تصالح الأسرة بـ32 مليون جنيه.
واليوم، تقدمت أسرة كمال الشاذلى، بطلب للتصالح حيث قاموا بتحويل وإيداع ملايين الجنيهات الى خزانة الدولة بجهاز الكسب غير المشروع الذى وافق على التصالح، وأصدر أمرا بالا وجه لإقامة الدعوى قبلهم إلا أنه تبين للنائب العام وجود ممتلكات أخرى لم يتم ردها للدولة وتم الطعن على القرار.
ومن جديد المشاهد المتعلقة بعائلة الشاذلي أن المستشار أحمد عقمان الشاذلي المحامي العام لنيابات المنوفية ، الذي “يشاع” إلى الآن أنه استقال والقي القبض عليه بتهم الاتجار في المخدرات من أقرباء كمال الشاذلي زعيم الحزب الوطني المنحل .
إلا أنه يبدو أن تحركات معتز (الصحفي بالأهرام) الأخيرة ومنها افتتاح مسجد باسم والده كمال الشاذلي في الباجور –المنوفية (دائرته الشهيرة) في فبراير الماضي كانت بمقابل عودة للأضواء والإعلان عن ترشح معتز الشاذلي في مجلس الشيوخ أو النواب بعد أن حرمه حزب (مستقبل وطن) في سبتمبر 2020 من النزول على قوائمه بعدما أعلن معتز الشاذلي عدم الترشح لانتخابات مجلس النواب الفائتة، بعد استبعاده من قبل القائمين على الحزب من التواجد بالقائمة الوطنية بمحافظة المنوفية وقرر منافسة حزب مستقبل وطن علي المقعد المخصص لدائرة الباجور.
محكمة طنطا
وقررت محكمة استئناف طنطا، إحالة ورثة كمال الشاذلي وزير الدولة الأسبق لشؤون مجلسي الشعب والشورى، إلى المحاكمة الجنائية مجددًا، بتهم تتعلق بالكسب غير المشروع، وتضخم الثروة بشكل لا يتناسب مع مصادر الدخل المشروعة، وإلغاء أمر حفظ القضية…استًغلال نفوذ والحصول على كسب غير مشروع.
وقالت المحكمة إن كمال الشاذلي وعائلته حققوا كسبا غير مشروع تجاوز30 مليون جنيه ومجموعة كبيرة من الأراضي والعقاًرات والفيلات حصل عليها الشاذلي من وزارات الإسكان والزراعة والاستثمار مسًتغلا منصبه الوظيفي دون أي وجه حقً.
وقدر المحكمة ثروة عائلة الشاذلي بنحو 3.5 مليار جنيه بحسًب تقارير لجان الخبراء في عام 2011 وأن المسًتحقات المطلوبة بلغ إجماليًهم نحو 25 مليون جنيه قيمة تحقيق كسب غير مشروع.
وندبت وزارة العدل في وقت سابق، المستًشار طه عبدالعليم قاضي التحقيق لحبس محمد نجل كمال الشاذلي وزير شئون مجلس الشعب الأسبق 15 يوما احتياطيا على ذمة التحقيقات في قضية اتهام الوزير الراحل بتحقيق كسًب غير مشروع مسًتغلا صفته ًالنيابية والوزارية وأيلولة تلك الثروة إلى أفراد أسًرته بعد وفاته، وذلك بعد التحقيق معه بتهم تحقيق كسب غير مشروع وتضخم الثروة كما تمت مواجهته بالتحريات والتقاريًر الرقابية التي أكدت إدانته بتحقيق كسًب غير مشروع كما كشفت التحقيقات في القضية رقم 14 لسنة 2011 عن قيام ورثة كمال الشاذلي بتحقيق كسب غير مشروع تجاوز 30 مليون جنيهً.
13 يوليو القادم
محكمة استئناف طنطا اليوم برئاسة المستشار محمد أبو زيد سليم، قررت إحالة قضية ورثة كمال الشاذلي أبناؤه؛ معتز، ومحمد، ومنى وأحد أقاربهم إيهاب ناصف خليفة إلى الدائرة الأولى بمحكمة الجنايات الاستئنافية لجرائم أمن الدولة العليا بتهم الكسب غير المشروع وتضخم الثروة بلا سبب قانوني، و تحديد أولى جلسات المحاكمة في 13 يوليو 2025 مع إلزام حضور المتهمين شخصيًا .
ودخلت القضية مرحلة المحاكمة أمام محكمة الجنايات بتهمة الكسب غير المشروع وتضخم الثروة، ومن المبكر بحسب قانونيين الجزم بالنتيجة، لكن الوضع القضائي يدين الورثة بشكل رسمي ويواصل المتابعة لاسترداد مزيد من الأصول المملوكة للدولة.
وقالت الصحفية مديحة عمارة Mady Madiha Emara : “شئ مضحك.. وشر البلية ما يضحك.. – بعد ان مات كمال الشاذلي وشبع موت منذ سنوات طويلة.. فجأة قرروا محاكمة أبنائه الورثة عن الكسب غير المشروع..”.
وأضافت ” كمال الشاذلي كان من أكبر الحيتان أبان حكم مبارك ومن أكبر لصوص هذا العصر الفاسد ومن أشد (المفتريين) فيه.. -وهو مات منذ سنوات طويلة ولم يحاكمه أحد، وورثه أبناؤه.. وطوال تلك السنوات بالطبع الثروات المنهوبة تضاعفت وتضاعفت وتضاعفت..
وتساءلت : “لماذا الآن والآن فقط انتفضت الجهات المسئولة وقرروا محاكمة ورثة اللص بعد الصمت الذى طال وطال؟!. الموضوع كده فيه إن !..
شكله تغطية على مصيبة ما أخرى، منكم لله فيما تفعلونه بمصر يا جبابرة. “.
وأضاف لها (عمرو عبدالرحمن)، “والواضح بما خبرناه من تعامل الحكومة الحاكمة كما هي منذ التسعينات حتي اليوم أنها سياسة (شوف العصفورة) لعبة معروفة جدا من (حبايبنا الحلوين) علي رأي الراحل الجرئ مصطفي شردي … والسؤال : هل هذه الحركة المفضوحة تخفي حقيقة أن مقولة كله هيتحاسب كانت أكبر كذبة صدقها المصريون؟ لم يحاسب احد من مجرمي الحرب ضد الشعب بل تم التصالح معهم ثم تسليمهم اقتصاد وسياسة واعلام البلد بالكامل احتكارا وإقطاعا واحتقارا للأمة المصرية”.
وقال وائل محمد المصري “.. هل فعلا ستسترد الحكومة الأموال المنهوبة ؟.. هل الحكومة فعلا جادة في اتخاذ إجراءات مع ورثة / كمال الشاذلي و تسترد أموال الشعب ؟ .. علشان يرتاح في قبره.. و لا ولاده ميش مهم عندهم راحة ابوهم AbdelFattah Elsisi – عبد الفتاح السيسي
وتساءل: “هل الحكومة جادة في مراجعة الوظائف التي منحها كمال الشاذلي و غيره لأقاربه و معارفه و الرشاوى .. – هل سيتم مراجعة فساد ورثة صفوت الشريف و فتحي سرور و غيرهم ممن استغلوا مناصبهم ام ان هذا شغل لجان إلكترونية كما يقول البعض ؟ “.
وأضاف، “لذلك لابد من الشفافية و الصدق أمام الشعب ليكون لك ظهير شعبي أمام الخونة لأن أكثر من ٣٠ سنة لرجال استغلوا السلطة في تعيين ناس أصبحوا هم عمود فقري للدولة بالرشاوي و نهب ثروات البلاد و نهب الأراضي و الاستثناء من القوانين فبذلك لابد من إطلاع الشعب في الاعلام إذا كنا نريد فعلا ابتغاء مرضاة الله و خدمة الشعب و بكل قوة لأن مثل هؤلاء الناس كانوا فاكرين أنه لا يوجد عليهم حساب أو قانون و أنهم فوق قانون الدولة .. و إلا تكون هذه الاخبار مفبركة للإلهاء و شغل لجان الكترونية كما يقول البعض !!!”.
وعن حصانة أمثال هؤلاء المتخطية لأشخاصهم إلى أسمائهم كتب وائل لطفي الصحفي بالدستور Wael Lotfy “من اغرب القضايا اللي حققتها في حياتي حوالي سنة ٢٠٠٢قضيةًنصب المتهم فيها محامي اسمه ياسر كمال الشاذلي من حيث الشكل هو شديد الشبه جدا بالوزير كمال الشاذلي ومن حيث الاسم اسمه الرباعي متطابق مع اسم اسرة الوزير الشاذلي ومن حيث العلاقات هو صديق فعلا لأبناء كمال الشاذلي وفيه صور كتير لهم مع بعض ..التهمة انه بيقول للناس انه ابن الوزير وبيأخذ رشاوى مقابل تعيين ناس في وظايف وتسهيل د مصالح معينة وفق تسعيرة ثابتة ..المدهش ان المصالح كانت بتتعمل فعلا ..قابلته وقابلت والده اللي هو محامي زيه واسمه الثلاثي متطابق مع الوزير كمال الشاذلي ..انكر الاتهامات وتم حظر النشر في القضية وكل عام وانتم بخير “.
https://www.facebook.com/photo/?fbid=24519337897669382&set=a.177479688948542
أداء تعريضي
وفي 23 يونيو 2013 انطلقت مظاهرة في المنوفية هتف المشاركون فيها “يمين شمال بنحبك يا كمال” وذلك بعد أن قاد معتز الشاذلي المسيرة اعتراضا على ما اعتبره إهانة لوالده من قبل الرئيس الدكتور مرسي بحسب منشور @rasha_elshamy.
وكرر الحشد وراء السيسي ففي سبتمبر 2019 جمع معتز كمال الشاذلي وهو نائب ب”مجلس شعب” مركز الباجور منوفية مؤيدين للسيسي وكان الثمن 200 جنية وسيارات ذهاب وعودة لمكان التجمع لتأييد تعديلات السيسي على الدستور..
ومحمد كمال الشاذلي يُوصف كرجل أعمال، ومعتز صحفي بجريدة الأهرام، لكن تفاصيل عن منى غير واضحة، وقد لا تكون الإعلامية منى الشاذلي ابنته بسبب اختلاف اسم الأب. منى الشاذلي الإعلامية تعمل كمقدمة برامج سياسية. أما المستشار أحمد محمد عثمان الشاذلي، فلا توجد أدلة تؤكد أنه شقيق منى الشاذلي، خاصة مع عدم وجود روابط عائلية واضحة مع كمال الشاذلي. الأسماء المتشابهة شائعة في مصر، والمعلومات تحتاج توثيقًا رسميًا للتأكد.
كمال الشاذلي
وتولى والده كمال الشاذلي منصب رئيس المجالس القومية المتخصصة وعضو الهيئة العليا للحزب الوطني الديمقراطي، وعضو مجلس الشعب عن دائرة الباجور في محافظة المنوفية، وانتخب نائبًا لأول مرة في البرلمان بعام 1964 وكان حينها بعمر الثلاثين عامًا، وظل نائبًا حتى وفاته.
وقد شغل عدة مناصب منها منصب أمين عام الاتحاد الاشتراكي في المنوفية، كما تولى منصب وزير الدولة لشئون مجلسى الشعب والشورى وذلك من 1993 حتى عام 2005، كما شغل منصب الأمين العام المساعد بالحزب الوطني وأمين التنظيم، كما كان زعيم الأغلبية بمجلس الشعب.
وفي 1966 حداث وفي انتفض أهالي “كمشيش” بالمنوفية ضد إقطاعيي القرية وكان دور كمال الشاذلي، التعاون مع الدولة ضد الفلاحين الذين قتل منهم خلال حكم “ناصر”، صلاح الدين حسين، قائد ثورة الفلاحين وزوج الناشطة اليسارية شاهندة مقلد، التي قالت: “اتفق السادات مع كمال الشاذلي رئيس لجنة الاتحاد الاشتراكي وقتها للإطاحة بكمال عطية من الاتحاد الاشتراكي دون إبداء أية أسباب.. ألقي القبض على أعداد كبيرة من الفلاحين تم ترحيلهم إلى القاهرة وأبلغنا جمال عبدالناصر بتلك المؤامرة وأفرج فورًا عن الفلاحين وعادوا إلى القرية مرة أخرى”.
وبعد رحيل عبدالناصر، انقطعت بالشاذلي السبل إلى أن وجد ضالته في انتقام السادات من مراكز القوى في 25 مايو 1971، حيث حرك أتوبيسات تقل أنصاره من المنوفية إلى القاهرة، وسط هتاف: “أفرم أفرم يا سادات”.
عاود الشاذلي الظهور في انتخابات 1972 بعد فوز صعب، ومع إعلان السادات إطلاق المنابر الحزبية تولى منصب سكرتير حزب مصر العربي الاشتراكي (حزب الرئيس) في المنوفية.
مع تحول اسم حزب مصر إلى الحزب الوطني، أصبح الشاذلي أمينا لتنظيم الحزب 1978، وهي المرحلة التي تعرف فيها الشاذلي بمبارك، ويحكي عن علاقته به في حديث بمجلة “المصور”: “علاقتي بسيادة الرئيس علاقة واضحة ليس بها مزايدة، فأنا اشتغل مع الرئيس مبارك منذ أن كان نائبًا، وكانت علاقة أخوية”، ليظل في منصبه حتى (2005)، بعد الإطاحة بالحرس القديم، الذي كان محسوبًا عليه، لصالح جمال مبارك وأحمد عز، الذي خلف الشاذلي في المنصب.
وفي رحيله في مثل هذا اليوم، تقدم الرئيس حسني مبارك وكبار رجال الدولة مشيعي الجنازة العسكرية لكمال الشاذلي بعد صلاة الجنازة عليه في مسجد “رابعة العدوية” بمدينة نصر.