يُواجه المزارعون في دلتا مصر وتحديدا في الشرقية والبحيرة أبرز المحافظات المصرية بزراعة الأرز تحدّيًا زراعيًا جديدًا تاليا لقرار منعِ زراعة محصول الأرز، بسبب استمرار الأزمة المائية في البلاد، وأثار القرار استياءً واسعًا بين الفلاحين لا سيّما أنّ زراعة الأرز تُعد مصدر رزق رئيسي للعديد من العائلات في الأرياف فضلا عن كونه المحصول الثالث في مصر من حيث الاكتفاء الذاتي.
واشتكى فلاحون من قرى مركز أبو كبير –الشرقية من أزمتهم مع شحِّ المياه منذ شهر مايو 2024 وحتى بقطع مياه الري بفعل فاعل عن الترع وإلحاق الضرر بحرق زراعات الأرز.
حساب المياه العذب نبه إلى أن "..فيضان النهر العظيم سيكون عاليا هذا الصيف وجميع بحيرات التخزين مملوءة عن آخرها السد الإثيوبي والسدود السودانية سعتها التخزينية عن آخرها، وعليه افتحوا مساحات زراعات الأرز على مصراعيها واستغلوا الوضع المائي الغزير بدلا من إهدارها في البحر المتوسط لتصدير الفائض من الأرز عن حاجة الشعب لجلب دولارات مليونية ".
ومن محافظة دمياط المعروف عنها زراعة أجود أنوع الأرز يواجه الفلاحون كارثة حقيقية تهدد مصدر رزقهم الوحيد، حيث تحولت ترعة الساحل إلى مجرى مليء بالقاذورات والمخلفات بعد أن جفّت مياهها بالكامل، في ظل غياب أي تحرك من المسئولين.
وقال فلاحون : "الأرز بيموت في الأرض" موجهين استغاثة عاجلة إلى وزير الزراعة ووزير الري ومحافظ دمياط، بعد أن ذبلت زراعاتهم من الأرز نتيجة نقص المياه، وفشل ري الأراضي منذ أسابيع.
وأوضح عدد من الأهالي أن هناك حلا عاجلا يمكن أن ينهي الأزمة فورا وهو فتح الماسورة المعدنية المارة من البحر إلى الترعة بجوار مستشفى كفر المنازلة، والتي تم غلقها من ناحية البحر، مشددين على أن مجرد إعادة فتحها سيعيد الحياة إلى الترعة.
منع زراعة الأرز
ويعد الأرز الوجبة الرئيسية لفقراء الشعب، إلا أن برلمان العسكر صدق على قانون أصدره السيسي يسجن أي فلاح يخالف قراره وتغض حكومة السيسي عيونها عن 40 ألف فدان هي إجمالي المساحة المعلنة لملاعب الجولف في مصر، والتي تستهلك نحو 600 مليون متر مكعب مياه، إذ تبلغ مساحة الملعب الواحد 100 فدان، وكمية المياه التي يستهلكها تكفي لري 10 أفدنة من المحاصيل الزراعية، هذا بالإضافة إلى حمامات السباحة الموجودة داخل الفيلات والمنتجعات السياحية، وثلاثة آلاف بحيرة صناعية بمساحة 159 فداناً تستهلك سنوياً أكثر من 1.62 مليار متر مكعب من المياه.
بديل من التقاوي
واقترح د.سعيد سليمان أستاذ الوراثة كلية الزراعة جامعة الزقازيق بأبحاث عملية صنف (قمح عرابي 1.2.3) المقاوم للجفاف، والصالح للزراعة في الأراضي الصحراوية والمالحة، وفعلا بدأت زراعة الأرز المقاوم للجفاف، في مناطق من السعودية منها مكة ونجران، وحققت نتائج مبهرة، إلا أنه في مصر ما زال غير مهتم به.
ومن مميزات صنف عرابي أن يقصر دورة زراعة القمح لما يقارب الأربع شهور فقط وزراعة ثلاث دورات في العام الواحد في نفس الارض، أحدهم قمح ومرتين للأرز.
وقبل أيام نشر د. سعيد لسيمان عبر Said Soliman إلى نجاح زراعة أرز الجفاف عرابي بالسطارة كما يزرع القمح في قرى أبيس بالإسكندرية، هذه الطريقة تعني أن الأرز يروى مثله مثل الذرة الشامية أي أنه لا يغمر، الكثير لا يصدقون إمكانية زراعة الأرز بهذه الطريقة و الكثير ممن حاولوا لم ينجحوا و لكن فلاحي أبيس مختلفون، بالإضافة لخبرتهم الكبيرة هم مثال للمثابرة و الجد و لا يستكبرون أن يتعلموا و يسألوا .. هذا هو ما يفرق بين مزارع و آخر .. خالص الشكر لهؤلاء المصرين المخلصين و للحاج رمضان و الحاج عيد علي هذه المجهودات الرائعة، و سنتابع معكم تطورات هذا الحقل و غيره من الحقول.
وأشار إلى طريقة زراعة الأرز بالتكثيفSRI .. وأنها طريقة معتمده في أكثر 60 دولة على مستوى العالم، و هي طريقة تهدف لإنتاج أعلي من محصول الأرز باستخدام مياه أقل و تقاوي أقل و تم تطبيقها هنا في مصر من خلال مشروع تابع للبنك الدولي و تحت رعاية وزارة الري منذ عام ٢٠١٢ و حتى ٢٠١٥ تحت إشراف دكتور سعيد سليمان كخبير دولي للأرز و حققنا نتائج مبهره من حيث الإنتاجية و معدل استهلاك المياه، نسعي بشكل حثيث لإعادة تطبيق و نشر هذه الطريقة في جميع أنحاء الجمهورية من أجل تعميم الفائدة ..
وجميع أراضي الدلتا تزرع الأرز بالغمر وهو ما يتناسب مع الموسم الفيضان الحالي ومهم للتوسع في زراعة الأرز من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي.