مجموعات “واتساب” تحت المراقبة.. سلطات الانقلاب تواصل اعتقال المتضامنين مع غزة

- ‎فيتقارير

تواصل سلطات الانقلاب الدموى قمع المصريين ومنعهم من التعاطف مع أهالى قطاع غزة ومواجهة حرب الإبادة الجماعية التى تشنها قوات الاحتلال الصهيونى ضدهم منذ السابع من أكتوبر 2023 أو على الأقل الضغط للسماح بتقديم المساعدات الإنسانية لسكان القطاع الذين يعانون من الجوع منذ مطلع مارس الماضى .

فى هذا السياق أصدرت نيابة أمن دولة العسكر قرارًا جديدًا بحبس سوزان محمد سليمان محمود (67 عامًا)، طبيبة جراحة، لمدة 15 يومًا احتياطيًا على ذمة القضية رقم 4880 لسنة 2025، على خلفية اتهامها بالمشاركة في تنظيم قافلة تضامنية لكسر الحصار عن قطاع غزة. 

كانت قوات أمن الانقلاب قد داهمت منزل الطبيبة منتصف ليل 12 يونيو الحالي، وجرى تعصيب عينيها واقتيادها إلى جهة غير معلومة، قبل أن تظهر لاحقا لدى نيابة أمن دولة العسكر، التي لفقت لها اتهامات بـ"الانضمام إلى جماعة إرهابية" و"نشر أخبار كاذبة"  .

 

مجموعات "واتساب"

وكشفت منظمات حقوقية أن الطبيبة سوزان تعرضت للاختفاء القسري لمدة تسعة أيام، داخل أحد مقار جهاز أمن الانقلاب، قبل عرضها على النيابة. 

وتستند الاتهامات، بحسب الجبهة المصرية لحقوق الإنسان، إلى تواجد الطبيبة في مجموعة مغلقة على تطبيق "واتساب"، كانت تناقش ترتيبات قافلة تضامنية متجهة من مصر إلى غزة في إطار التحركات الشعبية المطالبة برفع الحصار الصهيوني وفق مزاعم أمن الانقلاب . 

 

لافتة فلسطين

 

في سياق متصل، جددت محكمة جنايات أمن دولة العسكر (دائرة الإرهاب الثالثة في محكمة بدر) حبس ستة شباب من محافظة الإسكندرية لمدة 45 يومًا على ذمة القضية رقم 1644 لسنة 2024، المعروفة إعلاميًا بقضية "لافتة فلسطين". 

كانت قوات أمن الانقلاب قد اعتقلتهم في أبريل 2024، على خلفية تعليقهم لافتة على أحد كباري الإسكندرية تطالب بفتح معبر رفح وإدخال المساعدات إلى قطاع غزة. ولفقت لهم نيابة أمن دولة العسكر تهم الانضمام إلى جماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة والاشتراك في تجمهر. 

ومن بين المعتقلين عبد الله أحمد، عمر الأنصاري، شهاب الدين، محمد دياب، والقيادي العمالي شادي محمد، أحد مؤسسي المؤتمر الدائم لعمال الإسكندرية، واللجنة الشعبية للتضامن مع فلسطين في المدينة. 

 

دعم غزة

كما حققت نيابة أمن دولة العسكر مع سيف الدين عادل (24 عامًا – حاصل على بكالوريوس هندسة) على ذمة القضية 3562 لسنة 2025، وقررت حبسه احتياطيًا لمدة 15 يومًا، بتهم مفبركة تتعلق بـ"الانضمام إلى جماعة إرهابية" بعد اتهامه بالمشاركة في تعليق لافتات داعمة لغزة، والانضمام إلى مجموعة محادثات مغلقة على "واتساب". 

ألقت قوات أمن الانقلاب القبض على سيف من منزله في 13 مايو الماضي، وبقي قيد الاختفاء القسري لـ21 يوما، قبل أن يظهر في نيابة أمن دولة العسكر دون أن تتلقى أسرته أي رد على الشكاوى المقدمة إلى نائب عام الانقلاب . 

وأكدت تقارير حقوقية أن هذه القضية تضم ما لا يقل عن 20 شابا، جرى اعتقالهم تباعا في مايو الماضي، على خلفية تضامنهم العلني مع غزة، بعضهم شارك في فعاليات سلمية، وآخرون لم يُنسب لهم سوى تواجدهم في مجموعات محادثة لم تشهد أي نشاط ميداني. 

 

الحبس الاحتياطي

 

وكشفت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية أن حملة القمع ضد المتضامنين مع فلسطين منذ بداية العدوان على غزة في أكتوبر 2023 أسفرت عن اعتقال 186 شخصا موزعين على 16 قضية، جميعها أحيلت إلى نيابة أمن دولة العسكر بتهم تتعلق بالإرهاب. 

وقاًلت المنظنة : حتى يونيو الجاري٬ لا يزال 150 شخصا رهن الحبس الاحتياطي، بينهم ثلاثة أطفال لم تتجاوز أعمارهم 18 عامًا عند اعتقالهم، إضافة إلى عشرات الأشخاص الذين أطلق سراحهم بعد توجيه تهم أقل حدة، أو دون تحقيق رسمي. 

وأشارت إلى أن رقعة القمع توسعت لتشمل معارف أو أصدقاء المتضامنين، مؤكدة أن إحدى القضايا شملت شبابا لم يشاركوا بأي نشاط ، لكن تم القبض عليهم بسبب علاقتهم بمن توجه لهم سلطات الانقلاب اتهامات مفبركة أو لتواجدهم في مجموعات دردشة إلكترونية.