مع الذكرى السنوية للانقلاب الدموى بقيادة عبدالفتاح السيسي فى 30 يونيو 2013 على أول رئيس مدنى منتخب فى التاريخ المصرى الشهيد محمد مرسى تخرج علينا أبواق العسكر والمطبلاتية من أجل "اللت والعجن" والنفاق والتطبيل فمن جهة يزعمون أنهم أنقذوا مصر من جماعة الإخوان المسلمين وكأن الجماعة جاءت من الخارج واحتلت البلاد وهم الذين أنقذوها من الاحتلال رغم انها وصلت إلى الحكم عبر انتخابات ديمقراطية نزيهة لم تشهدها مصر قبل ذلك ومن جهة آخرى يزعمون أن السيسي حقق لمصر الأمن والأمان كما حقق انجازات لم تشهدها البلاد طوال تاريخها وفق زعمهم ويتناسون أنه باع وما زال يبيع الأرض للأجانب من تيران وصنافير وحتى رأس الحكمة ورأس جميلة وغيرها كما تآمر مع اثيوبيا لبناء سد النهضة باملاءات من عيال زايد فى الامارات لحرمان مصر من حقوقها فى مياه النيل .
فى هذا التقرير نكشف بعض الانجازات الفنكوشية التى حققها الانقلاب الدموى والكوارث التى ارتكبها فى حق مصر والمصريين في كافة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية.
الإصلاح الاقتصادي
تزعم عصابة العسكر أنها تعمل على تطبيق برنامج اصلاح اقتصادى فى حين أن الواقع يشير الى أنها تنفذ املاءات صندوق النقد والبنك الدولى من أجل الحصول على قروض وبدلا من الاصلاح ورط السيسي مصر فى ديون خارجية فقط تصل إلى 160 مليار دولار بالاضافة إلى ديون داخلية تتجاوز الـ 4 تريليونات جنيه ولا يعرف أحد من المصريين إلى أى مجال تم توجيه هذه الأموال باستثناء كروش عصابة العسكر .
وبخلاف الديون تعمل حكومة الانقلاب على استنزاف المصريين وتجويعهم من خلال زيادة الضرائب ورفع الأسعار وتقليص الدعم والغاء مجانية التعليم ومجانية العلاج بجانب وقف التعيينات وتسريح العمالة واغلاق الكثير من المصانع والشركات ما أدى الى انهيار مستوى المعيشة .
العشوائيات
يزعم نظام الانقلاب أنه نجح فى توفير سكن ملائم للمواطنين من خلال تطوير المناطق غير الآمنة، وغير المخططة وبناء مدن عمرانية جديدة متكاملة، وإنشاء وحدات إسكان في مدن قائمة بالفعل، مرورا بتطوير قطاع الخدمات والمرافق، وذلك في إطار عملية التنمية الشاملة التي تشهدها البلاد .
كما يزعم أنه قام بتطوير المناطق العشوائية ، والمناطق غير المخططة، ونقل سكان تلك المناطق، لمساكن جديدة تتوافر بها مقومات "الحياة الكريمة" ويدعى أن ذلك أسهم فى إعلان مصر خالية من المناطق العشوائية الخطرة، ودفع بمؤسسات دولية كبرى للإشادة بالتجربة المصرية في هذا الملف، وتحقيق رغبة المواطنين في تملك مسكنهم الخاص، عبر توفير قطع أراضٍ لمختلف شرائح المجتمع.
هذه المزاعم غير موجودة على أرض الواقع فالعشوائيات هى هى بل تزايدت وأصبحت أكثر سوءا مما مضى بسبب تزايد معدلات الفقر حيث تؤكد بيانات البنك الدولى أن أكثر من 70 مليون مصرى يعيشون تحت خط الفقر أى لا يستطيعون الحصول على الوجبات اليومية فهل يتصور أن يفكر واحد من هؤلاء فى تملك شقة أو وحدة سكنية من الوحدات التى يطرحها السيسي والتى يبدأ سعرها من 650 ألف جنيه ويصل إلى 3 ملايين جنيه ؟
مياه الشرب والصرف الصحي
تزعم حكومة الانقلاب أنها تولى اهتماماً كبيراً بمد وتدعيم خدمات مياه الشرب والصرف الصحي، وأن مشروعات مياه الشرب، شهدت تطورا ملحوظا فى خدماتها ومشروعاتها على مدار السنوات العشرة الماضية فى حين أن الواقع يؤكد تراجع مستوى هذه الخدمات عما كانت عليه قبل الانقلاب الدموى وأن مناطق كثيرة حتى داخل القاهرة الكبرى لا تصل إليها مياه الشرب وأن خدمات الصرف الصحى والنظافة تشهد تراجعا غير مسبوق ما جعل المصريين يعانون من سوء هذه الخدمات التى يأسوا من اصلاحها بعد تقدمهم بمئات الشكاوى التى لا تجد آذانا صاغية .
القطاع الصحي
القطاع الصحى يشهد كوارث غير مسبوقة حيث باع السيسي أغلب المستشفيات الحكومية ومعامل التحاليل ومراكز الدم والأمصال واللقاحات لعيال زايد فى الإمارات وللقطاع الخاص وبالتالى تم حرمان المصريين من العلاج المجانى ولم يعد أمام المريض الفقير إلا الموت .
ورغم ذلك يزعم الانقلاب أنه يضع المنظومة الصحية على رأس أولوياته، وأن قطاع الصحة في عصره، شهد تقدما، لم تشهده مصر خلال عقود سابقة، حيث تم تأمين الاحتياطي الاستراتيجي من الأمصال واللقاحات، وتنفيذ المشروع القومي للمستشفيات النموذجية، وإنهاء قوائم انتظار علاج المرضى خلال 6 شهور، وتأمين الاحتياطي الخاص بألبان الأطفال وافتتاح 32 مستشفى جديدا بجميع المحافظات وهذا كله يقوم على الخدمة مقابل الدفع فاذا كان أغلب المصريين يعيشون تحت خط الفقر ولا يحصلون على لقمة العيش فمن أين يدفعون للمستشفيات من أجل العلاج ؟.
قطاع التعليم
تعانى المنظومة التعليمية من الانهيار فى زمن الانقلاب فلا تعليم ولا مدارس ولا تربية ولا أخلاق فمع وقف التعيينات تعانى المدارس من عجز كبير فى أعداد المعلمين وبالتالى لا تستطيع تغطية الحصص وتضطر إلى الاستعانة بمدرسى الحصة بمقابل بخس بجانب أن المناهج التعليمية تشهد تراجعا وتغييرات دراماتيكة خاصة مع مجى المدعو محمد عبداللطيف وزير تعليم الانقلاب صاحب الشهادات المضروبة وهو صاحب مدارس خاصة كل تفكيره فى تحقيق مكاسب على حساب التعليم أما اعداد جيل مصرى يستطيع بناء البلاد ويمكن الاعتماد عليه فى المستقبل فهذا ليس له مكان فى تفكير هذه العصابة التى تهيمن على البلاد
كما يتفاخر نظام الانقلاب بانشاء نحو 27 جامعة أهلية رغم أن هذه الجامعات بمقابل مثل الجامعات الخاصة وهى خطوة يسعى الانقلاب لاحلالها محل الجامعات الحكومية وبالتالى الغاء مجانية التعليم خضوعا لإملاءات صندوق النقد الدولى وحرمان أبناء الفقراء من التعليم
حياة كريمة
يزعم نظام الانقلاب الدموى أنه يساعد ملايين الأسر الفقيرة من خلال مبادرة "حياة كريمة" ويعمل على الارتقاء بالوضع الإنساني، وتحسين جودة الحياة للمواطنين وهذا خلاف الواقع واذا كان الكثير من أهل القرى يحصلون على ملاليم حياة كريمة فان هذه الملاليم لا تكفى سداد فاتورة المياه والكهرباء والغاز التى تزايدت أسعارها بصورة جنونية فى زمن الانقلاب فأين تحسين جودة الحياة التى يتحدث عنها مطبلاتية العسكر اذا كان أغلب المصريين لا يستطيعون الحصول على لقمة العيش بسبب تزايد معدلات الفقر ما جعل المصريين يعيشون فى جحيم لا يطاق .
كما يزعم الانقلاب أنه يعمل على تنمية الريف المصري فى اطار هذه المبادرة رغم أن أهالى الريف يعيشون معاناة غير مسبوقة ولا يستطيعون تلبية احتياجات أسرهم الضرورية .
تمكين المرأة
يعمل السيسى على ما يسميه تمكين المرأة لتفكيك المجتمع وضرب الأسرة المصرية فى مقتل عبر تحريض النساء على الرجال ما أدى إلى زيادة معدلات الطلاق وانهيار الأسر وضياع الأطفال بمعدلات غير مسبوقة فى زمن السيسي كما ساهم تزايد معدلات الفقر فى تزايد معدلات الطلاق .
والسيسي لا يهتم بالمرأة ولا حقوقها ولا مستقبلها وانما هو ينافق الغرب لأن ضرب المجتمعات المسلمة من خلال المرأة هو مشروع غربى فى الأساس من أجل الحيلولة دون نهضة وتقدم هذه المجتمعات حتى لا تعود إلى سابق قوتها ويلجأ السيسي إلى خداع المرأة المصرية من خلال بعض الشعارات مثل "عام المرأة المصرية" الذى أعلن عنه عام 2017 وهو لا يقدم شيئا ذا قيمة فى هذا المجال .