منصات تُفنّد فبركة فيديو “داخلية” السيسي “حسم” بمقاطع “الاختيار” .. ومراقبون: الروايات من طرف منحاز بلطجة أمنية معتادة

- ‎فيتقارير

قبل أقل من 10 أيام جددت جماعة الإخوان المسلمين عدم علاقتها بما يسمى خلية (حسم) ، وأكدت أن رفضها للانقلاب العسكري بقيادة عبدالفتاح السيسي وعصابة العسكر سلمي، معتمدين أدبيات الجماعة في مواجهة العنف، وما أعلنه فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين من ميدان رابعة "سلمتنا أقوى من الرصاص" وذللك بعد أسبوعين من تداول الأجهزة الأمنية مقطع مصور لتدريبات "حسم".

واليوم تعيد داخلية السيسي المنوال، بإعلانها ضبط خلية في شارع فيصل (من فردين) أحدهما محكوم بالإعدام وأدعت أنهما قتلا مواطنا أثناء هروبهما وأن الشقة التي ينطلقون منها لتخطيط "هجمات" مضيفة أن الاشتباك أسفر عن تحييد عدد منهم (قتل) وضبط آخرين، إلى جانب العثور على أسلحة ومواد متفجرة وأجهزة اتصالات حديثة.

مشاهد  مسلسل الاختيار

 
وقالت منصة (التحقق بالعربي
FactCheckar): إن "الداخلية "المصرية تستعين بمشاهد من مسلسل "الاختيار" في بيان مداهمة أعضاء "حسم".

وأوضحت أن ما نشرته وزارة الداخلية المصرية منذ دقائق، بيانا مفصلا مصحوبا بمقاطع مصورة، قالت: إنها "توثق مداهمة الأجهزة الأمنية المصرية لأعضاء من حركة "حسم" في الجيزة، وتصنف مصر حسم على أنها حركة إرهابية".

وحللت المنصة بعض مشاهد البيان، وتوصلت إلى أن "هناك عددا من لقطات المداهمة، وتحركات القوات والمراقبة، مأخوذة من مسلسل "الاختيار" الذي عُرض على ثلاثة أجزاء، ولم يُشر بيان وزارة الداخلية إلى أن هذه اللقطات مأخوذة من مشاهد درامية أو أرشيفية".

شمل البيان مشهدين رئيسيين من مسلسل "الاختيار":

مشهد مداهمة أطفيح بتاريخ 4 يوليو 2001

ومشهد تمثيلي لعملية القبض على همام عطية، مؤسس تنظيم "أجناد مصر".

وأشارت إلى أنه "بتحليل الفيديو لا يؤكد ولا ينفي حدوث عملية فعلية ضد حركة "حسم" داخل القاهرة الكبرى، لكنه يركز على التحقق الفني من اللقطات المصورة، وهو جزء أساسي من عمل التحقق من المحتوى والمواد المتداولة على مواقع التواصل بما فيها الجهات الحكومية".

https://www.facebook.com/factcheckAr/posts/pfbid034zaS9BrvQY76bE4aaXzgDhkT4QpmBmFWxHrAWGS3ujdYxrTAScaCNLtYDX2h5HXGl
 

الكاتب الصحفي قطب العربي (متخصص بتغطية الشأن العسكري إبان عمله بجريدة الشعب) علق على المقاطع قائلا: "بعد بسم الله، أنا موقفي ثابت وقديم ضد العنف والإرهاب، أنا مع التغيير السلمي وليس بالسلاح، واللي عايز يتأكد يراجع مقالاتي ومداخلاتي … إلخ.".

وأضاف " الداخلية مهدت لبيانها بإعلانات على القنوات، ثم حذفتها ثم ظهرت ببيان مصور خلاصته أنها حاصرت وكرا اختبأ به عضوان من حركة حسم، وبعد تبادل إطلاق النار تم تصفية العنصرين ، وأكد البيان أنها كانت خلية لحركة حسم التي أحيت نشاطها، وأعدت خططا لعمليات تخريب واغتيالات … إلخ".

وأشار إلى أنه مبدئيا، "مصداقية الداخلية مضروبة في مثل هذه البيانات، ولدينا تدقيق من إحدى منصات التدقيق المهمة كشف أن عدة لقطات في بيان الداخلية مأخوذة من مسلسل الاختيار(الرابط في التعليقات هتشوفوا كمان اللقطات المتطابقة في الصور)".

وعن هدف الداخلية من إعلان البيان، ربط بين "الحالة العامة في البلد" والبيان وقال: "النظام من أسابيع بيعلن عبر أبواقه أن مصر بتتعرض لمؤامرة كونية، ولم يستطع تقديم دليل على ذلك في مواجهة مطالبة الكثيرين له بتحديد أطراف هذه المؤامرة، والآن هو يحاول تقديم  دليل بغض النظر عن مدى صدقه.".

ولفت إلى أن "المعتقلين بسجن بدر 3 وهم  قيادات الصف الأول في حكومة الدكتور مرسي رحمه الله وفي جماعة الإخوان نجحوا في كسر الحصار المفروض عليهم، وتمكنوا من تسريب رسائل أعلنوا فيها دخولهم في إضراب مفتوح عن الطعام  حتى الموت، بل إن بعضهم حاول الانتحار فعلا ، بسبب محاولة النظام تصفيتهم عبر الموت البطيء، وهناك حالة تعاطف متصاعدة مع معركتهم من أجل حريتهم ، وقيادة السجن حاولت التقفيل على الموضوع وثنيهم عن الإضراب،  لكنها فشلت فكان لازم صناعة حدث كبير لصرف الانتباه عن معركة المعتقلين".

وأبان أن "النظام طيلة الأسابيع الماضية كان حريصا على إحياء فزاعة الإخوان لتخويف بعض الفئات الداعمة له والتي تتململ الآن، وكذا تخويف الداعمين الإقليميين الذين بدأوا في خفض دعمهم وقد يوقفوه، الجميع يشعر بالأزمة الاقتصادية الكبيرة من غلاء فاحش، وانهيار قيمة الجنيه، وارتفاع الديون  ولابد للنظام أن يخترع أي حدث  لتذكير الناس  بنعمة الأمن اللي لازم يسكتوا عن أي شيء آخر مقابلها".

وأكد أن "المطالبات المتصاعدة محليا وخارجيا للنظام بفتح معبر رفح وإنقاذ أهل غزة الذين يموتون بالفعل من المجاعة الآن ، والجهة الوحيدة القادرة على الإنقاذ هي مصر،  وفي مواجهة هذه الضغوط لازم النظام يخترع حدثا كبيرا ليكون ذريعة للتهرب من هذا الاستحقاق.".
 

واستنبط أنه "لا يهم النظام أن هذا الإعلان هو رسالة سلبية جدا للاستثمار، المهم بقاؤه على الكرسي بهذا الإعلان يثبت النظام أن الأمن لم يستقر بعد، وأن الإرهاب لا يزال يضرب في مصر، وهو  ما يدفع أي مستثمر للانصراف عن مصر".

وجدد العربي كما جددت الإخوان موقفها من العنف وقال: "أنا ضد العنف والإرهاب أيا كان مصدره ومع التغيير السلمي،  وحين أتيقن من  وجود عمل إرهابي فلا أتأخر في إدانته ، ولكني لست مستعدا لتسليم عقلي لروايات محل شك".

https://www.facebook.com/kotbelaraby/posts/pfbid0db1HzaUwWTTszDcP7XundAs1tEjv2m1j2t2mtodKLtRJzdyyK2uXiGsYrVtfFg5Ll

البيانات المضروبة

الإعلامي والحقوقي هيثم أبو خليل عبر حسابه استدعى نموذجا واضحا للتلفيق والفبركة اعتادته داخلية السيسي ببياناتها وقال: "إذا كنت لا تزال تصدّق بيانات وزارة الداخلية المصرية، فانتبه جيدًا: أعلنوا القبض على عمر عادل عبدالباقي، ثم بعد أسبوع فقط، أعلنوا "تصفيته" ضمن خلية إرهابية مزعومة في صحراء الفيوم!".

وأكد أنه "باعترافهم وبما نشرته وسائلهم الرسمية، موقع البوابة نيوز التابع لعبد الرحيم علي نشر خبر اعتقال الشهيد عمر عادل يوم 15 يوليو،

والصور أمامكم، والرابط ما زال متاحًا:

http://www.albawabhnews.com/2615684

ومجددا نبه إلى أن "وزارة الداخلية بعد 7 أيام وهو في حوزتهم وحرزهم  يوم 23 يوليو تحديدا،  لتقول إنه إرهابي قُتل في "اشتباك مسلح" مع 7 آخرين من تنظيم "حسم الإخواني الإرهابي".

https://www.facebook.com/MoiEgy/posts/1481876358522689

وتساءل في ضوء هذا الاستعراض المدعوم بالبراهين "هل ما زلت تثق في بيانات الداخلية المصرية؟..  افضحوهم…  طالبوا بالعدالة… اعملوا من أجل القصاص.".

 

https://www.facebook.com/haythamabokhalil/posts/pfbid0NA2fLx4yMnEKMerjA8P7gQHdPSPZGvHVeTHnksxq8g1ZtfbpB9GvZzAtrn3P4ZKpl

رمزية من مستقل

والفبركة معتادة من داخلية النظام منذ عهد المخلوع، والكاتب المستقل محمد مصطفى موسى (سبق أن اعتقلته داخلية السيسي لآرائه المستقلة) وعبر

Mohammed Mostafa Mousa لفت إلى أنه "في التسعينات انشغل الرأي العام بحادث تصفية ضابط شرطة برتبة رائد وأبيه اللواء المتقاعد بعد تبادل إطلاق النيران مع قوة أمنية من بلكونة منزلهما".

وأضاف، "وقتها وصفت الصحافة الرائد بأنه كان يمارس البلطجة ويُرهب نجمة سينمائية مشهورة وغير ذلك من الأعمال غير القانونية، كنت طالبا أدرس الصحافة، وكان يدرسنا مادة الإخراج الصحفي سكرتير تحرير من الأخبار نسيت اسمه الآن".

وتابع: "بطبيعة الحال كان الحادث الغريب الذي وقع في أرض الجولف بمصر الجديدة مثار مناقشاتنا مع الأستاذ الذي قال: إن "الحكاية وما فيها أن مسؤولا أمنيا كبيرا أمر بتصفية ذاك المقدم لإبعاده عن الممثلة التي تروق له، موضحا أن علاقة ما جمعت بينها وبين القتيل في وقت سابق.".

وأكمل، "ومضى قائلا: لذلك تخيرت لها صورة بجوار الخبر على صدر الصفحة الأولى وعلى وجهها ترتسم ابتسامة شماتة.

بعد الحادث تساءل الراحل مصطفى أمين في زاويته "فكرة": ألم يكن من الأفضل عمل كمين للقبض على الضابط عوضا عن استحضار هذا المشهد الدموي إلى الشارع؟".

ورمز موسى الحدث قائلا: "فما أشبه حاضر مصر بأمسها.".

https://www.facebook.com/mohammed.mostafa.mousa/posts/pfbid0xtdPwZfWzUHVTTjFrgkCigAnf1BudxcNxj874fNdrvGEvi3f9wTDad3Bu7mNVGo2l

المعلق الأكاديمي د.يسار نجم فك بعض رمزيات ما متب موسى فأشار عبر Yasser Negm إلى أن الحدث الذي أشار إليه لم يكن في "ارض الجولف..كان في منطقة جامع الفتح ..بموازاة مترو عبد العزيز فهمي..على بعد شارعين من بيتنا وقتها..والممثلة هي هالة صدقي".