اُختُطف مطلع يوليو الجاري ووالده. . طالب الطب المغدور إيهاب عبداللطيف يفضح بلطجة السيسي وداخليته

- ‎فيحريات

 

زعم بيان نشرته داخلية المنقلب الدموي عبد الفتاح السيسي في 20 يوليو الجاري أنها قتلت الطالب بكلية الطب إيهاب عبد اللطيف، زاعمة أنه عنصر بحركة حسم "إرهابي" وأنه كان شريكا لأحمد غنيم في "إحدى الشقق بمنطقة بولاق الدكرور، وأنهما أخذاها وكرًا لاختبائه، وزعمت أنهما كانا يمهدان "لتنفيذ المخطط الإرهابى.

إلا أن إيهاب عبد اللطيف طالب الطب اختفى قسريا منذ اعتقاله في 2 يوليو الجاري وفي 7 يوليو 2025 اعتقلت الأجهزة والده عبداللطيف محمد عبدالقادر ووالدته، واللذين ظلا مختفيين قسريا إلى الآن كما والدة العائد من السودان بعد مقتل والده بالإهمال الطبي في سجون عبدالفتاح السيسي خلال العام المنقضي أحمد غنيم.

واعتبر مراقبون أن تصفية إيهاب عبداللطيف جسديا جاءت ضمن مجموعة من أكاذيب الداخلية المعتادة التي قتلتهم في 7 يوليو وأخفت التفاصيل جميعها بما فيها مقتل المواطن الشاب (جار شقة بولاق الدكرور- فيصل) والادعاء بإصابة ضابط شرطة في تبادل إطلاق النار مع إخفاء هاردات كاميرات الدائرة حول أماكن الأحداث، بحسب زعمهم.

أسئلة مشروعة

وعبر حقوقيون ومستقلون عن تساؤلات مشروعة توصلت في النهاية إلى أن رواية داخلية السيسي غير موثوقة وغير منضبطة بالحقيقة.

ونقل الناشط ياسر شلبي (Yasser Shalaby) عن الشبكة المصرية لحقوق الإنسان التي طالبت بإجابات عما أصدرت وزارة الداخلية المصرية، الأحد الموافق 20 يوليو، بيانًا رسميًا أعلنت فيه تصفية عنصرين من حركة “حسم”، وصفتهما بأنهما “شديدا الخطورة”، وذلك بعد تصفيتهما ب13 يوما بحسب ما ورد في البيان.

وأشارت الوزارة إلى أن أحد الذين تمت تصفيتهم هو: إيهاب عبد اللطيف محمد عبد القادر، (صورة ) زاعمة أنه: "عنصر بالحركة الإرهابية، مطلوب ضبطه وإحضاره في القضية رقم 1126 لسنة 2025، بتهمة محاولة استهداف عدد من الشخصيات المهمة.

وأكدت الشبكة  أنه منذ لحظة صدور البيان ظهر اليوم، بدأ فريق البحث والرصد في الشبكة المصرية لحقوق الإنسان العمل على التحقق من ملابسات الواقعة، ومن خلال مصادره الخاصة، توصّل إلى ما يلي:

إيهاب عبد اللطيف، يبلغ من العمر 25 عامًا، طالب بالفرقة الخامسة في كلية الطب – جامعة بنها ، اختفى فجأة عقب أداء امتحانات بعض المواد في نهاية العام الدراسي الحالي، ولم تتلقَّ أسرته أي معلومات عنه حتى اليوم الذي أُعلن فيه عن تصفيته وكانت أخر زيارة لأسرته يوم 2 يوليو الحالي وبعدها انقطعت أخباره.

وتساءلت الشبكة الحقوقية "أين كان إيهاب طوال هذه الفترة منذ الثاني من يوليو إلى يوم تصفيته في السابع من يوليو ؟ و هل فعلا قام الأمن باعتقاله وإخفائه قسرا طوال هذه الفترة، حيث لم يُعرض على أي جهة تحقيق؟".

 

إيهاب متفوق دراسيا

وكشفت الشبكة أن إيهاب "كان متفوقًا دراسيًا، يعيش مع أسرته في حي القومية، أحد أرقى أحياء مدينة الزقازيق، ويعرفه الجميع بأنه محب للسفر والترحال، يتنقل بين المحافظات بدراجته، وكان يحلم بأن يصبح جراحًا معروفًا، متسائلة مجددا "هل تنطبق عليه صفات العنصر الإرهابي شديد الخطورة ؟ أم أن مجرد الاختفاء القسري أصبح تمهيدًا معتادًا للتصفية ثم التلفيق؟".

بلا حكم قضائي

وأكدت الشبكة أنه "لم يصدر بحق إيهاب أي حكم قضائي، لا حضوريًا ولا غيابيًا، لم يسبق له أن اعتُقل، أو خضع لأي تحقيق، ولم تُسجل له أي انتماءات أو ميول سياسية من أي نوع " متسائلة كيف تحول شاب بلا أي خلفية أمنية أو سياسية إلى هدف لعملية تصفية؟".

وأشارت إلى أن "والده، الدكتور المهندس عبد اللطيف محمد عبد القادر، الأستاذ المساعد بكلية الهندسة – جامعة الزقازيق، مختفٍ قسرًا منذ يوم 7 يوليو، بعد أن اقتحمت قوة أمنية منزل الأسرة في حي القومية، وقامت بترويع المتواجدين، ثم اقتادته مع زوجته والدة ايهاب إلى جهة غير معلومة، دون إذن نيابة ولم يتم عرضهما  على النيابة، حتى الآن، فهل هي مصادفة أن يُختطف الأب والأم، ثم يُعلن عن تصفية الابن بعدها بأيام؟ أم أن هناك ما هو أخطر من المصادفة؟".

وأوضحت أنه "بالتحقق من رقم القضية المذكورة في بيان الداخلية (رقم 1126 لسنة 2025 – حصر أمن دولة عليا)، توصّل فريق الشبكة إلى أنه لا توجد معلومات مؤكدة عن هذه القضية، وإن وُجدت، فمن المحتمل أن إيهاب هو المتهم الوحيد فيها، ما يعني أن القضية ربما أُنشئت لتبرير ما لا يمكن تبريره: التصفية خارج إطار القانون، متسائلة "فهل أصبح من المعتاد إنشاء القضايا بعد الوفاة؟ هل صارت أوراق الاتهام تُكتب لاحقًا لتُغطي على الدم؟".

بيان بايت

وعن (حمضان) بيان الداخلية وفوح رائحة الفبركة، قالت "الشبكة": "بيان الداخلية صدر بعد 13 يومًا من عملية التصفية، في تأخير مريب وغير مبرر، لماذا لم يُعلن عن الواقعة في حينها؟   أين تفاصيل الاشتباك ؟  ما هي الأدلة؟  لماذا لم تُنشر صور أو معلومات دقيقه ؟".

وأوضحت أن كل المعطيات تشير إلى أن:

 • إيهاب شاب طموح، بلا سوابق أمنية أو نشاط سياسي.

 • اختفى فجأة أثناء امتحاناته بعد أخر زيارة لأسرته بتاريخ 2 يوليو الحالي .

 • والده ووالدته اختفيا قسرًا منذ 7 يوليو.

 • لا توجد قضية موثّقة بالرقم المذكور.

 • لم يُعرض على النيابة، ولم تجرِ له محاكمة.

 • التصفية أُعلنت متأخرة، والبيان خالٍ من أي دلائل حقيقية.

وأشارت إلى أنه انتشر يوم الجمعة الموافق 4 يوليو – أي قبل ثلاثة أيام من تاريخ التصفية – فيديو غير معروف المصدر، يُنسب إلى حركة “حسم”، إلا أن الحركة لم تعلن أي صلة لها بالفيديو المنشور، كما جرت العادة.

ونشر ياسر شلبي الرابط المرفق، يوجد تحليل من الاستاذ حمزة حسن لمقاطع الفيديو المنسوبة إلى “حسم”، ونعتقد أن المحلل قد قدّم شرحًا لوجهة نظره استنادًا إلى ما ورد في الفيديو المنسوب للحركة.

https://www.facebook.com/share/1BmKTRqopw/?mibextid=wwXIfr

 

وفي السياق نشر Yasser Shalaby التزوير الزمني بملف التصفية الجسدية وكيف أنه في فيديو وزارة الداخلية الذي أعلنت فيه تصفية مواطنين بزعم تبادل إطلاق نار فيه كم من الثغرات والتناقضات ساذجة وواضحة وتُشكك في الرواية الرسمية كالعادة وتُوحي بفبركتها:

وقال عن "تزوير زمني " "تُظهر كاميرات المراقبة في الفيديو تاريخ 10/09، و هو يوافق يوم الإثنين مكتوب على الكاميرا أنه Monday Mon ، و دا ببساطة لا يتوافق مع يوم الاثنين السنة دي اللي ما جاش لسة أصلا ".

وتابع: "آخر مرة كان فيها هذا التاريخ كان يوافق يوم الإثنين كانت في عام 2018 أي قبل 7 سنوات من الآن مستطردا، هنا فيه سؤالين : هل تم تصوير المقطع في وقت سابق ؟  لماذا لم تُعدّل الداخلية التاريخ قبل نشر الفيديو رسميًا ؟".
 

https://www.facebook.com/photo/?fbid=1285305736634037&set=a.187935079704447

 وتثور تساؤلا عمن قرر تصفية إيهاب دون محاكمة؟ وما علاقة اختفائه باختفاء والده؟ وهل نحن أمام عملية قتل خارج إطار القانون مغطاة ببيان ملفق؟ ولماذا تُتبع نماذج متكررة: اختفاء، صمت، ثم بيان اتهامي؟.

وطالبت "الشبكة" بـ: "فتح تحقيق عاجل ومحايد في ملابسات تصفية إيهاب عبد اللطيف، الكشف الفوري عن مصير والده المختفي قسرًا، وقف نمط الإخفاء القسري والتصفية ثم إصدار بيان للتبرير، محاسبة المسؤولين عن أي تجاوزات جسيمة لحقوق الإنسان والقانون.".

نرفق لكم رابط بيان داخلية زعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي والذي ينضح كذبا باتهامات لأشخاص عديدين سواء من بالخارج أو من تم اغتيالهم ضمن محاولة استغلال النظام لمصطلح "إرهاب" كذبا وادعاء على شباب أبرياء، يتنقلون بين الناس خوفا من بطش الاعتقال وقمع الجلادين.

https://twitter.com/moiegy/status/1946893464328704213

الخلاصة أن ما جرى لإيهاب عبداللطيف ليس استثناء، بل هو نموذج آخر في سلسلة ممنهجة من التصفية الجسدية والإفلات من العقاب بتواطؤ القضاء والنيابة العامة وأمن الدولة والأجهزة الأمنية والإعلام الموالي.