ساند (الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين) المطالبات العالمية الداعية إلى فتح معبر رفح وإدخال المساعدات، عبر تصريحات أدلى بها رئيس الاتحاد الشيخ علي القرة داغي وأمين اتحاد العام الشيخ علي الصلابي .
وكانت حركة حماس طالبت "بفتح معبر رفح فوراً لإدخال المساعدات المتكدسة، وإنهاء تحكم الاحتلال بحياة شعبنا المحاصر" وحملت الاحتلال والإدارة الأمريكية كامل المسؤولية عن مجازر نقاط المساعدات وآلية القتل الممنهج في غزة.".
وقالت: إن "آلاف الأطنان من المساعدات محجوزة خلف معبر #رفح، بينما يموت أهل #غزة جوعاً وعطشاً ومرضاً." داعية إلى فتح "تحقيق دولي عاجل في آلية توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية التي تحولت إلى أداة قتل للمدنيين.".
الأمم المتحدة
ومن هنا كان توجه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين د. علي القرة داغي إلى "الأمين العام للأمم المتحدة، السيد/ أنطونيو غوتيريش بمقره بنيويورك بالولايات المتحدة على سبيل إبراء الذمة والقيام بواجب النصيحة والحق والإنسانية".
وعبر @Ali_AlQaradaghi وجه "نداء عاجلا لوقف المجاعة المفروضة على قطاع غزة، وتحمل الأمم المتحدة لمسؤولياتها".
وقال: "هذه الرسالة من موقع الألم الإنساني والمسؤولية الأخلاقية، إذ يشهد قطاع غزة كارثة غير مسبوقة، حيث يعيش أكثر من مليوني إنسان، غالبيتهم من النساء والأطفال، تحت حصار خانق وقصف متواصل منذ أكثر من تسعة أشهر، ما أدى إلى انهيار شامل لمقومات الحياة، وحوّل غزة إلى بقعة من الجوع والمرض والدمار".
التقارير الصادرة عن أجهزة الأمم المتحدة ذاتها – ومنها برنامج الأغذية العالمي (WFP)، واليونيسف (UNICEF)، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) – تؤكد ما يلي:
أكثر من 1.1 مليون إنسان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد (المرحلة الخامسة – المجاعة).
نحو 500 ألف طفل يواجهون خطر الموت، بسبب سوء التغذية الحاد، منهم من بلغ مرحلة الهزال الشديد.
توسع حالات الوفاة الناتجة عن الجوع، لا سيما بين الرضّع والأطفال، مع تسجيل وفيات بسبب نقص حليب الأطفال والأدوية.
تدمير ممنهج للبنية الزراعية والأسواق ومخازن الغذاء، ومنع متواصل لدخول الإمدادات الأساسية.
واعتبر "القرة داغي" أن "ما يجري في غزة ليس كارثة طبيعية ولا نتيجة نزاع عارض، بل جريمة ممنهجة، توظَّف فيها سياسة التجويع كسلاح حرب، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، ولا سيما المادة (54) من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1977، التي تحظر استخدام التجويع وسيلة للقتال".
وأشار إلى أن " ما يحدث يحمل – من حيث الوقائع والقصد – ملامح جريمة الإبادة الجماعية كما نصت عليها اتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948، والمادة السادسة من نظام روما الأساسي، خاصة حين يُفرض على جماعة بشرية ظروف معيشية قاسية بقصد هلاكها.
وجدد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مطالبات خمسة تتمثل في:
1. إعلان رسمي لحالة المجاعة في قطاع غزة وفق التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC).
2. دعوة عاجلة لجلسة طارئة لمجلس الأمن لاتخاذ تدابير عملية ضد استخدام التجويع كسلاح حرب.
3. تفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة عند استمرار منع دخول المساعدات، باعتبار ذلك تهديدًا للسلم والأمن الدوليين.
4. إقامة ممرات إنسانية آمنة تحت إشراف أممي، تضمن التدفق المستمر للمساعدات الغذائية والطبية والمياه.
5. إطلاق صندوق طوارئ إنساني خاص بغزة بالتعاون مع الدول الأعضاء، لتأمين الاحتياجات الأساسية للأطفال والعائلات.
ورأى أنها لا تخرج عن "الضمير الإنساني والفقه القانوني والوعي الأخلاقي".
وذكر "داغي" الأمين العام للأمم المتحدة بتصريحه في وقت سابق "أن غزة أصبحت "جحيماً على الأرض"، مضيفا "اليوم نناشدكم ألا تظل هذه الكلمات صدىً معلقًا في الهواء، بل أن تتحول إلى أفعال حقيقية تليق بمقامكم وبما يفرضه عليكم ميثاق الأمم المتحدة وضمير الإنسانية.".
وأشار إلى أن "الصمت أمام الجرائم، خاصة حين ترتكب بدم بارد وعلى مرأى العالم، هو تواطؤ لا يغتفر، وإن المجتمع الدولي – ممثلًا بكم – أمام اختبار أخلاقي وإنساني سيكون له أثره على سجل العدالة الدولية وكرامة الإنسانية جمعاء."
https://x.com/Ali_AlQaradaghi/status/1946963724902039866
مناشدة مصر
ومن جانب مواز، ناشد "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" جمهورية مصر العربية، قيادةً وشعبًا، بالتحرك الفوري لوقف الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والقيام بدورها التاريخي والإنساني في إيصال الغذاء والدواء لأكثر من مليوني إنسان يواجهون خطر الموت جوعًا تحت الحصار الإسرائيلي الخانق.
وأوضح الأمين العام للاتحاد الدكتور علي محمد الصلابي، في تصريح له، أن المرحلة التي يمر بها الفلسطينيون اليوم "تعتبر دقيقة وحاسمة، حيث يتعرضون للإبادة ليس بالسلاح فقط، بل بالتجويع الممنهج".
وأكد أن "الشعب المصري، بحكم الجوار والتاريخ والمسؤولية المشتركة، هو الوحيد القادر على وقف هذه الإبادة".
وأضاف الصلابي: "تحرم الشريعة الإسلامية بشكل قاطع قتل الإنسان جوعًا، وتربط بين الأخوة الدينية والنصرة ورفع الظلم والدفاع عن المظلوم، فكيف إذا كان هذا المظلوم شعبًا بأكمله؟ ما يحدث في غزة لا يمكن السكوت عنه شرعًا وإنسانيًا".
وأشار إلى أن "الأمن القومي المصري، تاريخيًا وواقعًا، كان دومًا إلى جانب المظلومين ودافعًا عن المستضعفين، وغزة اليوم تمثل اختبارًا إنسانيًا وأخلاقيًا وجيوسياسيًا بالغ الخطورة يتطلب من مصر أن تكون في قلب الحل كما كانت دائمًا".
ولو بكلمة
ودعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على لسان "د. الصلابي" شيخ الأزهر الشريف إلى الاضطلاع بدوره الشرعي والتاريخي في هذا الظرف، قائلاً: "يتطلع المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها إلى موقف واضح من الأزهر ومؤسساته، لا سيما من شيخ الأزهر، في إصدار فتوى تُحرّم قتل الفلسطينيين جوعًا وتُجرّم الحصار بوصفه جريمة محرمة شرعًا وقانونًا".
ونقل الصلابي نداءه مباشرة إلى الإمام الأكبر شيخ الأزهر: "هذه نازلة عظيمة تتطلب موقفًا صريحًا يوضح حكم الشرع في حصار المسلمين وتجويعهم وقتلهم ببطء أمام أنظار العالم، الكلمة منكم لها وزنها ومكانتها، وقد آن أوانها".
وتطرق إلى الوضع الإنساني الكارثي في غزة، مستندًا إلى تقارير المنظمات الدولية التي تؤكد أن أكثر من مليون طفل يعانون من سوء تغذية حاد، وأن المستشفيات تعمل فوق طاقتها أو أغلقت أبوابها، وسط منع دخول الإمدادات الحيوية من الغذاء والدواء والوقود.
وأكد أن "الجوع يُستخدم كسلاح لإخضاع السكان أو تهجيرهم قسرًا، في انتهاك صارخ لكل القيم والقوانين".
وشدد الصلابي على أن "العالم، وخاصة الأحرار فيه، سيقفون إلى جانب مصر إذا قررت كسر هذا الحصار ووقف هذه الإبادة، فالقانون الدولي والشرائع الإنسانية تسند هذا الموقف وتمنحه الشرعية الكاملة".
وأضاف: "لكل الشعوب حق الحياة، وللدول واجب ألا تكون شاهدة صامتة على مجازر العصر".
وختم نداءه بنداء للضمير الإنساني العالمي، قائلاً: "نوجه نداءنا إلى كل عقلاء العالم، وإلى كل من تبقى في قلبه ذرة إنسانية، للتحرك فورًا لإنهاء هذه الإبادة الجماعية التي فاقت فظاعتها كل ما عرفه التاريخ الحديث، السكوت هنا خيانة، والتردد جريمة، ولا نجاة إلا بالعمل العاجل والشجاع".