كتب أحمدي البنهاوي:
خلال كلمته في احتفالية المرأة المصرية، أمس الأربعاء، استشهد قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، بقصة سيدة مع النبي صلى الله عليه وسلم، قائلًا: «إن امرأة اشتكت لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأجل أبنائها من ضيق حالها"، وزعم أن "النبي لما أشاح النبي وجهه مكررا ذلك توجهت لله سبحانه وتعالى لتشكو له رسول الله"، وورط المنقلب في زعمه معه علماء السلطان وقال: "مش كدة ولا إيه يا مشايخ".
وتابع "عشان تعرفوا إن الدين كبير أوي وسهل أوي"، وذكر الآية من سورة المجادلة "قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله".
هجوم إلكتروني
ودشن نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي هاشتاج "#الا_الرسول_ياسيسى" للرد على ما وصفوه بالكذب الذي ليس كمثله كذب، فقال "خالد بن الوليد": "قال صلى الله عليه وسلم: "إن كذبا علي ليس ككذب على أحد من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" رواه البخاري".
أما "شهد" فقالت: "لا حافظ الايه صح.. ولا عارف القصه.. وعمال بتألف.. والشيوخ بتصقفلك.. جتها نيله اللي خلفتك وبليتنا بيك.. وجتهم وكسه اللي انتخبوك.."
أما حساب "كن مع الله" فتساءل عن الرد على هذا الكذاب قائلا: "أين علماء الأمة من خرافات العميل الصهيوني".
وكتبت "جميلة بوحريد" "الخسيسي يتطاول على رسول الله!.. تطلع على ضهرك يا سيسي!".
وأضاف حساب "مخطوف ذهنيًا" قائلا: "أين الأزهر مما يقوله هذا الفاجر!! أين دار الإفتاء!! أين علماء مصر!! أين حسان ويعقوب ومشايخ السلفية!!".
وبعث "سيد" بتغريدة اعتذار فقال: "عذرا يا #رسول_الله #فالامة التي بكيت من اجلها خرج منها من يتطاول عليك اللهم انا نبرأ اليك منهم".
وقالت "بستان الجنة": "#الا_الرسول_ياسيسي.. {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ فِي الْأَذَلِّينَ}..اللهم آرنا فيه عجائب قدرتك وشدة انتقامك".
الظلال والمجادلة
ومن تفسير "الظلال" ذكر الشهيد سيد قطب، في تفسير سورة المجادلة رواية الإمام أحمد حيث قال: حدثنا سعد بن إبراهيم ويعقوب، قالا: حدثنا أبي، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثني معمر ابن عبدالله بن حنظلة، عن يوسف بن عبدالله بن سلام، عن خويلة بنت ثعلبة. قالت: فيّ والله وفي أوس بن الصامت أنزل الله صدر سورة المجادلة. قالت: كنت عنده، وكان شيخاً كبيراً قد ساء خلقه، قالت: فدخل علي يوماً فراجعته بشيء فغضب، فقال: أنت علي كظهر أمي. قالت: ثم خرج فجلس في نادي قومه ساعة، ثم دخل علي، فإذا هو يريدني عن نفسي، قالت: قلت: كلا والذي نفس خويلة بيده، لا تخلص إلي وقد قلت ما قلت حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه.
قالت: فواثبني، فامتنعت منه فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف، فألقيته عني. قالت: ثم خرجت إلى بعض جاراتي فاستعرت منها ثيابًا، ثم خرجت حتى جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست بين يديه فذكرت له ما لقيت منه، وجعلت أشكو إليه ما ألقى من سوء خلقه. قالت: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يا خويلة ابن عمك شيخ كبير فاتقي الله فيه» قالت: فوالله ما برحت حتى نزل فيّ قرآن؛ فتغشى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان يتغشاه، ثم سري عنه، فقال لي: «يا خويلة قد أنزل الله فيك وفي صاحبك قرآناً».
ثم قرأ علي: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله، والله يسمع تحاوركمآ إن الله سميع بصير}.. إلى قوله تعالى: {وللكافرين عذاب أليم}.. قالت: فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم-: «مريه فليعتق رقبة». قالت: فقلت: يا رسول الله ما عنده ما يعتق. قال: «ليصم شهرين متتابعين». قالت: فقلت: والله إنه لشيخ ماله من صيام. قال: «فليطعم ستين مسكيناً وسقاً من تمر». قالت: فقلت: والله يا رسول الله ما ذاك عنده. قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: «فإنا سنعينه بعرق من تمر». قالت: فقلت يا رسول الله وأنا سأعينه بعرق آخر. قال: «قد أصبت وأحسنت فاذهبي فتصدقي به عنه، ثم استوصي بابن عمك خيراً». قالت: ففعلت.
فهذا هو الشأن الذي سمع الله ما دار فيه من حوار بين رسول الله صلى الله عليه وسلم والمرأة التي جاءت تجادله فيه. وهذا هو الشأن الذي أنزل الله فيه حكمه من فوق سبع سماوات، ليعطي هذه المرأة حقها، ويريح بالها وبال زوجها، ويرسم للمسلمين الطريق في مثل هذه المشكلة العائلية اليومية!
وهذا هو الشأن الذي تفتتح به سورة من سور القرآن: كتاب الله الخالد، الذي تتجاوب جنبات الوجود بكل كلمة من كلماته، وهي تتنزل من الملأ الأعلى.. تفتتح بمثل هذا الإعلان: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها..} فإذا الله حاضر هذا الشأن الفردي لامرأة من عامة المسلمين، لا يشغله عن سماعه تدبيره لملكوت السماوات والأرض؛ ولا يشغله عن الحكم فيه شأن من شئون السماوات والأرض!
وإنه لأمر.. إنه لأمر أن يقع مثل هذا الحادث العجيب؛ وأن تشعر جماعة من الناس أن الله هكذا معها، حاضر شؤونها، جليلها وصغيرها، معنيّ بمشكلاتها اليومية، مستجيب لأزماتها العادية.
وهو الله.. الكبير المتعال، العظيم الجليل، القهار المتكبر، الذي له ملك السماوات والأرض وهو الغني الحميد.
تقول عائشة رضي الله عنها: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات. لقد جاءت المجادلة خولة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في جانب البيت، ما أسمع ما تقول. فأنزل الله عز وجل: {قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله.. الآية}.
– فيديو ترهات السيسي
– تفسير المجادلة من كتاب "الظلال" الشهيد سيد قطب
http://www.al-eman.com