بعد ايام من رسالة البلتاجي .. د.عبدالرحمن البر: إضرابنا صرخة لأصحاب الضمير يتبنوا قضيتنا الإنسانية والحقوقية

- ‎فيحريات

بعد يومين من تسريب السيدة سناء عبدالجواد رسالة من زوجها د.محمد البلتاجي من محبسه بسجن بدر3 عن إصرارهم على الإضراب كآخر الحلول أمام ظلم السجان، أعلن الدكتور عبدالرحمن البر العميد الأسبق لكلية أصول الدين ، والمعتقل في قطاع 2 من سجن بدر 3، في رسالة نشرتها ابنته عائشة البر انضمامه للإضراب المفتوح عن الطعام احتجاجا على سوء المعاملة وحرمانه من الزيارة على مدى سنوات مشيرا إلى أن الإضراب عن الطعام صرخة يوجهها المضربون لأصحاب المروءة ليتبنوا قضية المعتقلين الحقوقية والإنسانية.
 

وقال "البر": "لقد قمتُ، ومعي العشرات من قطاع  2  في سجن بدر 3، بالدخول في إضرابٍ كامل ومفتوح عن الطعام منذ 1 يوليو 2025، احتجاجًا على سوء الأوضاع الإنسانية. ولستُ أدري هل تصلُ هذه الصرخة إلى النبلاء أم أنّها ستبقى صرخةً معزولة عن الدنيا محبوسةً مع صاحبها في قطاع 2 من سجن بدر 3.

إننا نستصرخُ ضمير العالم الحر ليعلمَ أنه ومع انتهاء الربع الأول من القرن الواحد والعشرين لا يزالُ فريقٌ من البشر يصرّون على أن يُعاملوا أصحاب الرأي والفكر معاملةَ ما قبل وجود الدولة، مخرجًا لسانه لكل الشرائع السماوية والدساتير والقوانين واللوائح والأعراف، ومُهدرًا لكل الحقوق الطبيعية والفطرية، مجيبين من طالب بحقوقه: "انسوا الزيارة من أهاليكم أو مراسلتهم، انسوا التريُّض أو ورؤية الشمس، انسوا الراديو أو الجرائد، فذلك وغيره من المستحيلات".

هنا في بدر 3؛ لا معنى ولا داعي لأي قانون، ولا محاسبة على أي ظلم أو انتهاك. هنا في بدر ٣؛ يُحرم قادةُ الرأي والفكر ورموزُ الأمة من الوزراء والمحافظين ونواب الشعب وأساتذة الجامعات والقيادات الحزبية والسياسية من رؤية الشمس، ومن الخروج من الزنازين على مدار 24 ساعة، ومن التواصل مع أهاليهم أو محاميهم، ومن معرفة أي شيء عن العالم من حولهم داخل مصر أو خارجها، مع التعنت الشديد في علاج الحالات الحرجة، علمًا بأنهم كبار سنٍّ بين الستين والتسعين!

وكان من أثر هذا التضييق وما أسمته مصلحة السجون "سياسة الطوق الخانق"، ناهيك عن عمليات التجريد التي لا تتوقف والإهانات المتعمَّدة في التفتيش عند الخروج للمحكمة أو العودة منها، ومقابلة كل تعبير عن الإحساس بالظلم بكل صنوف القسوة والإساءة، رغم تقدم السن ووهن العظام واعتلال الأبدان وتكاثر الأمراض حتى فاض الكيل وطفح مرات ومرات، أن أعلنا الدخول في إضرابٍ مفتوح "معركة الأمعاء الخاوية" وإقدام البعض على الانتحار، لا يأسا ولا قنوطا، ولكنها صرخة احتجاج على المعاملة غير الإنسانية وغير الأخلاقية، عسى أن تصل هذه الصرخة أصحاب المروءة حتى يتبنوا قضيتنا الإنسانية والحقوقية ويرفضوا ما نتعرض له من ظلم فادح في عزلة عن الدنيا وغياب للقانون.

من جوانتنامو القاهرة – سجن بدر 3

ا.د. عبدالرحمن البر

أستاذ الحديث الشريف وعلومه بجامعة الأزهر، والعميد الأسبق لكلية أصول الدين بالمنصورة
 

https://www.facebook.com/ayshtalbr/posts/pfbid0dq6aRNKa9RsaWy6yTLEwEBUViWxcEFLFYwFbHWnzZuS3ycKGKoWwWxNoM529insBl

وقبل يومين،  وصلت رسالة مسرّبة لأسرة د. محمد البلتاجي من زنزانة موصدة في سجن بدر 3 سيئ السمعة، حيث أكد محمد البلتاجي، النائب السابق في البرلمان المصري، استمراره في الإضراب المفتوح عن الطعام منذ الأول من يوليو الجاري، احتجاجًا على ما وصفه بـ”الظلم والتنكيل غير المسبوق”، قائلًا بوضوح: "الموت أهون مما نحن فيه".

وكشفت الرسالة، التي نشرتها زوجته واقعًا مروعًا عن ظروف الاحتجاز التي يواجهها البلتاجي منذ 12 عامًا، ولا سيما السنوات الثماني الأخيرة التي قضاها في عزلة تامة، داخل زنزانة مغلقة 24 ساعة يوميًا، بلا شمس، بلا هواء نقي، بلا تواصل مع العالم الخارجي. لا يُسمح له بالزيارة، أو حتى بكتابة رسالة لعائلته، ولا يُبلّغ بوفاة أقاربه إلا بعد سنوات، إن علم أصلًا.

والدكتور محمد البلتاجي، أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب، نموذج نادر جمع التفوق العلمي مع الالتزام الوطني والنشاط المجتمعي في مصر.

نال المركز الأول على مستوى الجمهورية في الثانوية الأزهرية، ثم واصل تفوقه ليتخرج في كلية الطب بجامعة الأزهر الأول على دفعته بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف،  ثم حصل على الماجستير والدكتوراة.

وانتخب الدكتور محمد البلتاجي رئيسًا لاتحاد طلاب جامعة الأزهر، وتعرّض نتيجة نشاطه الطلابي إلى الفصل والعزل من الجامعة، إلا أن ضغط الطلاب وتضامنهم معه أعاده إلى موقعه، في مشهد يعكس مكانته في قلوب زملائه وإدراكهم لقيمته.

 

وأسس الدكتور محمد البلتاجي عيادات طبية مجانية، وشارك في قوافل طبية جابت شبرا الخيمة والعديد من المحافظات لخدمة الفقراء والأيتام، من خلال نقابة الأطباء وجمعيات خيرية.

و فاز بعضوية مجلس الشعب عن دائرة شبرا الخيمة، في 2005، وبرز داخل البرلمان كصوت حر يدافع عن الحقوق والحريات. خاض انتخابات 2010، ثم انسحب احتجاجًا على التزوير، ليعود ويفوز مجددًا في انتخابات 2011 .

وأسس البلتاجي عدد من الحركات الإصلاحية والحملات الشعبية، من أبرزها: حملة ضد التوريث (2009)، و“مصريون من أجل انتخابات حرة”، والجمعية الوطنية للتغيير، كما ساهم في تأسيس المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين (2007)، وجمعية منتدى القوميين والإسلاميين (2008).

وشارك في سفينة “مرمرة” لكسر الحصار عن غزة في مايو 2010، والتي تعرضت لاعتداء إجرامي من قوات الاحتلال "الإسرائيلي" وفي ثورة يناير 2011، برز البلتاجي كواحد من أشهر القيادات الميدانية في ميدان التحرير .