حسني مبارك، أو كنز "إسرائيل" الاستراتيجي كما وصفه الصهيوني فؤاد بنيامين بن أليعازر، وزير الدفاع الهالك، حكم مصر بالحديد والنار، وحاصر غزة ليُبقي "إسرائيل" في أمان، وقتل الفلسطينيين في الأنفاق بالغاز، وعدّ كل التيارات الإسلامية متطرفة وعاملها بعنف. ولكنه بعد 30 عامًا من الخيانة سقط في 2011 على يد الشعب الذي أفسده وقتله وسجنه، وباع غازه للصهاينة، وفتح سيناء لعاهرات تل أبيب ينشرن الإيدز، فضلًا عن الفسوق والتعري في شرم الشيخ ودهب وغيرهما.
اليوم عاد نجله الفاسد، والمحكوم عليه في قضية القصور الرئاسية، علاء مبارك، ليتطاول على المقاومة، داعيًا: "قبل ما تتهوروا تستشيروا وتاخدوا رأي إخوتكم الكبار اللي عندهم خبرة وبيفهموا أكتر منكم".
والده، في محاكمته، لم يكن يملك الجرأة على الوقوف أمام الشعب، بل كان يدخل إلى محاكماته الصورية مدعيًا المرض، إلى أن وقف قبل وفاته في فبراير 2020 يدخل المحكمة على قدميه ليشهد شهادة زور بحق المقاومة في قضية التخابر مع "حماس"، ويدعي أنهم دخلوا لتحرير السجناء في سجن وادي النطرون!
وفي 25 فبراير 2020، يوم وفاته، ظهر رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو معزيًا في وفاة الرئيس المخلوع حسني مبارك، قائلًا: "كان صديقًا شخصيًا".
https://cnn.it/2wWrMaV
وأفرز مبارك ونظامه عبد الفتاح السيسي، الذي ورث منه لقب الكنز الاستراتيجي للكيان، فمبارك هو من اختاره على رأس جهاز المخابرات الحربية، وكان شريكًا في كل التحركات المشتركة القذرة مع العصابة الصهيونية في فلسطين على أرض سيناء، وشريكًا في كل الاتفاقيات التي منحت مبارك لقب الكنز الاستراتيجي.
ولذلك ليس من العجب أن يكون محامي مبارك في قضايا قتل 800 متظاهر إبان ثورة يناير، وقضايا سرقة المال العام، هو محامي جواسيس الكيان الصهيوني في مصر، فريد الديب، الذي لم تكن مهارته في الترافع فحسب، بل في تلقي الرشاوى والتمويل حتى من الأعداء مقابل الدفاع عن الخونة والعملاء.
في إحدى الندوات التي شارك فيها د. محمد عمارة، المفكر الإسلامي وعضو مجمع البحوث الإسلامية، قال إنه سأل في أوائل التسعينيات وزير الأوقاف: "هل الرئيس مبارك يسمع بودن واحدة؟ أليس هناك سوى فرج فودة وعبد العظيم رمضان وجابر عصفور وفاروق حسني؟ هناك علماء للإسلام يمكن أن يستمع لهم أيضًا".
وأضاف عمارة: "الوزير أكد لي أنه سيقدم للرئيس السابق محمد حسني مبارك مقترحًا بالاجتماع مع خمسة من علماء المسلمين، منهم الشيخ الشعراوي والشيخ الغزالي".
وتابع عمارة أنه عندما عاد وسأل الوزير عن مصير المقترح، قال له: "الرئيس مش عايز يسمع كلمة الإسلام".
لكن مبارك كان يحب أن يسمع كلمة اليهود، حتى إنه عيّن وزير الدفاع "الإسرائيلي" فؤاد بن أليعازر مستشارًا له براتب 25 ألف دولار شهريًا! وكان يصحبه في جولات بقصره الرئاسي بشرم الشيخ، ومنها خلال زيارة بن أليعازر لمصر في 30/1/2002.
https://www.facebook.com/201002134015763/videos/1043146292859782/