تستضيف العاصمة القطرية الدوحة قمة عربية إسلامية طارئة، لتنسيق موقف موحد بعد الهجوم الصهيوني الذي استهدف قادة حماس الموجودين في البلاد، فاستقبلهم رئيس حكومة العدو نتنياهو بتغريدة على (X ) وقبل انعقاد القمة العربية والإسلامية في الدوحة ووجه رسالة استباقية مفادها “أعلى ما بخيلكم اركبوه”.
فقال النتن ياهو في تهديد مبطن: “قادة حماس في قطر هم سبب استمرار الحرب والتخلص منهم يعني عودة الرهائن وانتهاء الحرب” وفسر وزير الطاقة ورئيس الموساد السابق إيلي كوهين أن ما لم يصلوا إليه في السابق سيصلون إليه مجددا!
رساة حركة حماس إلى الحكام
وفي رسالة حركة حماس المفتوحة إلى القمة العربية الإسلامية المنعقدة في الدوحة والتي نشرتها الحركة عبر منصاتها على الشبكة.
قالت “إلى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي، قادة وزعماء الدول العربية والإسلامية .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. باسم الفصائل والقوى الفلسطينية، نحمل لكم صوت شعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة والقدس والضفة الغربية وأراضي ال48 ومخيمات اللجوء والشتات، متوجهين إليكم بهذه الرسالة في لحظة تاريخية فاصلة. “.
وأضافت “لقد دخل العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة شهره الرابع والعشرين، مخلفًا مآسي إنسانية غير مسبوقة: مئات آلاف الشهداء والمفقودين والأسرى والجرحى، دمارًا واسعًا للحياة و للبنية التحتية، حصارًا خانقًا، وتجويعًا وتهجيرًا قسريًا يهدد بقاء شعبنا على أرضه.”.
وتابعت: “إننا أمام حرب إبادة جماعية مكتملة الأركان، تستهدف الإنسان الفلسطيني قتلا وتهجيرا، وتسعى للقضاء على الهوية والوجود وطموحات شعبنا الوطنية وحقوقه الأساسية مستندة إلى رعاية وشراكةٍ أمريكية كاملة. “.
واستطردت : “إن الجرائم الإسرائيلية لم تقتصر على الشعب الفلسطيني فحسب، بل امتدّت آثارها لتهدد أمن واستقرار أمتنا العربية والإسلامية بأسرها، وما العدوان الإسرائيلي الأخير على العاصمة القطرية الدوحة، واستهداف الوفد المفاوض الذي خلف ستة شهداء من أبناء الشعبين القطري والفلسطيني، والذي سبقه الاعتداء على لبنان وسوريا واليمن والعراق وإيران وتونس وكشف مجرم الحرب نتنياهو بوقاحة مخطط “إسرائيل الكبرى”، إلا دليل واضح بأن حكومة نتنياهو الإرهابية المجرمة تمضي بلا هوادة في مخطط خطير لا يستهدف الأرض الفلسطينية، بل الأرض والأمة العربية بأكملها، في تحدٍ صارخ للقانون الدولي وسيادة الدول المستقلة، ولا تريد التوصل لاتفاق لوقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى من الطرفين، بل تمعن في تعطيل الجهود واستهداف الوسطاء في سابقة خطيرة، وإصرار على استكمال مخططاتها التدميرية.
وأكدت أنه “ومن هنا، فإن مسؤوليتكم التاريخية والإنسانية تستدعي مواقف حاسمة تتجاوز البيانات، لتصل إلى قرارات عملية وموحّدة ترتقي لما تمثله أمتنا ومكانتها، وأيضاً لمستوى التحدي الذي يعصف بوجودنا.
إننا نتطلع إلى التالي:
١- الشروع بشكل جماعي متفق عليه في إجراءات عاجلة تهدف لوقف حرب الإبادة في غزة، باعتبار إنقاذ الضحايا ومنع استمرار النزيف أولوية قصوى، عبر تشكيل تحالف عربي – دولي لوقف الإبادة، يقوم بالضغط على الاحتلال وداعميه بكافة الأدوات الممكنة لوقف حرب الإبادة.
٢- استخدام كل أوراق الضغط العربية، بما فيها تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك، واستخدام سلاح النفط، وفرض عقوبات عربية متكاملة على دولة الاحتلال، والتحرك العاجل مع المجتمع الدولي لفرض عقوبات شديدة على الكيان الإسرائيلي لإلزامه بوقف حرب الإبادة الجماعية فورًا، ورفع الحصار الظالم عن قطاع غزة.
٣. تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة لشعبنا المحاصر في قطاع غزة، ولا سيما للمستشفيات والعيادات الطبية والدفاع المدني والنازحين داخل القطاع، وتأمين الخيام والمنازل الجاهزة، وإنشاء صندوق لإعادة الإعمار.
٤. توحيد الموقف العربي والإسلامي في مواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل على أمتنا، والاتفاق على خطة عمل مشتركة تتضمن سلة عقوبات عربية إسلامية ضد دولة الاحتلال والدول والكيانات والشركات الداعمة والشريكة لها، وبما يشمل قطع أشكال العلاقات كافة مع هذا الكيان الغاصب الذي لا يهدد فقط، بل يعتدي بشكل سافر على عدد كبير من دول المنطقة وشعوبها، ويهدد بشكل وقح أمنها القومي، ويتصرف كدولة إرهابية مارقة لا تلتزم بقانون.
٥. اعتماد استراتيجية موحدة لحماية القدس من التهويد والأقصى من التقسيم والضفة الغربية من الضم والتهجير والاقتلاع.
٦. تعزيز التضامن العربي والإسلامي بما يرسّخ وحدة الصف، ويؤكد أن قضايا الأمة الكبرى لا تُترك نهبًا للمجازر والاعتداءات الإسرائيلية في ظل الحديث عن ما يسمى حلم “إسرائيل الكبرى” والذي يستهدف السيطرة على الأرض العربية، والهيمنة والسيطرة على المنطقة.
وتمت “إن شعبنا الفلسطيني وهو ينزف صابرًا على أرضه، ينظر إليكم اليوم بعيون الأمل والرجاء، ويثق أنكم لن تتركوا دماء أبنائه تصرخ وحدها في وجه العالم. . إن القمة المنعقدة في الدوحة اليوم تمثل فرصة تاريخية لإعلاء صوت الأمة، وتأكيد وحدتها، والانتصار لقيم العدالة والكرامة الإنسانية.. نسأل الله أن يوفقكم لما فيه الخير لشعبنا وأمتنا.”.
وطرحت الإعلامية الفلسطينية حنان وردة @WardehN75566 سؤالا عن إمكانية أن تعلن القمة العربية الإسلامية في الدوحة غدا تضامن ولو بالكلمات مع حركة المقاومة الإسلامية حماس؟!
وأضافت “هل سيكون استهداف قادة مقاومتنا كونهم المفاوضين قبل أن يكونوا حماس من الخطوط الحمر لدى المجتمعين ؛ وهل سيكون دماء شعبي في غزة من المحرمات ويجب ايقاف الحرب فورا. . هل وهل وهل ؟ “.
وتابعت “وهل سيتم نقاش ما يحصل بالضفة الغربية من تقسيم واستيطان وحرب عصابات الهاجانا الجدد؟ ..”.
واستدركت “العجيب أننا كفلسطينيين نعلم الإجابة مسبقا وتعودنا على الخذلان؛ بعد أكثر من 700يوم من الإبادة ولا زالت الإجتماعات العربية لا ترقى للحدث ولا للدماء التي سقطت وتسقط في غزة. . فيا أيها العرب لا زلنا نتوسم بكم خيرا؛ فهل ستفعلون ما المطلوب منكم.. #قمة_الدوحة”.
وفي 12 سبتمبر الجاري وبعد القصف اذي تعرضت له الدوحة بيومين أعلن روبيو في تل ابيب:
* تجديد التزام بلاده بأمن إسرائيل وفوقها.
* ضمان خروج حماس من غزة.
* تنسيق الجهود لمواجهة تسونامي الاعترافات بالدولة الفلسطينية.
* تنسيق الحملة المضادة ضد محكمة العدل والجنايات الدولتين.
وعبر هاشتاجي: #فلسطين_قضية_الشرفاء #غزة_الفاضحة قال الكاتب والصحفي الأردني عريب الرنتاوي @OraibAlRantawi عن نتائج القمة: “أخشى ما أخشاه:
* أن يكون بيان مجلس الأمن الدولي، سقفاً لمقررات القمة العربية الإسلامية الطارئة غداً في #الدوحة.
* أن تكون تكون نبرات الإدانة والتنديد و”التوصيف” التي صدرت عن عواصم العرب رداً على العدوان الإجرامي ضد قادة حماس في الدوحة بديلاً عن الإجراءات العملية والقرارات الملموسة.
* الفرصة متاحة، والعدوان “مفصلي”، ولن يرحم التاريخ، ولن ترحم شعوبنا، وإن بعد حين، أي محاولة لتبديدها وتمييع المشهد.
دعونا نتفاءل وأن نُبقي في الوقت ذاته، على حذرنا وتحسّبنا.
ويبقى السؤال: ألا يعتبر حضور قادة حماس (أو مندوبا عنهم أو تعن المقاومة) القمة العربية الإسلامية في الدوحة خير رادع للكيان عن تهوره ما يعني (أمام صلف نتنياهو) إبداء الاستعداد للاحتفاء بالمقاومة ودعمها؟!