مع بدء فعاليات القمة العربية- الإسلامية الطارئة التى تُعقد في العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الإثنين، للرد على الهجوم الصهيونى غير المسبوق الذي استهدف الأسبوع الماضي مسئولين من حركة حماس في الدولة الخليجية التي لطالما نأت بنفسها عن الصراعات المباشرة في المنطقة ولعبت دور الوسيط فيها.
يأتي الاجتماع على وقع إدانة دولية واسعة النطاق للهجوم الصهيوني، لا سيما من دول الخليج التي تعتبر الولايات المتحدة حليفًا رئيسيًا لها، في مسعى لاتخاذ موقف جماعي.
فى هذا السياق دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الدول الإسلامية، إلى قطع علاقاتها مع الكيان الصهيونى
وقال بزشكيان فى تصريحات صحفية قبل مغادرته إلى العاصمة القطرية اليوم الاثنين : بإمكان الدول الإسلامية أن تقطع علاقاتها مع هذا الكيان الزائف وتحافظ على وحدتها وتماسكها قدر الإمكان .
وأعرب الرئيس الإيراني عن أمله في أن تتوصل القمة إلى نتيجة وتتخذ إجراءات قوية ضد الكيان الصهيونى.
مواقف حاسمة
وعشية انعقاد القمة، وجهت الفصائل الفلسطينية رسالة إلى المجتمعين مطالبة بـ"مواقف حاسمة"
ودعت الفصائل إلى استخدام كل أوراق الضغط العربية، بما فيها تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك، واستخدام سلاح النفط، وفرض عقوبات عربية متكاملة على دولة الاحتلال .
أوقفوا التجارة مع المستوطنات
وكشقت قناة (فرانس إنتر) الإخبارية الفرنسية أن تحالفا واسعا وغير مسبوق يضم أكثر من 80 منظمة غير حكومية أطلق اليوم الاثنين بالتزامن مع قمة الدوحة حملة "أوقفوا التجارة مع المستوطنات" داعيا الدول الأوروبية إلى حظر التجارة مع المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية.
واتهم التحالف ـ في تقرير له ـ بعض الشركات الأوروبية بدعم الاحتلال الصهيوني، بشكل مباشر أو غير مباشر، والذي تسارع بشكل ملحوظ خلال العامين الماضيين، من خلال استمرار أنشطتها في هذه المستوطنات، ودعت المنظمات غير الحكومية، بما في ذلك أوكسفام، وكريستيان إيد، ورابطة حقوق الإنسان، ومنصة المنظمات غير الحكومية الفرنسية من أجل فلسطين، الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة إلى حظر جميع أشكال التجارة مع المستوطنات الصهيونية، على الرغم من أن الاتحاد الأوروبي هو أكبر شريك تجاري لدولة الاحتلال ، حيث يمثل حوالي 32% من إجمالي تجارة السلع، أو ما يقارب 42 مليار يورو سنويا.
وقالت الشبكة إنه يسمح حاليا باستيراد منتجات المستوطنات إلى أوروبا، شريطة ألا تستفيد من التعريفات الجمركية التفضيلية بموجب اتفاقية الاتحاد الأوروبي ودولة الاحتلال، ومع ذلك، يجب أن تحمل هذه المنتجات علامة "منتج الضفة الغربية (المستوطنات الصهيونية)" أو ما يعادلها، وفقا لحكم صادر عن محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي عام 2019.
موقف موحد
وقالت إلهام فخرو الباحثة في مبادرة الشرق الأوسط في كلية كينيدي بجامعة هارفرد ، إن هذه القمّة تُعدّ في الأساس آلية لدول مجلس التعاون الخليجي، لإظهار وحدتها في وقت استهدفت فيه دولة الاحتلال بشكل مباشر سيادة دولة عضو، في أول هجوم من نوعه فى التاريخ .
وتوقعت إلهام فخرو فى تصريحات صحفية أن تستغل دول الخليج القمّة للدعوة إلى أن تضبط واشنطن دولة الاحتلال، بعدما أدت ضرباتها على قطر إلى إضعاف مساعي وقف إطلاق النار فى قطاع غزة التي لم يُبدِ الكيان الصهيونى التزامًا جديًا بها .
اختبار حقيقي
واعتبر الباحث السياسي كريم بيطار أن هذه القمّة تمثّل اختبارًا حقيقيًا لجميع الدول العربية والإسلامية المشاركة فيها .
وتوقع بيطار فى تصريحات صحفية أن ترسل هذه الدول، إشارة بالغة الأهمية ليس فقط إلى دولة الاحتلال، بل أيضًا إلى الولايات المتحدة، مفادها أن الوقت حان لكي يتوقف المجتمع الدولي عن منح دولة الاحتلال هذا (الشيك على بياض) وأن يُعاد النظر في هذا الدعم الأعمى وغير المشروط، ومن الناحية المثالية أن تبدأ عملية فرض عقوبات على دولة الاحتلال .
ولفت إلى أن هناك الآن إدراك بأن التهديد وجودي، لا يطال الشعبين الفلسطيني واللبناني فقط، بل يكاد يشمل كل بلد. والولايات المتحدة وحدها تملك النفوذ الكافي لدفع دولة الاحتلال إلى تغيير سلوكها والانخراط في تعديل السلوك .
وأكد بيطان أن الولايات المتحدة لن تفعل ذلك ما لم تشعر بأن حلفاءها يمارسون عليها ضغوطًا لاتخاذ الإجراء المناسب .