شهدت الأسواق المصرية خلال سبتمبر 2025 ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الطماطم، حيث وصل سعر الكيلو في بعض المناطق إلى 25 جنيهًا، ومن أبرز الأسباب وراء هذه الزيادة بحسب حاتم النجيب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة بسوق العبور، كان تأخر العروة الشتوية التي تبدأ في نوفمبر ودسيمبر، أدى إلى فجوة بين العرض والطلب.
وأشار إلى عزوف المزارعين عن الزراعة، بسبب انهيار أسعار العروة السابقة، وهو ما دفع المزارعين إلى تقليل زراعة الطماطم أو التخلص من المحصول مبكرًا لتقليل الخسائر. حيث ارتفاع تكاليف الإنتاج مثل أسعار البذور والمبيدات، خاصة في العروة الخريفية.
وكان ارتفاع درجات الحرارة خلال الصيف أدى إلى نضج المحصول السابق بسرعة، مما قلل من جودة الإنتاج وأثر على الكميات المتاحة إضافة إلى سقوط الأزهار وفشل التلقيح نتيجة الحرارة الشديدة، ما تسبب في انخفاض إنتاجية الفدان.
وقال مزارعون: إنه "من المتوقع أن تصل الأسعار إلى 30 جنيهًا للكيلو كحد أقصى، قبل أن تبدأ في الانخفاض تدريجيًا مع دخول العروة الشتوية في نوفمبر وديسمبر".
يعتمد ما إذا كانت الطماطم "عروة صيفية" أم "تصديرية" على صنف الهجين المستخدم، إذ أن بعض أصناف الطماطم مناسبة للزراعة في ظروف معينة لإنتاج محاصيل تجارية أو تغطية فجوات أسواق التصدير في أوقات معينة، يجب اختيار الصنف المناسب لكل عروة (صيفية، شتوية، نيلية، أو محيرة) لضمان جودة المنتج لتحقيق الأهداف المرجوة، سواء كانت للسوق المحلي أو التصدير
أنواع عروات الطماطم في مصر:
تُزرع الطماطم في مصر في عدة عروات رئيسية:
العروة الصيفية:
وهي العروة التي غالبًا ما تكون ذات إنتاجية عالية، ويمكن أن يصل محصولها إلى 30 طنًا للفدان.
العروة الشتوية:
تُنتج محاصيل ذات جودة عالية.
العروة النيلية:
تُزرع في وقت معين لتناسب الظروف المناخية وتوفير محصول في أوقات معينة من العام.
العروة المحيرة:
تُزرع بين العروتين الشتوية والصيفية، وتُعد مناسبة للتصدير، لأنها تنضج في وقت تكون فيه الأسعار مرتفعة في السوق الأوروبي.
وقال أكاديميون: إن "لكل عروة من هذه العروات صنف أو هجين طماطم يناسبها، على سبيل المثال، توجد أصناف ربيعية تتميز بإنتاجية عالية في الظروف الحارة، بينما يُشير مقال في الجزيرة نت إلى أن بعض الأصناف مناسبة للزراعة في الحقول المكشوفة لتحقيق الربح".
التصدير
خلال الفترة الأخيرة، صدّرت مصر نحو 80 ألف طن من الطماطم بين سبتمبر 2024 ويناير 2025، أي خلال خمسة أشهر، بقيمة بلغت 33 مليون دولار.
وعلى هذا الأساس، يمكن تقدير حجم التصدير خلال ثلاثة أشهر بنحو 48 ألف طن تقريبًا، بقيمة تقارب 19.8 مليون دولار، إذا افترضنا توزيعًا متساويًا على الأشهر.
كما أشار تقرير آخر إلى أن صادرات مصر من الطماطم خلال خمسة أشهر سابقة بلغت 23.13 مليون دولار، وكانت أبرز الدول المستوردة هي تركيا، روسيا، السعودية، الإمارات، والمجر.
وفقًا لبيانات رسمية من "المكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء"، صدّرت مصر إلى "إسرائيل" منتجات غذائية بقيمة 8.16 مليون دولار خلال شهر يونيو 2025 وحده، من بينها 3.8 مليون دولار تمثلت في خضروات وفواكه وأثمار قشرية، ويُرجّح أن الطماطم كانت ضمن هذه الفئة.
وبحسب الجهة ذاتها، جاءت الصادرات المصرية ضمن 76 صنفًا غذائيًا مختلفًا، شملت أيضًا الحبوب، الدقيق، القهوة، الشاي، التوابل، السكريات، والمكسرات.
وتصدرت مصر قائمة الدول العربية المصدّرة للمنتجات الغذائية إلى "إسرائيل"، متقدمة على المغرب، الإمارات، الأردن، والبحرين.
واستمر التبادل التجاري رغم الظروف الإنسانية الصعبة في غزة، ما أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الشعبية والسياسية.