في خطوة وصفت بأنها "ضربة استخباراتية غير مسبوقة"، استعرضت وزارة الاستخبارات الإيرانية، مساء أمس الأربعاء، عبر وثائقي تلفزيوني، مجموعة من الوثائق والمعلومات السرية المتعلقة ببرنامج الأسلحة النووية الإسرائيلي، شملت صوراً حصرية من داخل مفاعل ديمونا، إلى جانب كشف هويات وأماكن عمل عدد من العلماء النوويين في دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح وزير الاستخبارات الإيراني، إسماعيل خطيب، في الوثائقي أن البيانات التي جرى الحصول عليها تتضمن الأسماء والتفاصيل الشخصية والعناوين والعلاقات المهنية لـ189 خبيراً في المجالين النووي والعسكري لدى إسرائيل، مؤكداً أن القائمة لا تزال قيد التحديث. وأضاف أن المعلومات تشمل مواقع عسكرية حساسة ذات استخدام مزدوج، وأن بعض تلك المواقع زُوّدت بإحداثياتها الوحدات الصاروخية الإيرانية، وجرى استهدافها خلال الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً في يونيو/ حزيران الماضي.
وأضاف خطيب أن "نقل هذه الوثائق بنجاح من القواعد الإسرائيلية التي كانت موضوعة ضمن أهدافنا ليس سوى جزء من عملية استخباراتية–ميدانية مركبة ذات طابع ردعي"، لافتاً إلى أن "المجموعة التي وصلت إلى إيران تضم ملايين الصفحات من المعلومات القيّمة والمتنوعة عن الكيان الصهيوني".
وبحسب الوزير الإيراني، فإن الملفات التي كُشف عنها تشمل مشاريع نووية قديمة وجارية، وعمليات تحديث وإعادة تجهيز الأسلحة النووية، ومشاريع مشتركة مع الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، وكذلك بيانات تفصيلية عن الهيكل الإداري والمسؤولين المباشرين عن برامج التسلح الذري. كما تحتوي، بحسب قوله، على قوائم بأسماء الباحثين والمشرفين والمديرين الرئيسيين لتلك المشاريع، وبينهم علماء أميركيون وأوروبيون، إلى جانب مواقع المنشآت والشركات وشبكات التعاون المرتبطة بهم.
في سياق متصل، أكد خطيب أن عملية الحصول على هذه المعلومات تمّت عبر شبكة تعاون ضمّت أطرافاً متعددة داخل الأراضي المحتلة، من بينها مؤسسات نووية وعسكرية، وحتى مواطنون إسرائيليون، عملوا مع الاستخبارات الإيرانية بدوافع متباينة: الأولى مقابل مبالغ مالية، والثانية سياسية شخصية نتيجة كراهية شديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وما وصفه بـ"فساده وجرائمه"، والرغبة في الانتقام منه.
وأشار الوزير الإيراني إلى أن الأجهزة الإيرانية تواصل ملاحقة العملاء الإسرائيليين داخل البلاد، وأنها لم تتهاون مع أي متورط، مذكّراً بحادثة القبض على أحدهم ومحاكمته وإعدامه علناً، من دون تسميته. وأضاف أن هناك ملفات تجسس أخرى قيد التحقيق "سيتم التعامل معها وفق الإجراءات القضائية والعدلية في الوقت المناسب".