حتى الآن، لا توجد تقارير مؤكدة أو معلومات موثوقة تشير إلى حدوث فيضانات ناتجة عن سد النهضة أثرت مباشرة على السودان في سبتمبر 2025، ومع ذلك، فإن المخاوف المتعلقة بسد النهضة لا تزال قائمة، خصوصًا فيما يتعلق بإدارته وتنسيق تشغيله بين الدول الثلاث: إثيوبيا، السودان، ومصر.
وبشكل عام، الفيضانات في السودان سواء كانت مرتبطة بسد النهضة أو بالأمطار الموسمية، غالبًا ما تؤدي إلى دمار في البنية التحتية من جانب انهيار المنازل، والطرق، والجسور، خاصة في المناطق الريفية بل وفي العاصمة الخرطوم.
وحذر خبراء سودانيون من تلوث مصادر المياه من حيث اختلاط مياه الفيضانات بمياه الصرف الصحي، مما يزيد من خطر الأمراض وانتشار الأمراض مثل الكوليرا والملاريا، بسبب المياه الراكدة حيث الخسائر الزراعية وتلف المحاصيل وانجراف التربة، مما يؤثر على الأمن الغذائي ونزوح آلاف الأسر التي تُجبر على مغادرة منازلها بحثًا عن مناطق أكثر أمانًا.
ومن المتوقع أن تؤثر الفيضانات على السدود بشكل مباشر، خصوصًا إذا كانت الفيضانات شديدة أو غير متوقعة على السدود السودانية لاسيما سد الروصيرص وسد مروي حيث زيادة الضغط على جسم السد وارتفاع منسوب المياه بشكل مفاجئ قد يؤدي إلى ضغط هائل على بنية السد، مما يهدد استقراره.
وحذر المراقبون من تجاوز السعة التخزينية إذا لم يكن السد مصممًا لاستيعاب كميات كبيرة من المياه، فقد يؤدي ذلك إلى فيضان المياه من فوقه أو عبر بوابات الطوارئ.
وقال المراقبون: إن "ذلك يأتي من تآكل التربة المحيطة حيث الفيضانات قد تؤدي إلى انجراف التربة حول السد، مما يضعف الأساسات ويزيد من خطر الانهيار".
ويعطي تأثير على السدود الترابية حيث السدود غير الخرسانية أكثر عرضة للتآكل والانهيار في حال غمرها بالمياه لفترات طويلة مما يعطل أنظمة التحكم والتصريف وقد تغرق الفيضانات أو تُعطل المعدات الكهربائية والميكانيكية التي تتحكم في فتح وإغلاق بوابات السد.
مهزلة أثيوبية
وحذر وزير الري الأسبق د.م. محمد نصر علام من خطر الفيضان المرتبط بسد النهضة، وخصوصًا على السودان.
واعتبر أن ملء مخزون الطوارئ في سد النهضة "مهزلة إثيوبية"، حيث أكدت إثيوبيا أنها بدأت بملء مخزون الطوارئ، وهو الجزء الذي يُفترض استخدامه فقط في حالات الكوارث أو قرب انهيار السد، هذا الإجراء اعتبره علام غير مسؤول، وقد يؤدي إلى غرق مناطق واسعة في السودان
وشدد على أن هناك خطرا مباشرا على السودان، مشيرا إلى أن تشغيل مفيض الطوارئ دون مبرر تقني أو هيدرولوجي يشكل تهديدًا وجوديًا للسودان، خاصة إذا تزامن مع فيضان مرتفع في نهر النيل.
وأكد أن السد العالي يحمي مصر مؤقتًا وأن مصر يمكنها استيعاب كميات المياه الزائدة بفضل السد العالي، لكن الخطر الحقيقي يكمن في فترات الجفاف القادمة، حيث تتقلص حصة مصر من مياه النيل بشكل كبير.
وقال: إن "هناك سوء إدارة وتشغيل السد حيث انتقد سياسة إثيوبيا الأحادية في إدارة السد دون تنسيق مع مصر والسودان، محذرًا من أن أي خطأ في التشغيل قد يؤدي إلى مشاكل يصعب تفاديها، خاصة في الأمن المائي والغذائي".
وأردف، إلى تساؤلات فنية حيث تساءل علام عن سبب استعجال إثيوبيا في ملء السد بالكامل رغم أن معظم التوربينات لا تعمل، مشيرًا إلى احتمال وجود مشاكل فنية في تشغيل السد أو في شبكات نقل الكهرباء موضحا أن تصريحاته تعكس قلقًا عميقًا من أن ما يحدث قد يكون مقدمة لكارثة مائية في السودان، وتفاقم أزمة المياه في مصر، هل ترغب في معرفة كيف يمكن للسودان أن يتعامل مع هذا التهديد؟
وقال وزير الري المصري هاني سويلم: إن "مخزون سد النهضة خصم من حصة مصر والسودان، والإجراءات الإثيوبية الأحادية أثرت سلباً على تدفق المياه".
الإنذار الأحمر
وقال سودانيون: إن "غياب التنسيق الكامل بين الدول المعنية يزيد من المخاوف، من سد النهضة، وخصوصًا في السودان الذي يقع مباشرة بعد السد على مجرى النيل الأزرق".
وحذر الخبراء في السودان أنه على وشك التعرض لكارثة كبيرة وفيضان مدمر بسبب سد النهضة الإثيوبي.
وقبل ساعات قليلة، أعلنت وزارة الري السودانية أعلنت "الإنذار الأحمر" على طول الشريط النيلي كله، والولايات من الخرطوم لحد سنار والنيل الأبيض أصبحت في حالة طوارئ، وباتت المواشي والعفش والمتعلقات ليتحركوا ويدوروا على تلال وأماكن مرتفعة يحتموا فيها من فيضان ضخم قادم.
ويعد شهرا أغسطس وسبتمبر من شهور الفيضانات في نهر النيل بسبب الأمطار في دول المنبع والمختلف عن كل مرة، أنه من حوالي شهرين كده، وآبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي، قرر يعمل الملء السادس والأخير لسد النهضة، دون تنسيق مع السودان أو مصر، والهدف أن يملأ بحيرة السد حتى آخرها، ليرتفع مستوى المياه وتشغيل توربينات السد لتوليد الطاقة.
وبحسب وزارة الري السودانية ومصادر صحفية، التدفقات اليومية من مياه النيل الأزرق وصلت لـ 730 مليون متر مكعب من المية لمدة 4 أيام متواصلة.
ووصل سد الروصيرص إلى أن يفرغ 670 مليون متر مكعب في اليوم، ووصل تفريغ سد سنار ل600 مليون، وسد مروي وصل ل700 مليون متر مكعب وهو فوق المعدلات الطبيعية اللي تصل للسدود بحوالي 300 مليون متر مكعب في اليوم!
ووصل منسوب النيل لارتفاع 16.9 متر، وهو ثاني أكبر منسوب في تاريخ النهر، بعدما وصل من قبل لحوالي 17.6 متر سنة 2020، وحدثت فيضانات كبيرة ومدمرة في 16 ولاية سودانية على الأقل، أدت لنزوح اكتر من نصف مليون شخص، ودمرت أكثر من 100 ألف بيت!
ورصد خبراء الموارد المائية الوضع الحالي ب"الإنذار الأخير قبل الكارثة".